ديمقراطية مدرسة !
كانت مدرسة أبنائي تختار مجلس الآباء عن طريق الانتخابات التي يتاح فيها فرصة التصويت لجميع أولياء أمور التلاميذ لاختيار 10 من أولياء الأمور الذين يرشحون أنفسهم لعضوية المجلس. وقد رشحت نفسي لدورتين وخسرت الوصول إلى مجلس الآباء الذي يعد مجلساً استشارياً لإدارة المدرسة لحل مشكلاتها وتطوير أدائها التربوي والتعليمي. غير أنني قد نجحت في انتخابات الدورة الثالثة التي جرت هذا العام.
وعلى بساطة التجربة فإنني تعلمت منها أشياء كثيرة أولها أن يتفهم المرء آراء الناس فيه حتى وإن كان ذلك عن عدم معرفة واطلاع . وأن يعد نفسه ويوطنها لكي يتقبل خسارة جولة من جولات الحياة. أما الأمر الثاني فإنه يذكرني بحجج السياسيين العرب الذين يخسرون الانتخابات ويعلقون ذلك - غالباً - على النظام الانتخابي ، وتأكد لي الآن أن ذلك ليس مجرد حجة بل هو حقيقة. حيث إن فوزي هذا العام جاء بعد تغيير طريقة ونظام الانتخابات, ففي السابق كانت عملية التصويت تجري في قاعة المدرسة حيث لا يحضر عملية الاقتراع سوى عدد ضئيل. أما الدورة الجديدة فقد تم توزيع استمارات التصويت ومعها قائمة المرشحين ونبذات عنهم على الآباء في منازلهم لضمان أكبر عدد من المشاركين في الاقتراع حيث شارك في التصويت حوالي 150 ولي أمر . وبموجب هذا النظام تهيأ لي الوصول إلى المجلس!!!!
ما أود قوله إن العملية الديمقراطية تربية اجتماعية وسياسية يبلورها المجتمع نفسه، وتبدأ من المدرسة والمنزل ومؤسسات المجتمع الأهلي، التي لا بد أن تتعلم احترام لعبة الديمقراطية واختياراتها, نجاحاتها واخفاقاتها. وعلى الدولة أن تشجع هذه التوجهات كي يتعلم الناس احترام بعضهم بعضاً بعيداً عن السلطة التقليدية المتعسفة التي لا تحترم إرادة الآخرين.
__________________