كيف يمكن التعامل مع مشكلة عدم التزام الطلاب بالدوام المدرسي؟
يُعدّ عدم التزام الطلاب بالدوام المدرسي مشكلة يصعب علاجها. وتزداد هذه المشكلة أهمية؛ نظرًا إلى حقيقة بسيطة فحواها أنّ الطلاب إذا لم يكونوا في المدرسة، فإنّهم لن يتعلّموا ما يُعلّمه المعلم. كما أنّ هناك مشكلة أخرى، وهي أنّ المدمنين على عدم الحضور، يؤثّرون سلبًا في البيانات المتعلقة بالدوام المدرسي؛ ممّا ينعكس سلبًا على تقويم المدرسة وسمعتها.
تشير الدراسات إلى أنّ مشكلة عدم الالتزام بالدوام المدرسي، هي أحد أعراض مشكلة أخرى في العائلة. وبالرغم من أنّ وظيفة المدرسة لا تمتد إلى معالجة المشكلات في المنزل، إلاّ أنّه يمكنها مساعدة العائلات على بذل جهد لتحسين أحوالها، بما يحفز أبناءها على الالتزام بالدوام المدرسي.
فيما يلي بعض الأمور التي يمكن للمعلمين مراعاتها لمعالجة هذه المشكلة:
1)الوعي بتعليمات الدوام المدرسي.
كم يومًا يحقّ للطالب أن يتغيّب قبل أن يُعدّ متسرّبًا من المدرسة؟ هل هذه الأيام متتابعة أم تراكمية؟
2)سياسة الوزارة، أو المنطقة التعليمية؛ أو المدرسة بشأن الغياب.
هل يميّز المدير بين الغياب بعذر والغياب دون عذر؟ هل يطلب تقريرًا من الطبيب؟ هل يوجد مرشد نفسي أو معلم معين يمكن الرجوع إليه للمساعدة؟ ما الأماكن والمصادر في المدينة التي تحفز الطالب على التغيّب عن المدرسة؟
3)مراجعة ملفّ الطالب التراكمي. وهذا أمر مهم يتمّ نسيانه غالبًا.
هل يوجد تاريخ سابق من الغياب أم أنّه بدأ حديثًا؟ فإذا كان الغياب قد بدأ منذ وقت قريب، فابحث ذلك مع الوالدين، فربّما كانت هنالك مشكلات عائلية، أو أنّ الطالب كان يتغيّب عن المدرسة دون علم والديه.
يُلاحظ أنّ الغياب في المدارس الابتدائية، يُمثّل مشكلة بسيطة؛ إذا بدأ المعلم السنة الدراسية، مؤكّدًا على أهمية الحضور. أوضح للطلاب أنّ هذه إحدى أولوياتك، وأنّه سيتمّ الاتصال بالوالدين فورًا في حال ملاحظة تكرار الغياب؛ سواء أكان ذلك عن طريق الاجتماعات، أم الاتصال بالهاتف، أم بالرسائل. ويفضّل إرسال الرسالة بالبريد بدل إرسالها مع الطالب في مثل هذه المواقف. كما يفضّل الاتصال بالوالدين عند بداية المشكلة؛ ليسهل التوصّل إلى حلّ لها.
تستطيع المدرسة توفير الوقت؛ إذا أعدّت نموذجًا يُعبّر عن اهتمامها بطلابها ومدى التزامهم بالدوام المدرسي. ومن المريح أن يُحفظ هذا النموذج على جهاز الحاسوب. كما أنّ وجود نسخة من الرسالة في ملف الطالب التراكمي يُعدّ وثيقة جيدة. مثال ذلك:
إلى والدي الطالب ....
إنّنا قلقون بشأن ....... الذي تغيّب ....... يومًا عن المدرسة. اتصلوا بنا - إن شئتم - على هاتف.....، أو تفضّلوا بزيادة المدرسة لإعلامنا عن سبب الغياب.
دع ..... يعرف أنّنا افتقدناه، وأنّنا ننتظر عودته إلى المدرسة.
في انتظار ردّكم لطفًا.
المخلص ............... .
يمكن للمدرسة التشدّد - بعض الشيء - في لغة الرسالة عند الحاجة. إذ توجد عبارات يمكن تضمينها في الرسالة، مثل: "من المستحيل أن نضمن نجاح تعليم الطفل إذا لم يلتزم بالدوام المدرسي"، أو "إذا تكرّر غياب طفلكم، سنضطر إلى إبلاغ إدارة التربية عنه". ولا تُشكّل مثل هذه العبارات تهديدًا؛ إذ إنّها ببساطة عبارات تجعل الوالدين يعرفان ما يجب عليهما فعله إذا لم يلتزم طفلهما بالدوام المدرسي.
وفي الحالات التي لا يستطيع الوالدان إيصال أطفالهم إلى المدرسة؛ لمشكلة في السيارة مثلاً، أو لظرف خاصّ بالأسرة، يمكن للمدرسة مساعدتهما؛ إمّا بإخبارهما عن أطفال آخرين يسكنون في المنطقة نفسها، يمكنهم اصطحاب الطفل معهم إلى المدرسة، وإمّا بحثّ الوالدين على إعداد خطّة تتضمن بدائل لتأمين إيصال طفلهما للمدرسة في مثل هذه الأحوال.