الدكتور فاروق الشناق كما عرفته /بقلم: الدكتور محمد بني عيسى
المولد والنشأة والانحدار الاجتماعي
تعرفت الى الدكتور فاروق الشناق في جامعة اربد الاهلية حيث تشاطرت معه شعبة القضية الفلسطينية. وكان ذلك في الفصل الصيفي 2001/2002. وبقينا على اتصال من خلال تلك الجامعة بعض المناسبات الاجتماعية المشتركة. ولكن علاقتي بالدكتور الشناق توثقت لاحقاً من خلال عملنا سوية في الامانة العامة للجنة الملكية لشؤون القدس. اذ هو من كان قد رشحني للعمل بوظيفة باحث في مديرية الدراسات والعلاقات العامة والاعلام التي يتولى مسؤوليتها الدكتور فاروق الشناق بالاضافة الى عمله مساعداً للامين العام. وبهذا اتيحت لي الفرصة للتعرف على الدكتور الشناق عائلياً ومجتمعياً وثقافياً وسياسياً. والفضل في ذلك يعود الى ثقة الدكتور الشناق في الاخر وذلك دليل ثقة بالنفس مع ان الدكتور الشناق قد دفع ثمن تلك الثقة المطلقة بالاخر غالياً.
ينحدر الدكتور الشناق من عائلة فلاحية. فقد ولد لابوين من بلدة سوم الشناق في 17/1/1946. والده الحاج صيتان فرحان حسن ارشيد الشناق احد ابرز وجهاء بلدة سوم الشناق حيث كان مختاراً للبلدة وقاضياً عشائرياً وحكيماً مجانياً للبلدة ايام العوز واهمها
( التجبير). كما عرف عن والده حسن الضيافة والكرم وايواء الدخيل ونصرة المظلوم وحبه للعلم، فكان يحفظ الكثير من القرآن الكريم، لا بل ينوب عن اساتذة المدرسة في تدريس الدين وتحفيظ القران الكريم. وكان لوالد الدكتور الشناق شرف استضافة الملك المؤسس جلالة الملك عبدالله بن الحسين في عهد الامارة حيث حل ظيفاً على ديوان والده العامر وفرش له السجاد الاحمر ( البسط) من طريق فلسطين المعبد ( مثلث كفريوبا – سوم) وحتى ديوان آل الشناق. وهناك بعض الروايات تقول بان والده كان نائباً للباشا فلاح الظاهر البطاينة في المجلس التشريعي.
ان شغف والد الدكتور الشناق بالعلم والمعرفة كان وراء استماتته في فتح مدرسة للبنين في بلدة سوم الشناق في العام 1949 التي تخرج منها نخبة من رجال العلم والفكر والطب والعسكرية والادباء وغيرهم. وكذا فعل حينما اصر على فتح مدرسة للبنات رغم معارضة الكثير من ابناء البلدة لذلك خوفاً على التقاليد والعادات.. هذه المدرسة التي تحتل منذ ان اصبحت ثانوية موقعاً متميزاً بين مثيرتها في محافظة اربد. فقد تخرجت منها الطبيبة والمهندسة والمربية الفاضلة... الخ
ومع ذلك فقد مرت على والد الدكتور الشناق ظروف مادية صعبه بسبب تحمله العبء الأكبر في الموروث المجتمعي للعائلة مما حمله على العمل في التربية والتعليم بوظيفة متواضعة لأكثر من عقد من الزمن دون ان يلحق ذلك أي اذى او نقص في مركزه الاجتماعي. فقد ظل المرجعية الاولى والاخيرة لاهل البلدة ومحيطها، وظل ديوانه عامراً في النهار والمساء. ووالد الدكتور الشناق شغوف بالشعر البدوي وحفظه مع رواياته.
اما والدة الدكتور الشناق فهي الفاضلة المرحومة الحاجة عساكر محمد احمد ارشيد الشناق التي ما ان يذكر اسمها في القرية حتى تلهج السنة اهلها بالدعاء والرحمة لها، فهي القابلة القانونية الطوعية لاجيال كثيرة من البلدة تعمل كل ذلك لوجه الله لا تريد جزاءً ولا شكوراً، فهي بذلك تكون من رواد العمل التطوعي والعمل الاجتماعي الى ان توفاها في 8/3/1980، في حين توفي والد د. الشناق في عام 1984 . وشاءت الاقدار والسياسة ان لا يتمكن د. الشناق من وداع اعز من لديه في الدنيا، والده ووالدته ابو وام فريد.
والدكتور الشناق الابن الثالث للحاج صيتان الشناق من بين سبعة اخوة وبنات اربع.
والدكتور فاروق الشناق متزوج من السيدة الفاضلة ام معن ابنة الحاج المرحوم " محمد علي" حسونه ظاهر البطاينة ولديهما ثلاثة ابناء : المحامي الاستاذ معن ( مساعد مدير التدقيق) في مراقبة الشركات الآن )، وطبيب الاسنان الدكتور عمر والدكتور محمد صدام ومثلهم من البنات: رانيا ( ماجستير قانون تجاري)، وفريال تخصص صحافة واعلام، ومنال في مرحلة توجيهي.
السيرة التعليمية
اكمل د. الشناق تعليمه الابتدائي في مدرسة سوم الابتدائية آنذاك مختتماً اياه بـ " مترك " الابتدائية بنجاح. ثم انتقل الى اعدادية كفريوبا حيث درس فيها الصف الاول الاعدادي وانتقل بعدها الى ثانوية عجلون للبنين بصحبة اخيه الأكبر منه سناً وعاد ليكمل الاعدادية في مدرسة حمزة الاعدادية في اربد مختتماً اياه بـ " مترك الاعدادية " بنجاح. ثم بدأ المرحلة الثانونية في مدرسة سعد بن ابي وقاص حيث درس فيها الصفين الاول والثاني الثانوي. اما الثالث الثانوي الذي اختتمه بالتوجيهي الفرع الادبي فكان في ثانوية حسن كامل الصباح واجتازه بمعدل عام (71.9%) وهو معدل مرتفع جداً في قياسات تلك الفترة.
وقد تتلمذ الدكتور الشناق على يد نخبة من المدرسيين منهم من قضى نحبه ومنهم ما زال حياً، اطال الله في اعمارهم، والذين لا يزال يختزنهم في الذاكرة والوجدان منهم : الاستاذ المرحوم احمد رشيد العمري، والاستاذ المرحوم رشدي مناور عبيدات، والاستاذ بسام الحمود، والاستاذ محمود الزريقات، والاستاذ محمود سالم الزعبي، والاستاذ اديب حداد، والاستاذ جميل حداد، والاستاذ اسماعيل رواشده، والاستاذ المرحوم جميل مبيضين، والاستاذ النائب السابق كامل العمري، واخوه والاستاذ بهاء العمري والاستاذ المرحوم سعادة الخوري، والاستاذ الدكتور سالم القضاة، والاستاذ المرحوم قاسم الغزاوي، والاستاذ المرحوم محمد نور اسعماعيل، والاستاذ المرحوم حنا الربضي، ومعالي الاستاذ الدكتور عزت جردات، والاستاذ المرحوم خالد الردايدة، والمرحوم الاستاذ الدكتور المرحوم محمد علي شبول، والاستاذ المرحوم عبد القادر ملحم، والاستاذ المرحوم تيسير جرادات وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم.
وبعد ان انهى الدكتور دراسة الثانونية العام قرر الالتحاق بمعهد المعلمين في حواره، اذ كان ثاني طالب يقبل في المعهد. ولكنه لم يواصل دراسته في المعهد وغادره الى المانيا الاتحادية لدراسة الهندسة والتي وصلها في 1/11/1965 صباح يوم مثلج حيث كان الثلج يرتفع لأكثر من نصف متر. ولكنه في الحقيقة لم يكن في يوم من الايام يفكر في دراسة الهندسة او حتى الطب، بل كانت ميوله تذهب به الى العلوم الذهنية فاختار دراسة العلوم السياسية التي كان ينوي دراستها اصلاً في القاهرة بعد ان حصل على قبول من جامعة القاهرة، ولكن الظروف المادية حالت دون ذلك مما اضطره الى التوجه الى المانيا نزولاً عند رغبة والده واخيه الاستاذ عدنان الشناق الذي كان قد سبقه الى المانيا للعمل والدراسة.
وبعد مرور سنة تقريباً على التدريب في احدى الشركات حيث اتقن مهنة اللحام الكهربائي قرر ان يلتحق بالجامعة لدراسة العلوم السياسية بتشجيع من صديق عمره د. ناصر حماده (خراشقه) مدير وكالة الانباء ( بتراء ) في اربد.
وبالفعل بدأ دراسته الجامعية بدراسة اللغة في آيار/1965 ثم اتبعها بالسنة التحضيرية ليدخل جامعة همبورغ في 15/10/1968 في العلوم السياسية حيث تمكن بعد 3 فصول من اكمال دراسته التمهيدية بتفوق وكان ذلك في 7/4/1970، الامر الذي اثار اعجاب اساتذته. اما دبلوم العلوم السياسية تخصص رئيس ( ماجستير ) واقتصاد وعلم الاجتماع (تخصص فرعي) فقد اخذ منه مدة طويلة وذلك لانشغاله بالسياسة حيث حصل على الدبلوم في العلوم السياسية في 23/5/1974، ومع ذلك فانه قد انهى دراسته ضمن الحد الزمني الادنى للدراسة.
اما دكتوراه الفلسفه / علوم السياسية ( تخصص رئيس) وسياسة تنموية وعلم اجتماع ( تخصص فرعي) فقد حصل عليها بتقدير ( جيد+) من جامعة بون وذلك في 13/7/1988، علماً انه لم يبدأ دراسة الدكتوراه الا في بداية عام 1986، حيث كان يعمل دبلوماسياً في سفارة جمهورية العراق/ بون مسؤولاً عن العلاقات مع الاحزاب والقوى السياسية والمنظمات الطلابية والنقابية الالمانية بالاضافة الى شغله في الصحافة والاعلام والترجمه حيث عمل مندوباً لاذاعتي بغداد وصوت الجماهير وصحيفة الطليعة العربية التي كانت تصدر في باريس ورئيس تحريرها الاستاذ ناصف عواد، وصحيفة الدستور اللندنية، وصحيفة " عرب اليوم" اللندنية، ومشاركا في ندوات تلفزيونية حول القضايا العربية وابرزها القضية الفلسطينية والحرب الايرانية العراقية.
الوطنية والقومية في الممارسة والسلوك
افتعال التناقض والتعارض والتضاد ما بين الوطنية والقومية يراه الدكتور الشناق ضرباً من الانتهازية السياسية الرخيصة او جهلاً بحقائق ومعطيات التكوين القومي للاردن باعتبارها نواة للدولة العربية الواحدة التي ظل الهاشميون يناضلون من اجلها بدءً بمفجر الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي، ومروراً بابنائه وبخاصة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، فالملك طلال، والملك الباني الحسين بن طلال رحمهم الله جميعاً واسكنهم فسيح جناته وصولاً الى الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله واعز ملكه الذي تسنم الراية الهاشمية بكل كفاءة واقتدار مبحراً بالاردن نحو الامن والاستقرار الدائمين.
اذن فالوطنية والقومية هما وجهان لعملة واحدة طالما كان التركيز على الوطنية وايلائها الاولوية يأتي في اطار افق قومي. وكذا الحال بالنسبة للتركيز على البعد القومي للقضية العربية، وهي قضية الامة العربية، والدولة العربية الواحدة في اطار مراعاة الخصوصيات الوطنية للاقطار العربية. هكذا يفهم الدكتور الشناق معادلة الوطنية والقومية والعلاقة الصميمية بينهما.
وعلى مثل هذا الوعي تفتحت عيناه على العمل السياسي او لنقل اهتمامه بالجوانب السياسية للحياة منذ كان تلميذاً في الصف العاشر ( الاول الثانوي سابقاً) في ثانوية سعد ابن ابي وقاص عام 1963 حيث كانت حرارة الاجواء الوطنية والقومية ملتهبة في ضوء مباحثات الوحدة الثلاثية المصرية – السورية – العراقية، ومطالبة الطلبة في مسيراتهم بوجوب انضمام الاردن اليها رافعين شعار " النجم الرابع يا عمان " انطلاقاً من ان الاردن هو صاحب مبادرة الدولة العربية الواحدة ونواتها، الامر الذي تؤيده تشكيل الحكومات الاردنية في المرحلة التاسيسية، اذ من بين ثمانية رؤوساء حكومات لم يكن سوى اردني واحد حيث كان رشيد طليع اللبناني الاصل هو اول رئيس حكومة اردنية في عهد الامارة (امارة شرق الاردن).
ولكن الدكتور الشناق لم ينتم الى أي حزب سياسي خلال وجوده في الاردن. وشاءت الاقدار ان يلتقي في همبورغ / المانيا الاتحادية بمجموعة من البعثيين من سوريا والعراق وفلسطين في نهاية عام 1965. حيث كانت تلك البداية في صلته بحزب البعث وظل يندرج في المواقع القيادية الى ان اصبح مسؤولاً لتنظيم البعث في المانيا الاتحادية والمانيا الديمقراطية وفنلندا والسويد.
اما في المجال الطلابي فقد قاده نشاطه الطلابي الى ان اصبح المسؤول الثقافي في رابطة الطلبة العرب في همبورغ عام 1969، ورئيساً للرابطة عام 1970. كما تولى مسؤولية العمل الثقافي في اتحاد الطلبة الاجانب.
اما نشاطه السياسي فقد تركز حتى بدء الحرب الايرانية- العراقية عام 1980 على القضية الفلسطينية باعتبارها محور الصراع الاسرائيلي- العربي من جهة، وايمانه المطلق بان الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الاردن وامنه واستقراره ومستقبله من جهة اخرى. ومن ابرز نشاطاته السياسية في هذا المجال اشتراكه مع الطلبة والعمال العرب في افشال حملة " اسبوع السلام" التي قادها سفير الكيان الصهيوني في بون "ازهر بن ناتان" عام 1969 الذي طاف عدة جامعات المانية كانت جامعة همبورغ محطتها الثانية بعد فرانكفورت، اذ تمكن الطلبة العرب المتواجدون في قاعة الجامعة الكبرى التي ضمت عدة الأف من الطلبة الالمان والاجانب من الحيلوله دون تمكينه من الحديث بالهتافات تارة، والاشتباك مع عصابته تارة اخرى. ولم تفلح جميع محاولاته في اختراق معارضيه، الامر الذي احدث ضجة اعلامية واسعة النطاق ودفع الكثير من الطلبة العرب ثمنها فيما بعد باستغلال عملية ميونخ عام 1972 الذي اودت بحياة رياضي الكيان الاسرائيلي وبالقاء القبض على عدد من الطلبة العرب بذريعة مناصرتهم للارهاب وتسفيرهم، والطلب الى البعض الاخر بمغادرة البلاد باعتبارهم يشكلون خطراً على الامن الداخلي والخارجي لالمانيا الاتحادية ومن بينهم د. الشناق، الامر الذي كاد ان يصيبه بمقتل في مجال دراسته حيث كان في المرحلة الاخيرة من انهاء دراسته. ومع ذلك ظل صامداً ومتخفياً الى ان صدر قرار بوقف مؤقت للتنفيذ بعد عدة محاكمات صورية كانت تطول لساعات والقرار يتخذ في دقائق، الامر الذي يظهر الطبيعة السياسية للمحاكمات. ولكن الدكتور الشناق نجح في النهاية وبفضل دفاع محاميه العجوز د. كورت فيسيج وربح الدعوى التي اقامها ضد حكومة همبورغ بشكل قطعي عام 1976 مع تحميل حكومة همبورغ كافة تكاليف ونفقات واتعاب المحاماه التي فاقت (25) الف مارك الماني غربي.
وبعد اندلاع الحرب الايرانية - العراقية التي طالت ثماني سنوات تركز نشاط د. الشناق الاعلامي والسياسي وبخاصة على صعيد العلاقات مع الاحزاب والتنظيمات السياسية الالمانية على ابعاد تلك ومخاطرها وانعكاساتها على الامن العربي والاقليمي والدولي من خلال المحاضرات والمشاركة في الندوات التلفزيونية ومراسلة الصحف ومحطات الاذاعة منسجماً بذلك مع الموقف الرسمي والشعبي لبلده الاردن. ولكن ذلك لم يعن تخليه عن الاهتمام بالقضية الفلسطينية.
ان ابرز اعمال ونشاطات الدكتور الشناق هو اهتمامه ورعايته لابناء وطنه الصغير الاردن ووطنه الكبير تعليمياً، فقد كان حسبما روى لي نفسه ذلك وتأيد من خلال اقوال معاصريه الجسر الذي عبر عليه العديد من الاردنيين والعرب باتجاه بر الامان في دراستهم الاولى والعليا فضلاً عن ترشيحه لحملة الثانوية العامة الاردنية للدراسة في الجامعات العراقية. ليتخرج منهم الطبيب والمهندس والصيدلاني والمعلم والممرض.. الخ. فهناك العشرات من اهالي بلدته سوم ومن الاردنيين، والعرب الذين وجدوا في الجامعات العراقية ضالتهم العلمية المنشودة بفضله، فمنهم من تقلد ولا يزال مواقع قيادية محلياً ووطنياً لا بل ان احدهم اصبح رئيساً لجامعة اليرموك واميناً عاماً لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي من قبل.
وظل الدكتور الشناق يولي هذا المجال كل اهتمامه حتى بعد عودته للاردن عام 1989 حيث رشح العشرات من محافظة اربد للدراسة في العراق في مختلف التخصصات ومنهم من أصبحوا اساتذة في الجامعات، في حين ان الدكتور الشناق لم تتوفر له الفرصة لخدمة وطنه في اية جامعة اردنية، الامر الذي يؤلمه كثيراً واثقل كاهله مادياً لاضطراره الى تدريس ابنائه في الداخل والخارج على نفقته الخاصة.
اما بعد عودته للاردن فقد عمل بعد فترة انتظار لا بأس مديراً لمديرية شؤون الموظفين بالوكالة في ديوان الخدمة المدنية، ومديراً للتطوير الاداري والتدريب والبعثات في نفس الديوان، ومساعداً لمدير معهد الادارة العامة وذلك بمبادرة رجولية من المرحوم الاستاذ محمد سعيد ابو نوار الذي يرى فيه رجل مواقف سيبقى مخلداً في ذاكرته لشجاعته وشهامته، فمديراً للدراسات والتخطيط في وزارة الاعلام، فمستشاراً لمدير عام المطبوعات والنشر لاجازة المطبوعات والمخطوطات والكتب حتى تم انتدابه الى مكتب سمو الامير الحسن/ اللجنة الملكية لشؤون القدس في 1/تموز /1994 حيث تولى منذ ذاك مسؤولية العلاقات العامة والاعلام والدراسات وصدرت له العديد من المؤلفات حول القدس بابعادها المختلفة.
يمكنني القول بان الدكتور الشناق قد ترك اثراً ايجابياً حيثما حل بجد واجتهاد ومثابرته وعمله الدؤوب المتواصل، الامر الذي يشهد له به رؤوساؤه ومرؤوسية وطلابه حيث عمل في مجال تدريس محاضراً غير متفرغ في اليرموك، واربد الاهلية والعربية المفتوحة. وانني على يقين بان عطاء الدكتور الشناق الوطني كان سيكون اوسع واكثر اثراً واثراءً في مجاله لو سنحت له الفرصة والدكتور الشناق عصامي فقد كون نفسه بنفسه ومول دراسته كذلك بنفسه فلم يتلق مساعدة من دولة او حزب او اب او قريب في تمويله لدراسته فيما عدا فترة الامتحان في مرحلة الدبلوم ولسنة واحدة من جامعة همبورغ وفقاً لقانونها.
وختاماً لا يسعني الا ان اتمنى للدكتور الشناق الصحة والعافية وطول العمر وانني لأشد على يديه لمزيد من العطاء وعدم اليأس، فانت يا ابا معن في القلب والوجدان.. أخ وصديق سأظل اعتز به وبصداقته مدى حياتي.