عبدالله الثاني ابن الحسين الملك والمواطن
حينما تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية كان الرهان من المجتمع العربي والدولي على هذا الملك الشاب الذي سيحكم بلداً يقع في منطقة تسودها الفوضى من كل جانب , وبلده هي البلد الأفقر في الموارد الاقتصادية , تقع بين خطوط النار , وبين المناطق القابلة للإنفجار والتأزم في أي لحظة , فكان الرهان كيف سينهض الملك الشاب ببلده ؟ وكيف سيدير الأوضاع الخارجية القاهره لتجنيب بلده الوقوع في هذه المناطق النارية ؟
السؤال ما الذي قام به جلالة الملك عبدالله اتجاه هذه التحديات , وحيال الثقة والمسؤولية التي منحت لجلالته من قبل أبناء شعبه , وكيف كسب الرهان بجدارة واستحقاق ؟
إعطاء المواطن المعلومات الكاملة عن أي مشكلة أو تحدي , وإشراكه في صنع القرار , والسعي لإنجاز هذا القرار , وجاءت هذه النقطة من الشفافية بين المسؤولين والمواطنين .
الوقوف بحزم وقوة في وجه أي مسؤول يتقاعس في تأدية واجبه وعمله , مما أكد على خطورة التحدي , وعلى تساوي جميع أفراد المجتمع , وعلى ضرورة تطبيق العدل والمساواة للوصول بالأردن إلى مكانة رفيعة .
شمل أعداد كبيرة من المواطنين غير المنتفعين من التأمين الصحي ببرامج التأمين الصحي والضمان الاجتماعي بطرق ومسميات مختلفة , مما تطلب تدعيم وتقوية وتطوير القطاع الصحي الحكومي , ولم يتوانى جلالته عن تقديم الدعم المادي والمعنوي للوصول لهذا الهدف , وحصدت الأردن هذه النتيجة عندما وصل مستوى القطاع الصحي الحكومي إلى مستوى القطاع الصحي الخاص , وكذلك عندما بدأت تقارير المؤسسات والمنظمات الطبية الدولية تؤكد على أن الأردن قد وصل إلى مرتبة تضاهي الدول الأوربية في تقديمه للخدمات الصحية ومكافحتة للأمراض والاوبئة , وتميزه في مجال الأمومة والطفولة .
التأكيد على أهمية التعليم ودوره في بناء المجتمع , وعدم الاكتفاء بقانون التعليم الالزامي, فجاء دمج تكنولوجيا المعلومات في التدريس ,والتأكيد على حقوق الطلاب في التعلم والفهم والمشاركة , والمعاملة اللائقة , وفي ذات االوقت التأكيد على حقوق المعلمين وإشراكهم في العملية التدريسية كمصدر للمعلومات وكموجهين وكآباءِ للطلبة , وجاء التوجيه لتعديل وتطوير المناهج الدراسية لتواكب ثورة المعلومات وتطورات هذا العصر , فاجتمعت كل هذه الاولويات لتشكل انموذجاً يحتذى به , اوصلت التعليم في الأردن لمرحلة متقدمة في فترة وجيزة .
ضبط وتثبيت أسعار المواد الغذائية و ومحاسبة كل شخص تسول له نفسه التلاعب بقوت المواطنين , أي التخلص من مفهوم تعويم الأسعار , فباشرت الجهات المختصة بإصدار قوائم بالأسعار لهذه المواد بشكل شبه يومي تتناسب مع العوامل الخارجية التي تفرض نفسها كأسعار النفط وكلف الانتاج … , وقامت الجهات المختصة بمراقبة الأسواق,ومحاسبة كل شخص يرتكب مخالفة في هذا المجال , مما أدى إلى استقرار في الأسواق المحلية ومنع التلاعب بقوت المستهكلين .
التطلع للعنصر النسائي بصورة شمولية من حيث التركيز على حقوق المرأة في شتى مجالات الحياة , وإشراكها في العملية السياسية والإدارية, فأصبحت المرأة الأردنية من أعمدة هذا البلد نتيجة لتواجدها في كل المجالات , وجاءت النقلة النوعية حينما دخلت المرأة مجال القضاء , وتولت مناصب قضائية رفيعة , وحينما ظهرت بشكل فاعل في مرتبات الأمن العام الميدانية , مما جسد مفهوم العدالة والمساواة والديمقراطية
جلب استثمارات اقتصادية خارجية للبلد للحد من البطالة ولدعم الاقتصاد الوطني , وتجلت هذه الاستثمارات في المدن الصناعية التي استوعبت أعداداً هائلة من شباب هذا البلد وآمنت لهم الدخل الذي يعينهم على تحمل مصاعب الحياة .
اعتبار العمل والعامل جوهر العملية الانتاجية والمحركين للعجلة الاقتصادية , وبناة الوطن , فجاءت توصية جلالته بتعديل قانون العمل والعمال ؛ بشكل يضمن للعمال الدخل الكريم والحقوق لكلا الطرفين العامل ورب العمل بالتعاون المشترك بين وزارة العمل وبين النقابات العمالية والمهنية المختلفة .
اطلق جلالته مكرمة "سكن كريم لعيش كريم" , تم تديد الاسر المحتاجة تبعها تحديد قطع أراضي في جميع مناطق المملكة , وإقامة منازل عليها وتسليمها للمواطنين المحتاجين لتوفر عليهم معاناة السكن من دفع ٍ للأجور, وحينما استلم المواطنين هذه المساكن شعروا بوجود قائدهم بينهم بقلبه وعقله وروحه , فلم تكن مبادرة من ملك لشعبه بل كانت من أخ لبقية إخوته ؛ إذ عبرت عن مدى التواصل بين جلالته وبين أبناء الشعب الأردني .
تطوير الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة من حيث العامل البشري المدرب عسكرياً والمدرك لمفهوم التنمية البشرية , ومن حيث الأسلحة المتطورة , ومن حيث استحداث مرتبات أمنية جديدة لتواكب التطور؛ كوحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية والمرتبات المتعلقة بالطفل والأسرة ….. , وجاء التركيز على دمج المواطن في العملية الأمنية , من منطلق أن رجل الأمن هو مواطن , فبدأ التعاون بين رجال الأمن والمواطنين في شتى المجالات ؛ مما أدى إلى الشعور بالأمن والاستقرار لدى أبناء الشعب الأردني , فبدأت الاجهزة الأمنية تمارس واجباتها تجاه الوطن كأي دائرة حكومية أو أي مؤسسة مجتمع محلي , وكُسر الحاجز النفسي المتعارف عليه في كل دول العالم بين رجال الأمن والمواطنين .
وبدعم وتوجيه من جلالة الملك بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة , شرعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بتنفيذ مشاريع أمنية وخدمية لمسها المواطن حينما ظهرت الأنجازات التي قُلدت أوسمة ونياشين لتكون علماً في وجه كل من زاود عل هذا البلد , ومن هذه الانجازات :
رفد الدول المنكوبة بقوات عسكرية تشارك في عملية حفظ السلام , _عبارة عن قوات طبية وانسانية _, تقوم بانقاذ الأفراد المنكوبين , وتقدم الرعاية الصحية من خلال المستشفيات الميدانية المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية والقادرة على إجراء العمليات الجراحية الكبرى ,وتقوم هذه القوات بتوزيع الاغذية والمياه ومتطلبات العيش على الأفراد المنكوبين .
الحد من نسبة الجريمة , ورفع نسبة كشف الجريمة التي تكاد تصل في معظم الآحيان إلى يومين .
دقة وسرعة الإجراءات الأمنية في المطارات والمعابر الحدودية , مما أدى إلى جعل الأردن بلداً يحتذى به في التعامل مع الأخوة الزائرين , و أدى ذلك إلى الحد من عمليات التهريب ؛ نتيجة للإجراءات التي جاءت من التدريب المتواصل والتقنيات الحديثة المستخدمة .
الوصول إلى نسبة تعاطي وأدمان تكاد لا تذكر , وذلك من خلال حملات التوعية والتثقيف المشتركة بين جهاز مكافحة المخدرات ومؤسسات المجتمع المحلي المختلفة والمدارس والجامعات , ومن خلال يقظة الأجهزة الأمنية وتعاون المواطنين للحد من هذه الآفة , وها نحن اليوم نسئل من معظم شعوب العالم التي تدعي الرقي والديمقراطية كيف قضيتم على هذه الآفة ؟!!
ازدياد أعداد السياح , وازدهار العملية السياحية في الأردن وذلك لما تتمتع به الأردن من أمن واستقرار , واحترام للسياح وجعلهم يشعرون وكأنهم يعيشون في بلدهم .
مبادرة على قدر أهل العزم : مبادرة حملة في طياتها الكثير من المعاني , فكان مضمونها تكون أو لا تكون , لذا عليك ان تطور من قدراتك , وأن تنمي مصادر معرفتك , وأن تلجأ إلى العمل مع الفريق , ولم يتوانى الأردنيون فبدوأ العمل على الذات وعلى المؤسسات للوصول إلى قوة تجابه التحديات والمعوقات التي تواجه الأردن , فصقلت هذه المبادرة الطاقة الكامنة لدى الأردنيين , وبدأت تظهر ثمار هذه المبادرة في دعم العملية التعليمية والصحية والإنتاجية , وفي شتى المجالات .
رسالة عمان : هي الرصاصة التي أيقظت النائمين لما جاءت به , وفسرته من أمور كانت مغلوطة لدى الكثيرين من أتباع الديانات السماوية الثلاث , فتضمنت ما يلي :
المفهوم الحقيقي للإسلام .
نبذ الإسلام للتطرف والطائفية .
الأسلام دين عمل ومعاملة .
حث الإسلام على احترام كل الأديان السماوية .
حث الإسلام على التعاون مع الآخرين لإعمار هذه البسيطة .
الإسلام ضمن لكل أصحاب الأديان السماوية حرية إقامة العادات والمعتقدات والشعائر الدينية .
نبذ الإسلام للإرهاب وبرائته منه ،ونبذه للتمييزو للعنصرية وللعصبية .
الإسلام ليس دين حرب .
حث الإسلام على حقوق الطفل والمرأة وليس كما يشاع .
حث الإسلام على الديمقراطية والمتمثلة بالشورى .
جائزة الملك عبدالله الثاني للتمييز : فكرة الجائزة هي الوصول للتميز سواء للأفراد أو للمؤسسات , ولكن الوصول إلى التمييز يتطلب تأدية الواجبات في بادء الأمر , ثم اتقان العمل , وبعد ذلك الوصول إلى التميز , فكان هنا التحدي ؛ علينا ان نعمل بإتقان وإخلاص , وبأسرع طريقة ممكنة , ولكن دون التأثير على دقة العمل فحينها نلمس النجاح , كانت هذه هي الفكرة ؛ أي ننجح بمؤسساتنا جميعها , ونبدأ بالمفاضلة بين نجاح ونجاح وهذا هو المهم " نجاح ونجاح " , وتأتي النقطة الأهم فالمؤسسة أو الفرد الفائز بالجائزة في المرة القادمة سيبذل قصارى جهوده للمحافظة على هذا التميز , وهو المطلوب التنافس الشريف للتميز وللإعمار , وفي نهاية المطاف المستفيد الأكبر من هذه الجائزة ليس من فاز بهذه الجائزة , بل الوطن والمواطن .
:- إحداث تطور في مجالات التنمية السياسية، على مستوى الانتقال من الجمود في حالة الوعي السياسي، الى المرونة والقدرة على التغيير، قد بدأت بشكل تدريجي تصيب بعض المؤسسات الوطنية، والتركيز على خيارات الديمقراطية والاصلاح كجوانب مهمة في مسيرة العمل التنموي.
التطور الكبير في مجال التنمية الإقتصادية، تمثلت في انتقال الاردن لمرحلة تحرير التجارة وأقتصاد السوق، بالإنضمام لمنظمة التجارة العالمية والتكتلات الاقتصادية والسياسية الاقليمية والدولية، وزيادة حجم الاستثمار والخصخصة والتطوير الصناعي والتكنولوجي... وتوقيع العديد من الإتفاقيات الثنائية والجماعية السياسية والاقتصادية المختلفة.
زيادة فعالية عمل المؤسسات ( مؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني) في جانب العمل التنموي والمقدرة على طرح قضايا المواطن و إستيعاب مطالبه وأحتياجاته
بروز تغيير كبير في القوانين والتشريعات التقليدية، بالإنتقال الى تشريعات أكثر معاصرة وارتباطا بحركة التغيير الذي يشهدة العالم، بحيث تكون أكثر مرونة واستجابة مع المتغيرات الطارئة والحديثة.
تطور دور الشباب في تحقيق التنمية ، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج فعالة، كالأردن أولاً... كلنا الأردن، ويرنامج إنجاز، وفرسان التغيير...واخيرا اهل الهمة حيث أصبح الأهتمام بالشباب عنصرا مهما في تحقيق النمو والتطور الديمقراطي والاقتصادي.
حينما تقرأ كل انجاز حاول أن تفكر من قام به : عبدالله الثاني بصفته "ملك أم مواطن ", وهل عشر سنوات كافية لإنجاز كل هذا ؟
واخيرا لنتذكر جميعا أن جلالته زار محافظات وقرى المملكة , وبدون مبالغة زار أكثر من 20% من بيوت المملكة , وصافح وقبّل كل مواطن صادفه في طريقه , و زار كل مبرات الأيتام , وكل بيوت العجزة ورفع معنوياتهم قولاً وفعلاً , ويزور اسبوعياً الكثير من دول العالم , ويشارك في المؤتمرات والندوات الدولية
إن مجرد التفكير بهذه الأعمال مرهق ومتعب , فكيف القيام بها بكل فرح وسرور ؟!!
كيف القيام بها بكل فرح وسرور ؟!!
م/ مجد شخاترة
