المشكلات السلوكية عند الطلبة ... معايير واشكال
ليس من السهل تحديد الخط الفاصل بين السلوك السوي والسلوك الشاذ، وبداية لا بد من تعريف السلوك التعريف العلمي، حيث أن السلوك هو التفاعل القائم بين الإنسان وبيئته، وهو يشير إلى أن التفاعل عملية متواصلة، فالسلوك لا يحدث في فراغ وإنما في بيئة ما، ولهذا فهو يؤثر في البيئة ويتأثر بها، وبشكل عام فان السلوك هو كل ما يفعله الإنسان ظاهرا كان أم غير ظاهر، وينظر إلى البيئة على إنها كل ما يؤثر في السلوك، فالسلوك مجموعة من الاستجابات والبيئة مجموعة من المتغيرات . أما المشكلات السلوكية فهي عبارة عن أشكال السلوك غير السوي التي تصدر عن الفرد نتيجة لخلل في عمليات التعلم، وغالبا ما يكون ذلك على شكل تعزيز السلوك غير التكيفي وعدم تعزيز السلوك التكيفي،لذلك فالسلوك السوي هو ذلك السلوك المعبر عن تكيف مناسب يكون فيه التفاعل بين الفرد ومحيطه وبين نفس تفاعلا مثمرا .
ولتحديد السلوك السوي من السلوك غير السوي لابد من تحديد أكثر من معيار للتمييز بينهما، فجميع المعايير المستخدمة بهذا الشأن فيها مواطن ضعف، مما يجعل الاعتماد على أي منها دون اخذ المعايير الأخرى بعين الاهتمام أمر غير مناسب، ومن هذه المعايير:
1 . المعيار الاجتماعي
هو المعيار الذي يعتمد ف تحديد السلوك اعتمادا على معايير المجتمع من عادات وتقاليد وقيم . السلوك الذي يوافق قيم المجتمع وعاداته يعتبر سويا،وما يتعارض مع قيم المجتمع وعاداته يعتبر غير سوي، ويختلف هذا المعيار من مجتمع إلى أخر، ومن بيئة إلى أخرى، ومن زمن إلى زمن آخر . والانتقاد الموجه لهذا المعيار انه يلغي فردية وشخصية الإنسان لان على الفرد الامتثال للتقاليد في المجتمع .
2. المعيار الذاتي
أي شعور الفرد أو عدم شعوره بالرضا عن سلوكه، ويشمل حكم الفرد نفسه على سلوكه، فإذا كان الفرد راضيا عن سلوكه، فليس لديه مشكلة، أما إذا كان غير راض عن سلوكه فلديه مشكلة، والانتقاد الموجه لهذا المعيار أن الفرد يكون لديه مشكلات سلوكية ولكنه راض عن ذلك تماما .
3. المعيار النفسي الموضوعي
يعتمد هذا المعيار على تحليل السلوك ودراسته دراسة علمية وتحديد الخلل بناء على الدراسة الموضوعية للسلوك ويتضمن سلوك الفرد الحالي وتاريخه السابق والاستعانة بالاختبارات وأساليب جمع المعلومات للوصول إلى التشخيص لتحديد السلوك بأنه سوي أو غير سوي .
4. المعيار الإحصائي
يعتبر سلوك الفرد غير السوي إذا انحرف بشكل ملحوظ عن المتوسط الحسابي ( ما يفعله معظم الناس ) الإفراد الذين تشبه سلوكياتهم سلوكيات أغلبية الناس في المجتمع . والانتقاد الموجه لهذا المعيار أن السلوك يعتبر سويا إذا كان شائعا بين الناس، أما إذا كان غير شائع فهو غير سوي .
ويعتبر ويكمان (Wakkeman ) عام 1928 أول من أشار إلى المشكلات السلوكية في المدارس لأول مرة، وتطورت دراسة المشكلات السلوكية الصفية للوصول إلى تعريف مقبول للمشكلات السلوكية تساعد المعلم في غرفة الصف، وعليه فان الفرد الذي لديه مشكلات سلوكية هو الذي يتراوح معدل انخفاض سلوكه بين المتوسط والحاد، وهذا الانخفاض في السلوك يعمل على تخفيض قدرته على أداء واجباته المدرسية بفاعلية، ويظهر واحدة أو أكثر من النماذج السلوكية التالية:
• عدم القدرة على التعلم والذي لا يرتبط بالعوامل العقلية أو الحسية أو العصبية .
• عدم القدرة على بناء علاقات شخصية مع الأقران والمدرسين والاحتفاظ بهذه العلاقات .
• مزاج عام من الشعور بعدم السعادة والحزن والكآبة .
• أنماط غير ملائمة أو غير ناضجة من السلوك والمشاعر في الظروف العادية .
• ميل لظهور اعرض جسمية مثل مشاكل ف النطق والكلام ومخاوف مرتبطة بمشاكل شخصية .
وتظهر المشكلات السلوكية في غرفة الصف على عدة إشكال منها:
• اضطرابات عرفة الصف الناتجة ع مشكلات إدارة غرفة الصف وتتمثل في السلوك الوقح، عدم الطاعة، نوبات الغضب المؤقتة، إزعاج الآخرين والخروج من المقعد .
• السلوكات غير الناضجة وتشمل النشاط الزائد، الاندفاع والتهور، الفوضى والاستهتار والصراخ .
• السلوكات الخطرة وتشمل القلق والتوتر، المخاوف المرضية، ضعف تقدير الذات، الاكتئاب والصمت الاختياري .
• العادات المضربة وتشمل ضعف الأداء الأكاديمي واضطرابات في النطق
• الاضطراب في العلاقات مع الزملاء وتشمل العدوان، الانسحاب والحياء والعزلة الاجتماعية .