معايير تدريس العلوم
في عالم غني بالإنتاج العلمي، أصبحت الثقافة العلمية ضرورية لكل فرد،حيث أن الفرد يحتاج ويستخدم المعلومات العلمية يوميا، ويناقش القضايا الهامة التي تضمن العلم والتكنولوجيا، والثقافة العلمية أصبحت ركنا هاما من أركان عالم اليوم، حيث أن الكثير من الأعمال تتطلب مهارات متقدمة مثل التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات وحل المشكلات . إن فهم العلم والعمليات العلمية تساهم بشكل أساسي في تنمية مثل هذه المهارات .
والمعايير التي وضعت لتدريس العلوم، والتي بدأ تحديدها عام 1989في الولايات المتحدة الامريكية ، وهو نفس العام الذي ظهرت فيه أول تلك المعايير أثناء مناقشة معلمو الرياضيات حول وضع معايير لتقييم مناهج الرياضيات، واستمرت المناقشات كثيرا حتى ظهرت تلك المعايير بشكلها الحالي ومعايير تدريس العلوم قامت على عدة مبادئ هي :
• العلم لجميع الطلبة .
• العلم عملية نشطة .
• يمارس العلم كما يمارسه العلماء .
• تدريس العلوم جزء من عملية إصلاح التعليم .
وتقدم تلك المعايير رؤية عامة حول الثقافة العلمية،وتقدم الخطوط العريضة للطلبة حول ماذا يجب أن يعرفوا وان يفهموا ليكونوا قادرين على فهم الثقافة العلمية في كافة المستويات، وتزودهم بمستويات عالية من الأداء، وتساعد المعلمين أيضا في اتخاذ القرارات الأساسية لجعل التعليم فعالا، وبالتالي تجعل هذه المعايير الطلبة والمعلمين يركزون على تعليم العلوم لمواجهة المستقبل وتحدياته .
وهذه المعايير يمكن أن توصف بجملة واحدة " المعايير لجميع الطلبة " وهذه العبارة تجسد البراعة حيث أن تدريس العلوم هو لجميع الطلبة بغض النظر عن العمر والجنس والخلفية الثقافية أو العرقية، وان الطلبة سوف يحققون هذا التعلم بعدة طرق . وبالتأكيد فان هذه المعايير تعطي الفرصة للطلبة بأن يتعلموا العلم، ولكن لا يمكن أن يصلوا إلى تحقيق الانجازات والمستويات العالية بدون المعلم الماهر والمؤهل .
وتطبيق هذه المعايير يتطلب تغييرات رئيسية في طرق تدريس العلوم، وتركز على أن العلم عملية نشطة، ويعني ذلك أن الطالب هو الذي يعمل ولا شيء يعمل للطالب . وان على الطلبة أن يتعلموا مهارات الملاحظة والاستنتاج والتجريب، عندها يمكن للطلبة وصف الأهداف وطرح الأسئلة، وبالتالي بناء الفرضيات واستخدام التفكير الناقد والمنطقي .وبهذه الطريقة يتمكن الطلبة من تطوير قدرتهم على فهم العلوم عن طريق جمع المعرفة العلمية بالتفكير .
وقد طور هذه المعايير مئات من الأفراد تعاونوا معا مثل المعلمون، الطلبة، مدراء المدارس، مصممو المناهج، العلماء، المهندسون . واستمرار الحوار بين هذه المجموعات حتى تم وضع تلك المعايير في مكان لتلبي حاجات الطلبة والمعلمين . وهذه المعايير عملية دينامية أي تراجع وتنقح باستمرار . وهذه المعايير صممت نحو إيجاد مجتمع مثقف علميا، حيث أن فهم العلوم سوف يزيد من إنتاجية الطلبة مستقبلا أثناء العمل، ويتطلب مجتمع العمل القدرة على التعلم والتفكير المبدع والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات .
وتعبير المعايير يحمل عدة معاني منها الحكم على النوعية، نوعية ماذا يجب أن يعرف الطلبة؟ وماذا يجب أن يعمل الطلبة؟، وأيضا الحكم على البرامج العلمية التي تتيح الفرصة للطلبة لتعلم العلوم، والحكم على نوعية تدريس العلوم، والحكم على نوعية البرامج التي تدعم معلمي العلوم، والحكم على تقويم الخبرات والسياسات العلمية، وأخيرا الحكم على الرؤية العلمية التي تقدم ضمن البرامج التعليمية .
ومن ضمن معايير تدريس العلوم ، حددت تلك المعايير الأهداف التي يجب على المدرسة تحقيقها أثناء تدريس العلوم وهي :
• استخدام المبادئ والعمليات العلمية في عملية اتخاذ القرارات الشخصية .
• الاهتمام بالمناقشات الذكية التي تدور حول العلم والتكنولوجيا .
• زيادة الإنتاجية الاقتصادية من خلال استخدام الفهم والمعرفة والمهارات العلمية في عمل الفرد مستقبلا .
• اغناء الخبرة والمعرفة حول العالم الطبيعي .
وتقوم معايير تدريس العلوم على خمسة افتراضات هي :
1 . تصف المعايير النظرة إلى تدريس العلوم بأنها تتطلب تغيرا من داخل النظام التعليمي .
2 . عملية تدريس الطلبة تعني كيف يتعلم الطلبة .
3 . عمل المعلمين يؤثر بشكل عميق في إدراكهم الحسي لموضوع العلوم كمادة تدرس ز
4 . فهم الطلبة يعني البناء النشط من خلال العمليات الفردية والمجتمعية معا .
5 . عمل المعلمون يجب أن يتضمن بعمق الفهم وأيضا العلاقات بين الطلبة .
وتحدد المعايير دور المعلم أثناء تدريس العلوم حيث يتطلب من المعلم ما يلي :
• تطوير شبكة من الأهداف السنوية والفصلية للطلبة .
• اختيار المحتوى العلمي وتطويره ليلبي معرفة وفهم وقدرات وخبرات الطلبة .
• اختيار استراتيجيات التدريس والتقويم التي تدعم تطوير فهم الطلبة .
• التكامل في العمل ما بين المعلم والطالب ( التعامل كزملاء ) خلال كافة المراحل الدراسية .
ويعتبر معلم العلوم من خلال تلك المعايير الموجه والميسر لعملية التعلم، ومن اجل ذلك فان على المعلم أن :
• يركز على الاستقصاء أثناء العمل مع الطلبة .
• ينسق عمليات المحادثة بسن الطلبة حول المادة العلمية .
• تحدي الطلبة في المشاركة في تحمل المسؤولية أثناء تعلمهم .
• المعرفة والاستجابة الشاملة للطلبة وتشجيعهم على المشاركة بقوة أثناء تدريس العلوم .
• تشجيع المهارات العلمية وتقبل الأفكار الجديدة والمعلومات الجديدة حول خصائص العلوم .
أما في مجال التقييم فان دور المعلمين حسب ما تحدده المعايير يتمثل بما يلي :
• جمع البيانات المختلفة حول فهم وقدرات الطالبة بعدة طرق .
• تحليل البيانات لتوجيه التعليم .
• توجيه الطلبة نحو لتقييم الذاتي .
• استخدام البيانات وملاحظات التدريس والتفاعل بين الطلبة لتنعكس على تحسين عملية التدريس .
• تقديم التقارير حول ما تم تحقيقه أثناء عملية التدريس .