أَخلاقيّات مِهنة التعليم وسُبل الالتزام بها
ورقة عمل مقدمة لندوة
"الانتماء الوطني في التعليم العام رؤى وتطلعات"
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين؛ القائل في محكم كتابه العظيم {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}( ).
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد، نبي الرحمة والهدى، الذي علم الأمة الخير والأخلاق قولاً وعملاً، وأنار لهم طريق الحق والهدى صلى الله وسلم،وبارك عليه، وعلى آله أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن من نعم الله عز وجل علينا أن جعل الإسلام ديناً كاملاً شاملاً، فكانت الشريعة الإسلامية كاملة شاملة، تدعو إلى كل خير، وترغب فيه، وتحذر من كل شر، وتنهى عنه، وقد دعت الشريعة الإسلامية السمحة إلى الأخلاق الحسنة، والآداب الفاضلة من تزكية النفوس وتطهيرها، فالأخلاق الحسنة لها مكانة عالية وسامية في دين الإسلام، قال : " إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"( )، وصاحب الخلق الحسن من أحب الناس إلى رسول الله ، وأقربهم مجلساً منه يوم القيامة، قال : ": إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً...الحديث"( ).
والأمة الإسلامية اليوم أفراداً وجماعات بحاجة إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة وترك الأخلاق الذميمة في القول والتعامل مع الآخرين وتطبيق هدي النبي في ذلك مع الوالدين والزوجة والأبناء والجيران، والقريب مع أقاربه، والموظف مع زملائه، والأستاذ مع طلابه.
وحينما أخص بهذه الورقة الأخلاقيات المتعلقة بالمعلم في التعليم العلم، فإنها لا تخرج عن الإطار العام للسمات الشخصية والخلقية التي يلزم المعلم الاتصاف بها؛ لأنه يؤدي عملاً دقيقاً يمس مصالح الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي في التعليم العام، فمهنة التعليم مهنة إنسانية يتعامل فيها المعلّم مع أنفس عقول وأرواح وعواطف ومشاعر، وهو في تعامله ذلك يحمل رسالة ويسعى لغاية ويتطلع لهدف.
فالتعليم رسالة تستمد أخلاقياتها من هدي شريعتنا ومبادئ حضارتنا، وتوجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل، وصدقاً مع النفس والناس، وعطاء مستمراً لنشر العلم وفضائله( ).
ورغبة من الباحث في المشاركة في ندوة"الانتماء الوطني في التعليم العام رؤى وتطلعات" تأتي هذه الورقة التي تتحدث عن أهم الأخلاقيات التي يلزم المعلم الاتصاف بها من العدل والإنصاف، والتروي في الحكم، وتحري الدقة في التعليم، والأمانة، والموضوعية في الحكم، وغير ذلك من الأخلاقيات الفاضلة الكريمة التي جاءت في شريعتنا السمحة.
والحمد الله.
الـمـقـد مــة
الحمد لله الذي أوضح شرعه، ورفع دينه، وأعلى منزلة العلم، وأعز حملته؛ فأشهدهم على أعظم مشهود به، +شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" [آل عمران:18]، وما ذلك إلا لعلمهم بمراد الله تعالى، وعملهم به، ودعوتهم به وله، وصبرهم على ذلك، فجاهدوا في سبيل ذلك، ورابطوا في حمى الشريعة، وذبوا عنها زيف المخذِّلين المرجئين، والغلاة المتشددين، فقارعوا بالحجج، وبارزوا بالبراهين، وقاتلوا بالوحيين، فرفعوا منار الدين؛ بنصب السُنَن، وأثبتوا عمده بأقوى السَنَن، حتى غدا منصوبا بالبناء العالي المشيد والإحكام الموثق الأكيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه،وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان؛ أمَّا بعد:
وقد كتب في الوطنية كثير؛ منهم متعصب بغير علم، وآخر مفرط بغير دليل، وقليل من أخذ بالحق ونطق بالحكمة واستدل بالبراهين.
فحب الإنسان للمكان الذي ولد ونشأ وترعرع فيه وأكل من خيراته، فطرة لا تـنكر، فإذا كان وطنه موطنا للإسلام وبلدا للمسلمين زادت محبته وتحولت إلى محبة شرعية يؤجر عليها، فكيف إذا كان وطنه يحكم بالشريعة ... فإنها تعظم محبته وتصير مطلبا شرعيا.
ومما تـفضل الله تعالى به علينا في هذه البلاد المباركة أن جعلها بلادا ليس فيها سوى مسلم يعلن إيمانه بالله تعالى واتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى إقيام شعائر الإسلام وإعلان الحدود، ورفع شعار أهل السنة والجماعة وتعليمها ونشرها، وسائر الأنظمة فيها قائمة على الكتاب والسنة، وهذه البلاد المباركة «المملكة العربية السعودية» هكذا كانت ولا زالت بحمد الله تعالى في عهدها الأول والثاني والثالث، ويدلك على هذا أمور كثيرة منها: مواثيقها، وخطاباتها، ومكاتباتهم أئمتها ومصنفات، وأحكامهم، وتوجيهاتهم، وجميع أنظمة البلاد، ويكفي في هذا النظام الأساسي للحكم( )، والمبني على الأسس والثوابت التالية: ـ
أولاً: أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان للحكم.
ثانياً : تطبيق شرع الله المطهر.
ثالثـاً : القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
رابعـاً : حماية المقدسات الإسلامية.
خامساً : محاربة الشرك والبدع والخرافات.
وإن مما ينبغي التعريف والتبصير به تلك المقدرات العظيمة والتي في مقدمتها العلم الشرعي وبخاصة التوحيد لله تعالى، والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، والتعريف بالجماعة والألفة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الشريعة ...، إضافة إلى المقدرات والثروات المادية التي أعزهم الله تعالى بها ولم يحوجهم لغيرهم.
وقد رأيت المشاركة بهذا البحث؛ والذي أسميته: «وطني المملكة العربية السعودية وحقوقة الشرعية في ضوء السنة النبوية»، وقد بنيته على مقدمة وخاتمة بـينهما مبحثين: ــ
* المبحث الأول؛ وفيه مفهوم الوطنية وتأصيلها الشرعي؛ وفيه مطلبان: ــ
المطلب الأول: مفهوم الوطنية.
المطلب الثاني: التأصيل الشرعي للوطنية.
* المبحث الثاني: وطني المملكة العربية السعودية وحقوقـة الشرعية؛ وفيه مطالب: ــ
المطلب الأول: وطني ولزوم جماعته.
المطلب الثاني: وطني ولزوم البيعة لإمامه.
المطلب الثالث: وطني ولزوم السمع والطاعة لإمامه.
المطلب الرابع: وطني ولزوم الدعوة إلى لله تعالى.
المطلب الخامس: وطني ولزوم النصيحة.
المطلب ال: وطني ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الخاتمة، ثم الفهارس.
وهو عمل المقل المقصر، فما كان فيه من حق فمن الله تعالى وحده، وما كان فيه من خطأ وزلل ونسيان فمني ومن الشيطان.
كما آمل ممن يطلع على نقص أو زلل فيه أن ينصح لي فيه ليحصل له أجر النصح، وأجر المشاركة في الخير بإذن المولى جل وعلا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
وبعد: تبدو الخريطة في فسيفساء الأطالس مليئة بخطوط متعرجة اسمها في عالم الجغرافيا حدود لبلدان تكتب سيرتها في محيطها وتجنح للتواصل ما أمكن ذلك. لكن خريطة العالم الإسلامي الوحيدة التي تتجه نحو قبلة واحدة تحج إليها صلاة وتزورها شوقًا هكذا تبدو قلب واحد وأجساد شتى، وقد تعددت الآراء في مفهوم الوطنية فهناك من ذهب إلى تكريس الوطنية بمفهومها الغربي المستبعد للدين وجعل الحرية والمساواة والعدل أساس المواطنة وهناك من حارب الوطنية واعتبرها من صنيع الاستعمار ورفض كل الحقوق المترتبة عليها كالحرية والديموقراطية وهم القوميون العرب بزعم أن المواطنة تميت روح القومية العربية.
وهناك من نظر إلى الوطنية نظرة أخرى وهم أصحاب الاتجاه الإسلامي إلا أنهم انقسموا إزاءها إلى فريقين.
الفريق الأول: وهم قلة اعتبروا وطنية الإنسان هي عقيدته ليس إلا.
الفريق الثاني: اعتبر الوطنية منتجًا إنسانيًا بالإمكان تبيئتها في المجتمعات الإسلامية بها لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وهو رأي الأغلبية خاصة وأن الأمة قد افترقت منذ مقتل عثمان -- إلى يومنا هذا وصار من المستبعد أن تجتمع على خلافة واحدة.
وقد جعلت البحث في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.
24
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ( )،( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}( )، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}( ) أما بعد :
فقد جاءت أحكام الإسلام متضمنة الصلاح والهداية , والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة لمن تمسك به وعمل بأحكامه وسار وفق هديه وعلى منهجه , ومن تلك القضايا التي كان للإسلام بيان لها من حيث حقيقتها وأهدافها وغاياتها , وأحكامها وواجباتها وحقوقها , الوطنية , التي كثر الحديث عنها , وبخاصة في هذه الأيام التي كثرت فيها الأزمات والمصائب وتجرعت الأمة الإسلامية الكثير من الويلات والنوائب .
وكان الناس في مفهوم الوطنية طرفين ووسط , طائفة غلت فيها وأعطتها من الأحكام والتشريعات ما ليس لها ووقعت في أخطاء لا تحمد لها بسبب الغلو فيها والانتماء والولاء التام لها , وطائفة قابلتها فأنكرت ما لأوطانها عليها من حق وتنكرت أفضالها عليها , فلم تؤد حقوقها ولم تف بواجباتها تجاهها , وكان من ذلك ما نراه ونسمعه من تفجيرات آثمة وإفساد متنوع وإهلاك لمقدرات الوطن ومكتسباته , إضافة إلى أسباب أخرى .
فجاء هذا البحث الذي جعلته بعنوان ( الوطنية في الإسلام – حقوق وواجبات ) سالكًا مسلك الوسط والعدل في هذه القضية , وما ينبغي أن يكون المسلم عليه حسب الأدلة من الكتاب والسنة وما ذكره أهل العلم رحم الله أمواتهم ووفق أحياءهم .
الحمد لله الذي أودع القلوب محبة الوطن، وجبل النفوس على حبّ الأهل والسكن، وجعل في قرب الأوطان راحة البدن، وفي البعد عنها ازدياد اللوعة والشجن، سبحانه لا يأخذه نوم ولا وسن، له الحمد على أفضاله والمنن، وله الشكر ما تعاقب الفرقدان وطال الزمن، والصلاة على محمد ما أرعد البرق وهتن، والسلام عليه ما أقام رحلٌ أو ظعن، الصادق الأمين خير مؤتمن، دعا إلى ربه في السر والعلن، ونجانا الله به من مظلات الفتن، أما بعد:
فإن موضوع الوطنية من الموضوعات الشائكة، والأمور الخطيرة التي ينبغي التعاطي معها بتيقظ، والأخذ بها بحذر، والتعامل معها وَفق المنهج الصحيح، بلا غلو يفسد العقيدة، أو إفراط يخرجها عن مسارها الحقيقي، وإلا لأصبحت غير ذات جدوى يتعذر تطبيقها لقلة الوعي وانعدام التفكير، فهي أمر دعا إليه الإسلام وحث على فعلها، وأرشد إلى الاتصاف بها شريطة أن تكون بمنهج وسطي معتدل يحفظ حقوقها، ويسير أمورها، ويأخذ بها إلى شاطئ الأمان.
وموضوع الوطنية من الموضوعات المهمة والضرورية في حياة الفرد والمجتمع التي برزت الحاجة إليها في الآونة الأخيرة، حين عصف ببلادنا كثير من الفتن والأهواء الضالة المضلة التي ركب موجتها من بَعُد منهجهم عن الكتاب والسنة، وقلَّ انتماؤهم إلى وطنهم، فخالفوا ما دعا إليه الإسلام، وأغفلوا ما أرشد إليه نبي الرحمة ، وتجاهلوا ما نادى به ولي أمرهم .
والوطنية سلاح ذو حدين انقسم الناس حولها فئات متعددة، فمنهم من أساء فهمها فنفر من سماعها، واعتبرها فعلا تشمئز منه النفوس، وتنفر منه الطباع، وتصتك من ذكره المسامع، ولذلك أنكر دخولها في الشريعة الإسلامية، فوُسم عمله بالشر، وانطوى على القبح، وتهافت على المنكر، وثقل عن الْخَيْرِ.
ومنهم من يبالغ في إثباتها إلى حد الخروج بها عن مداها، فيجعل الوطنية ذات قداسة تُسخر لها المبادئ، وعقيدة ينطلق منها في جميع تصرفاته، فأساء الفهم، وأفرط في العمل، وبالغ في التصرف، فخرج بالوطنية من الاستحباب إلى التحريم. ومنهم من سلك المنهج الوسط في إثباتها حسب ما أثبتته النصوص الشرعية، فأحسنوا الصنع، وأجادوا الفعل، وأجملوا الفهم.
ولمّا يَسر الله لي – بفضله وكرمه – المشاركة في ندوة الانتماء المقامة في جامعة الإمام محمد بن سعود، رأيت أن أتخذ من موضوع "الوطنية من منظور شرعي" مادة للبحث مؤملاً أن أضيف إلى موضوعات الندوة شيئًا جديدًا ومفيدًا.
وكان من أسباب اختيار الموضوع أنَّ موضوعَ الوطنية يمثلُ ظاهرةً بارزةً في مجتمعنا، فهوَ بحثٌ أَنِفٌ لمْ تَرْعَ فيهِ أقلامُ الكتابِ، ولمْ تتوافرْ عليهِ دراسةٌ علمية علَى حيويَتِهِ وعِظَمِ قَدرِهِ، ولِـمَا رأيت من استيلاء الغفلة على بعض الناس في وطنيتهم، وتَمَلُّك الجهل على بعضهم، حتى استفحل الأمر، وكَبُر شأنه، واشتدّ هَوْلُه، ولأجلو الحقيقة وأقيم الدليل فما ينبغي إيضاحه وتوضيحه في هذه القضية.
وسلكت إلى قصدي طريقة المباحث بدأتها بتمهيد خلصت من خلاله إلى عدة تعريفات للوطنية مع مناقشتها والتعقيب عليها، ثم ختمت المبحث بالتأصيل الشرعي لها، وفي المبحث الثاني تحدثت عن حب الوطن من منظور شرعي مع استدعاء الأدلة من الكتاب والسنة، والاستئناس بأقوال المفسرين وشراح السنة.
وقصرت المبحث الثالث على إيضاح تطبيقات الوطنية الصحيحة في ضوء الكتاب والسنة، وذكرت في المبحث الرابع بعض المفاهيم الخاطئة عن الوطنية مع التعليق عليها، وكان المبحث الخامس عن الآثار المترتبة على الإخلال بالانتماء إلى الوطن، وقد بينت الآثار على المستويات الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، والسلوكية، أما الحديث عن حقوق وطني المملكة العربية السعودية فقد كان في المبحث الأخير، وختمت البحث بخاتمة أبرزت فيها أبرز ما توصلت إليه من نتائج، ثم تبعتها بفهرس للآيات القرآنية والأحاديث، وثبت للمصادر والمراجع.
واختططت لنفسي منهجًا في المبحث بدأته بجمع المادة العلمية، وتوثيق النصوص من مصادرها وبيان غامضها، وأثبت معلومات المصادر والمراجع التي نقلت منها كاملة في أول ورود لها في الهامش، ثم أكتفي بذكر المؤلف مع رقم الصفحة حين وروده مرة أخرى، واعتمدت في التوثيق الطريقة الأحدث التي تبدأ بذكر المصدر أو المرجع، ثم اسم المؤلف، واسم المحقق إن وُجد، ومكان طباعته وتاريخها .
أما المراجع فلست أنكر أنني قرأت الكثير منها، فبعضها قرأته وطويته، ولم آخذ عنه شيئًا، وإن خرجت منه بأفكار عامة، وعرفت ما أجهلُ من مصادر هذا البحث، وبعضها نقلت عنه، ووقفت عند آراء أصحابه.
وفي نهاية المطاف فإنه من الحق أولاً، والواجب ثانيًا أن أتوجه بالشكر والتقدير – بعد شكر الله سبحانه وتعالى – إلى جامعة الإمام محمد بن سعود التي أتاحت لي فرصة المشاركة في هذه الندوة المباركة، وبعد:
فإني قد بذلت الجهد الصادق في سبيل دراسة هذا النتاج الأدبي من جوانبه كافة، وتنقيته مما رانَ عليه، وإني لأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك، فإن أصبت فواجب هداني الله – سبحانه وتعالى – إلى إنجازه وإتمامه، وإن تعثرت فحسبي أني أخلصت النية، وبذلت الجهد، واستفرغت الوسع والطاقة، ونشدت الحق.