استراتيجيات التعامل مع مشكلات الانتباه
يمكن الاستفادة من استراتيجيات عدة في تعزيز انتباه الأطفال سواءً أكانوا في المدرسة أم في المنزل، وفي التعامل مع المشكلات المرتبطة به. ويمكن للمعلمين وأولياء الأمور بمشاركة الأطفال المستهدفين تطوير استراتيجيات أخرى مفيدة منها:
1- التخلص من الغموض: يتعيّن على الطلاب تعلّم استراتيجيات إدارة الانتباه، مما يساعدهم على تحديد مظاهر قوّة الانتباه عندهم وضعفها.
2- استيعاب عدم انسجام الأطفال: يتعيّن على المعلمين وأولياء الأمور إدراك أن عدم انسجام الأطفال مع مشاكل الانتباه لا يعدّ دليلًا على توجه ضعيف أو دافعيّة قاصرة، بل إنّه جزء من خلل جسمي وظيفي.
3- اكتشاف خيار العلاج: يمكن أن يكون اللجوء إلى المعالجة الطبية لصعوبات الانتباه مفيدًا للعديد من الأطفال والمراهقين، إذ تحسّن هذه المعالجة من اليقظة الذهنيّة، وقوّة التركيز ودوامه، وتقلل من التهوّر وفرط النشاط.
4- السماح بالحركة والراحة: من المفيد أن يُسمح للأطفال الذين يعانون مشكلات عدم الانتباه بالتحرّك، فمثلًا قد يطلب المعلّم إلى الطالب تنظيف السبورة، أو جمع الأوراق، أو نقل رسالة إلى معلم زميل. وفي المنزل قد يضع أولياء الأمور و/ أو الطفل جدولًا منتظمًا للاستراحة، ويغيّرون أماكن مزاولة الأنشطة. وهذا يعني أن الطفل قد يعمل دقائق على طاولة المطبخ، ودقائق أخرى على أرضيّة غرفة الجلوس. كما قد يحتاج إلى القيام بأنشطة يدوية في أثناء الجلوس، ومن ذلك: أن يعبث بالقلم، أو بقطعة من الورق، أو أن يقوم بمهمّة يدويّة تثير يقظته وانتباهه.
5- تنويع الاستراتيجيّات التعليميّة: يتعيّن على المعلمين أن ينوّعوا في الاستراتيجيّات التعليميّة كل (15-20) دقيقةً. فمثلًا قد يتحدثون مدّة خمسة عشر دقيقةً، ثمّ يخصّصون عشرين دقيقةً للتعلّم التعاونيّ من خلال مجموعات عمل صغيرة، وتكليف الطلاب بأعمالٍ فرديّة، أو بمشاهدة الفيديو.
6- استعمال الإشارات: يمكن أن يتبع المعلمون وأولياء الأمور طريقةً خاصّةً للفت انتباه الأطفال بإشارات معيّنة. ومن ذلك: التربيت الخفيف على كتف الطفل، أو الإشارة إلى توجيهه إلى أمر مهمّ على وشك أن يُذكَر، أو عن طريق النظر إليه مع القول: "اصغِ جيّدًا إلى هذه التعليمات لأنها تتعلّق باختبار الغد".
7- رفع درجة الاهتمام: يؤدّي رفع درجة الاهتمام إلى تعزيز الانتباه، لذلك يتعيّن تشجيع الطلاب على القراءة والكتابة والحديث في مواضيع تهمّهم، علمًا بأنّ انتباه الطلاب يكون قويًا عندما تكون المواضيع مرتبطةً بهم شخصيًّا. فعند تعليم الطلاب تنظيم جدول المواعيد يستطيع المعلم أن يبدأ من خلال حفزهم إلى تكوين جدول للأحداث المهمّة في حياتهم.
8- تقليل الضوضاء والمُشتّتات الأخرى: يراعى توفير بيئة سمعية مناسبة للطلاب الذين يتشتّت انتباههم بسهولة، ومن ذلك الجلوس في مكان قريب من مقدّمة الصف، أو الجلوس بعيدًا عن الطلاب كثيري الكلام.
9- تطوير مهارات التمهيد والتخطيط: يمكن أن يساعد المعلّمون وأولياء الأمور الأطفال على إبداع مهارات للتمهيد والتخطيط، وذلك بالطلب إليهم وضع خطط لكتابة التقارير وإنجاز المشاريع، كوضع خطة لمراحل إنجاز تقرير ما وكيفية تنفيذ كل مرحلة. وقد يحتاجون أحيانًا إلى تعليمات محدّدة، تتبعها ممارسة نموذجيّة توجيهيّة، ثمّ تغذية راجعة عن أدائهم. ومن المهم بدايةً تزويد الأطفال بأمثلة عمليّة عن التخطيط، مثل التخطيط لنزهة عائلية.
10- استعمال تعديل السلوك والتقويم الذاتي: يمكن أن يساعد استعمال استراتيجيّات تعديل السلوك والتقويم الذاتي على تعزيز السلوكات المرغوبة، مثل إنجاز مهمّة ما، وتقليص المشكلات السلوكية كالكلام المتهوّر في أثناء الحصة. ويُراعى تحديد السلوكات الخاصّة التي يجب على الطفل تعوّد اتباعها، مثل إنجاز قراءة الواجب الصفيّ قبل إجابة الأسئلة، وتنظيف الأسنان قبل النوم، ووضع الملابس المتّسخة في المكان المخصّص.
وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون أداء السلوك المطلوب الطريقة الوحيدة التي تمكّن الطالب من الحصول على مكافأة، ولابد من تشجيع الطلاب على تقويم سلوكهم، ومنحهم مكافأةً إضافيّةً نتيجة التقويم الذاتي الدقيق.
11- عدم تشجيع أنماط العمل المتسرّع: كي يتمكّن المعلمون والآباء من مساعدة الطلاب على عدم التهوّر في إنجاز أعمالهم، عليهم تجنّب أقوال مثل: "يمكنك أخذ قسط من الراحة حال إنهاء واجبك"، أو " يمكنك مشاهدة التلفاز عندما تنهي واجبك المنزلي"، قد تدفع مثل هذه الأقوال على نحو غير متعمّد الطلاب إلى العمل بسرعة كبيرة وبإهمال.
12- مراعاة التنظيم: يراعى استعمال دفتر ملاحظات يتضمّن ثلاثة أقسام معنوية: "الأعمال المطلوب إنجازها"، و"الأعمال المنجزة"، و"الأعمال المطلوب حفظها" بهدف مساعدة الطلاب على تنظيم واجباتهم. وقد تفيد الدفاتر ذات الترميز اللونيّ لمواضيع مختلفة في تنظيم العمل.
13- استعمال المخطّطات اليوميّة: يتعيّن على الطالب استعمال مخطّط يوميّ مُنظّم لمساعدته على تنظيم واجباته وأنشطته، ويراعى استعمال المخطّط الذي يتّسع لتدوين المعلومات الضروريّة كلّها.
14- إنشاء مكتب منزلي: يتعيّن على أولياء الأمور مساعدة أبنائهم على إنشاء مكاتب منظّمة لهم في المنزل، ووضع جدول زمنيٍّ أسبوعيٍّ يكرّس فيه أبناؤهم الأطفال/ المراهقون وقتًا لترتيب المكتب، والتأكّد من وجود الأدوات الضروريّة كلّها (مثل أقلام الرصاص والحبر، والأقلام الشفّافة، والأوراق، ومشابك الورق، والمكبس). ويتعيّن على الطلاب تدوين الأوقات الأنسب للدراسة تحت مسمّى (الساعات المكتبيّة).
15- تخصيص أوقات للاسترخاء: يواجه العديد من الطلاب الذي يعانون مشكلات في الانتباه مشكلة الأرق. ويعدّ الالتزام بروتين ثابت فيما يتعلّق بالنوم مفيدًا لهم؛ إذ يمكنهم مثلًا قراءة كتاب أو الاستماع إلى قصّة تُقرأ لهم، كما يمكنهم أداء تمارين استرخاء قبل الذهاب إلى النوم، أو شرب كأس من الحليب، أو تناول الشوكولاتة.