مشكلة من مشاكل الطلاب مع حلولها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتنيت في مكتبتي هذا الكتاب فاحببت ان تشاركوني في قراءته
ونذهب اولا الى المقدمة والتي فيها
مقدمة
نقائص الأطفال وعيوبهم تقلق الآباء والأمهات كثيراً وتشغل بالهم حرصاً على مستقبلهم وخشية على مصيرهم ، فإن العيوب والنقائص أخطار مخيفة يمكن أن تهدد مصير الأسرة وتعرِّض سلامة الوطن للخطر .
ومعالجة هذه النقائص والمفاسد عمل فنّي يحتاج إلى خبرة واسعة في علم النفس والتربية ، فكثيراً ما يسيء الآباء هذه المعالجة ، ويفسدون من حيث يريدون الإصلاح . مثلهم مثل من يمارس صنعة من الصنعات الدقيقة ، وهو لا يعرف أسرارها .
ولا بد قبل الكلام على نقائص الأطفال وأخطائهم من التحدث قليلاً وبصورة موجزة عن الغرائز .
ما هي الغريزة ؟
الغريزة قوة كامنة في الحيوان والإنسان تدفعه للقيام بأعمال دون سابق تفكير وتمرين .
والغرائز تظهر واضحة في الحيوانات . فالطير مثلاً يبني عشه ، ويغذِّي أطفاله ويدرِّبهم على الطيران دون سابق معرفة أو تعليم .
لدى الإنسان كثير من الغرائز كحب البقاء ، وحب الاستطلاع ، وتحليل الأشياء وتركيبها ، وغريزة حب الذات ، وحب الظهور ، والادخار . . .
وهذه الغرائز نعمة من نعم الله تعالى أوجدها في الطفل لتدفعه إلى الحركة التي تقوي جسمه ، وإلى حب الاستطلاع وتحليل الأشياء وتركيبها لدراسة ومعرفة كنه الأشياء ؟
وبعض الغرائز تظهر أنها ضارة كحب المقاتلة . . ، ومثلها لا يقاوم ، كيلا تحدث انفجاراً وكبتاً لدى الأطفال ، والكبت هو كتمان الألم الناجم من مقاومة هذه الغرائز ومنع تنفيذها وإشباعها بالقوة والقهر ، فيبقى هذا الكبت في العقل الباطن أو ما يسمى باللاشعور ويحدث الأمراض العصبية ، وقد يؤدي بالكثيرين إلى الجنون .
لنأخذ مثالاً على ذلك ، سيلاً من الماء يسير في مجرى من المجاري ، فهو إذا أضر بالناس وحاولوا منعه بالسدود لا يلبث أن يتراجع إلى الوراء ويضر بالجدران والأراضي التي حوله ، أو أن تزيد مقاومته فيهدم ما يعترضه من سدود وموانع .
وكم كان من الأجدر تحويل مجرى هذا السيل إلى جهة أخرى تُفيد ، عوضاً عن مقاومة جريانه .
لذا كان من واجب الآباء والمربين السعي لتحويل الغرائز التي يظهر ضررها ، أو السمو بها والتصعيد إلى نواح أخرى ، فذلك خير وأبقى .
نذكر كمثال على ذلك طفل يحب المقاتلة ، فلو انتسب إلى أحد النوادي الرياضية لتحولت غريزة حب القتال عنده وأُشبعت في أعمال نافعة ، وكذلك طفل يتلف أزهار حديقة الجيران ، فينبغي أن تشبع غريزته بتحليل وتجزئة الأزهار ليعرف كنهها وتركيبها ، ثم نعهد له العناية بحديقة داره وحمايتها .
وأهم ما نود أن نقوله بهذه المناسبة ، أن كثيراً من الأعمال التي يقوم بها الأطفال وتظهر للآباء والأمهات أنها ضارة ، هي في الحقيقة نافعة كثيراً ، إنما جهل هؤلاء الآباء والأمهات بنفسيات أطفالهم ، وأنانيتهم وطلبهم للهدوء والسكينة ، كل ذلك هو الذي أوحى إليهم الحكم بضرر لعب الأطفال وميلهم للحركة وحب البناء والتخريب ولو في أكوام الرمل .
والنصيحة المثلى في هذا الشأن هو السماح للأطفال بعمل ما يشاؤون وقول ما يريدون ما داموا لا يضرون أنفسهم ولا غيرهم ضرراً مباشراً . وهذه القاعدة هي نصف التربية ، ذلك أن الأطفال مدفوعون بحكم غرائزهم التي وضعها الله سبحانه فيهم للقيام – غالباً – بالأعمال النافعة لتقوية أجسامهم وإنماء عقولهم ، وإن تدخل الآباء والأمهات الذين لا يتحلون بثقافة تربوية في سلوك الأطفال ونفسياتهم ، فيه ضرر كبير .
وقد جاء في كتاب ( لماذا ينحرف الأطفال ) : " إن من بين الأساليب التي يتبعها المدرسون والآباء ، والتي تقلل من احتمال أن يسلك الطفل سلوكاً طيباً ما يأتي :
1) قلة الصبر مع الأطفال .
2) حرمان الأطفال من جو مشبع بالحب والتشجيع .
3) توقع مستوى مرتفع في سلوك الأطفال .
4) الحرص الشديد على تنفيذ النظام .
5) عدم اعتبار كل طفل كفرد عامل في المجتمع .
6) جعل المشكلات الشخصية غير المحلولة تؤثر في نوع معاملة الأطفال . "
وقبل أن نذكر نقائص الأطفال وطرق معالجتها بعد هذه المقدمة الضرورية نذكر الوصايا والنصائح التالية :
1) عامل طفلك بالعطف والمحبة وراعي شعوره وعواطفه ، فهو إنسان مثلك .
2) افهم سر تصرفاته ، وخذ في نظرك وجهة نظره ، فإن له غرائز نافعة مدفوع بقوة من قبلها .
3) تذرع بالصبر والثبات ، ولا تتعجل بالإصلاح .
4) اسع لكسب ثقته ، فإن ذلك يساعدك على تسهيل مهمتك في تربيته .
5) كن لطيفاً مع طفلك وساعده على إطاعتك وعلى تلافي قصوره في وإصلاح عيوبه . ولا تكن فظاً غليظ القلب . وقد ورد في بعض الآثار : " رحم الله والداً أعان ولده على برِّه " .
6) أعطه الحرية اللازمة ليُعَبِّر عن غرائزه وآرائه ولينشأ نشأة استقلالية .
ولا بد لنا قبل معالجة موضوع عيوب الأطفال وطرق إصلاحها بأسلوب موجز بسيط ، من الإشارة إلى لزوم الإسراع بإصلاح عيوب الطفل قبل استفحاله ، وقبل أن يصير عادة مستأصلة من الصعب التخلص منها ، كل ذلك بحكمة ورحابة صدر ، ودون طيش وغضب ، فإن الرغبة في سرعة الوصول إلى الإصلاح ، واستخدام العنف والشدة ، كل ذلك لا يأتي بخير مطلقاً ، إنما يعكر صفو الأطفال والأسرة معاً ، ليس بصورة آنية ، بل إلى الأبد . فقد ثبت أن أغلب شذوذ الناس ومآسيهم تمتُّ بصلة متينة إلى المآسي وفساد أصول التربية والتعليم التي طبقها الآباء والمربون بجهل وعناد .
وأهم ما نريد أن نقوله بهذه المناسبة أن كثيراً من الأعمال التي يقوم بها الطفل كخطف لعبة رفيقه أو تشاجره معه ، هي أعمال طبيعية لا تحتاج إلى اهتمام المربين ما لم تتكرر وتكون عن إصرار وعناد ، فقد كانت طفولة كثير من عظماء الرجال مغمورة بالمغامرات والاعتداءات . فواجب المربين في هذه الأحوال تحويل الغرائز وتوجيهها .
هذا – وإنه من الضروري تربية الطفل تربية دينية راقية منذ الصغر حتى يحب الله تعالى ويطيع أوامره ويحسن إلى الناس ولا يسيء إلى أحد منهم . فليس كالإيمان الصحيح معيناً على تحسين السلوك وإصلاح العيوب .
وقبل ختام هذه المقدمة ، أدعو الآباء والأمهات إلى دراسة مبسطات عن مبادئ التربية وعلم النفس ليستطيعوا ممارسة واجباتهم نحو أولادهم على أكمل وجه ، فإن الجهل بهذين العلمين العمليين جريمة لا تغتفر .
وإني لأعجب من أمة لا تسمح تقاليدها بتسلم قطعة الحديد للرجل الجاهل بصناعتها ما لم يتعلم ، كيف يسمحون للرجل والمرأة بإنجاب الأولاد وتنشئتهم دون أن يكون لهم معرفة كافية بعلم النفس والتربية .
والجريمة تقع في الدرجة الأولى على المناهج المدرسية التي تعلم الجيل الجديد كل شئ إلا ما يفيده في حياته العملية كزوج وأب ورجل حياة !
وكم دعوت في الاجتماعات والصحف بلزوم إدخال مبسطات عن هذين العلمين إلى المدارس الإعدادية والثانوية فذهبت صراخاتي كصيحات في واد .
إن جهل الآباء والأمهات بمبادئ التربية وعلم النفس أدى إلى فساد الجيل الجديد من النواحي الخُلُقية والجسمية .