كلمة رئيس التحرير
يقيَم الاردنيون العشرية الماضية من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ،ويعتبرونها مرحلة جديدة من حياة مملكتنا الحبيبة، بما تميزت فيه من استمرار للاستقرار والتنمية الذين ظهر بهما تاريخ الاردن الحديث بقيادته الهاشمية.
غير ان استقرار السنوات الاولى للمملكة الرابعة كان من نوع مختلف، انه استقرار في عين العاصفة, ذلك ما افرزته اوضاع المنطقة مع بداية القرن الحادي والعشرين,و الذي حمل الى العرب ومنهم الاردنيون الكثير من التحديات التاريخية التي لم يسبق لهم ان عاصروا مثلها منذ عهد الاستقلال.
بدأ جلالته عهده فيما كان الاردن يبدو مثل سفينة تبحر وسط بحر هائج وعواصف عاتية تعلوها سماء ملبدة بغيوم قاتمة ، تحدوها الرياح والاعاصير من كل جانب ...... صارع جلالته أمواج الخطوب المدلهمة فصرعها ،ونجت السفينة الاردنية، ومخرت عباب البحر الهائج بقيادة الملك الشاب وحنكته وحكمته، وتحول الاردن الى واحة امن واستقرار ليس لشعبه فقط وانما لاخوة واشقاء لجاؤا اليه،حيث راوا فيه متنفسا للحرية وارضا صلبة من الامن والاستقرار. ولم تكتف السفينة الاردنية بالنجاة, من العواصف والانقسامات التي ابتلي بها محيط المملكة, انما نجحت في خوض غمار معركة التنمية والرفاه العام،. لم يختبىء الملك خلف ما يدعيه البعض "الظروف القاهرة"ولا تعلل بالعجز وقلة الامكانات تحت وقع لهيب الازمات التي احاطت بالمملكة كالسوار ولم يعلن أن (الأمن كل شيء) وان قوانين الطوارىء هي الملاذ وطوق النجاة.
. كان جلالته منبعا للنشاط ومصدرا للالهام وبث الروح العالية للمعنويات, ومن يتابع افكاره وخططه خلال العقد الماضي يجد ان المملكة لم يشغلها شاغل غير تحقيق نهضة تنموية شاملة لكل مناحي الحياة . وان هذا البلد المحاصر بالحروب والازمات, الذي لا يملك بئر نفط واحدة, يحمل عزائم جبارة وطموحات هائلة لا ترضى بأقل من الوصول الى اعلى مستويات الرفاه الاجتماعي والتنمية المستدامة الشاملة .
ومن اجل ذلك كان الاهتمام بتعميم العلوم الحديثة ونشر علوم الحداثة ليضع الاردنيين في قلب ما يحدث في العالم من تقدم هائل في التنمية بكافة اشكالها ، كان ولا يزال مشغولا بما يجب ان يكون عليه المواطن الاردني في خضم الاحداث، لم يترك مبادرة او طريقا الا وسلكه للتحفيز على التجديد الابداع،.والتميز......
وتحققت احلام العهد الجديد في خلق جيل جديد يبحث، يبدع، يتألق، مشكلا رافد قويا للاقتصاد الوطني ومستودع خبرة للعمل ، فتمخضت البلاد عن ولادة بيئة اقتصادية متميزة ومستندة الى انتشار المعرفة والعلم منتجة وعيا ناضجا بين الاردنيين في فهم معنى التحول والتطور والنمو، متبوعا بوعي قاد الى ظهور متابعين لحركات الاصلاح, فالمجتمع الاردني وبفضل نجاحاته في تنفيذ خطط ومبادرات التجديد والنمو التي اطلقها وقادها جلالة الملك عبد الله تحول الى مجتمع منتج يعرف مذاق النجاح وعوائد المبادرة والعمل الجاد.
هذا غيض من فيض من انجازات تكلل فيها الوطن اكليل غار ومحبة ، اما عن الزمن القادم فقد يكون الحاضر حلو وانما يقيني ويقين كل اردني ان الغد القادم سيكون احلى واجمل واكبر سيكون الاردن اغلى واثمن ما في القلوب .
ان يقيني كما هو يقين كل اردني ان العقد القادم سيكون عقد المبادرات الشجاعة والجريئة التي تُمِّيز الملك الشاب وتُعّبر عن فكره وقناعاته المنتمية لعصر النور من اجل الاصلاح السياسي وترسيخ قيم الحريات والديمقراطية.
معك وبك انا ماضون وسنواصل المسيرة مسيرة العطاء والازدهار والتقدم ليس لتحقيق جدول اضافي من الانجازات السياسية والاقتصادية والتعليمية فقط ، انما من اجل الاردن وعيون الاردن من اجل ان يكون جوهرة المنطقة ، وامثولته، نظامه الملكي الهاشمي المستنير والمتحضر والمتميز، راعي الحريات وسط محيطات من الاستبداد والظلاميات.
يقيني ويقين كل الاردنين ان افضل استثمار للاردن مع نفسه و العالم من جهة اخرى ان يكون قدوة للديمقراطية والمؤسسات الراسخة المستقرة وان يكون الشعب الاردني غني بالثقة المتبادلة بينه ومليكه ، بفضل ما تميز به من حرية وتقدم وازدهار وما سيجنيه من انجازات ديمقراطية، غني بحاكميته وقيادته المتحضرة وما صاغته من مناخات للحرية والابداع والابتكار على اعتبار ما سبق راسمال الدول الناجحة والشعوب المتحررة من صنوف القمع والاستبداد ، هذا هو راسمال الدولة والشعب الابي.
معك وبك يا سيدي ، يتطلع الاردنيون الى عقد جديد من حكمك الرشيد تملاهم الثقة والاعتزاز بمستقبل وطنهم وابنائهم تحت قيادتك وفي ظل عرشك ،بك ومعك انا ماضون، عاش الاردن ، عاش ملك الاردن عاش الأردن حرا" عربيا" منيعا" ، تحت ظل الراية والقيادة الهاشمية المظفرة ، قائد مسيرتنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أدامه الله
رابعــة عـــارف شناق
مديرة مدرسة طبريا الثانوية الشاملة