أساليب تعزيز الوطنية في مدارسنا
المفاهيم والأهداف والوسائل
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
يفترض المنظرون للمؤتمر أن هناك مفهومًا محددًا أو شبه محدد للوطنية ، وأن هذه الوطنية أهم ركائز الدولة وتماسكها وتقدمها وأمنها . فالوطنية تعنى الانتماء إلى الوطن فكرًا ووجدانا واتجاها وسلوكًا ، وتعني الوطنية أيضًا حب هذا الوطن والسعي لخبره ورُقيه ، والدفاع عنه ضد كل الأخطار الداخلية والخارجية .
ومعنى ذلك أن ميادين الوطنية كثيرة ، وتشمل الأسرة والشارع والحي والمدينة والوطن.
كما أن المؤسسات الدينية والتربوية والرياضية والثقافية - تؤثر تأثيرًا بعيدًا في الاتجاهات الوطنية والسلوك الوطني للمواطنين .
ومن البديهي أن تساعد الدولة أبناء الوطن على اكتساب اتجاهات وطنية صحيحة لا تتعارض والثوابت الدينية التي تمثل ضوابط للسلوك الاجتماعي .
ولا شك في أن المدارس والجامعات هي المؤسسات المؤهلة لمساعدة المتعلمين على اكتساب الاتجاهات الوطنية الصحيحة .
والوطنية بوصفها مفهومًا - تتضمن محتوى موضوعيا يشمل الماهية والمهمة ، ويتطلب ذلك الكشف عن مصادر الوطنية الصحيحة ، وأسسها أو عناصرها الموضوعية ، والضوابط التي تحكمها ، والوسائل التي يتحقق بها اكتسابها وتتحق الغاية و الأهداف المادية والمعنوية للفرد والمجتمع من اكتسابها .
إن البحث في أساليب تعزيز الوطنية في مدارسنا يتطلب منا وضع منهج يتضمن محتوى علمي يساعد على فهم الوطنية واكتساب اتجاهات صحيحة نحوها .
ويتطلب هذا المنهج تخطيطا لتنفيذه نظريًّا وتطبيقيًا بأسلوب مباشر محدد وأسلوب مُسَانِدٍ أو غير مباشر .
أي جعل الوطنية سلوكا للمؤسسة التعليمية طلابًا ومعلمين وموجهين .
إن وضع منهج للتربية الوطنية يتناسب والمرحلة التعليمية أساس لتعزيز الوطنية في مدارسنا .
كما أن الأنشطة الثقافية والرياضية والكشفية – تسهم في تعميق الشعور الوطني واتساع دائرة العلاقة بين التلميذ ووطنه أرضًا وتاريخا ومدينةٍ وحضارة .
كما أن المشاركة في مشاريع خدمة البيئة على أي مستوى – يمكن أن ترتقي بالشعور الوطني إلى مستوى إيجابي نضمن به اهتمام التلاميذ بمشكلات البيئة ، والرغبة في حلها .
ولا بد أن تكون أساليب التعلم مساعدة على اكتساب التلاميذ المفاهيم والخبرات والاتجاهات الوطنية الصحيحة .
ولا شك أن التعزيز بوصفه أسلوبًا من أساليب التربية – يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف الوطن في اكتساب أبنائه تلك المفاهيم والخبرات والاتجاهات الوطنية إننا نؤكد أنه لابد من وجود عناصر أساسية ومحتوى علمي واضح متفق عليه لما نريد من التلاميذ اكتسابه ، بدءًا من المحتوى الموضوعي ثم الاتجاهات والسلوك ، حتى يكون عملنا واضح الماهية والمهمة ، أو المحتوى والأهداف .