دور القيادة التربوية في دفع المسيرة التعليمية
يعتبر المعلم عنصرا أساسيا في العلمية التعليمية لعظم الدور الذي يقوم به, والتأثير الذي يحدثه في الطلاب . لذا نجد المسؤولية التربوية تولي التعليم وإعداد المعلم أهمية خاصة لان مهنة التدريس تتطلب فيمن يمارسها الكثير من الإمكانات والصلاحيات، إذ ينبغي أن يعد المعلم إعدادا مهنيا وفنيا ووظيفيا وثقافيا ونفسيا واجتماعيا ، إعدادا يمكنه من القيام بدوره بنجاح . والمعلم يضطلع بأعباء مهمة وخطيرة لما له من دور كبير في تنشئة الجيل وإعداده للحياة، كما يتوقف نجاح أو فشل العملية التعليمية على مدى إتقان المعلم لدوره خصوصا إننا في عصر تعددت فيه ادوار المعلم وتغيرت أساليب التدريس . لذا فان تفعيل دور المعلم ومتابعته والحرص على تنمية مهاراته وتوجيهه باستمرار أصبح مطلبا أساسيا لنجاح العملية التعليمية وجزءا لا يتجزأ منها . والسؤال المطروح هنا ما دور الإدارة المدرسية في إنجاح العملية التعليمية؟ وهذا سؤال كبير، لان التطورات المتلاحقة في ميادين علم الإدارة أدت إلى انبثاق نظريات ودراسات حديثة ، وكان لتطبيق مفاهيم الإدارة الحديثة في الإدارة التعليمية الأثر الكبير في أداء المدرسة الحديثة .
وينظر إلى القيادة المدرسية ممثلة بالمدير على انه قائد تربوي تناط به مهام حيوية بالغة الأهمية، فلم يعد دوره يقتصر على إدارة المدرسة ومراقبتها وترتيب جداول الدروس وحفظ النظام، بل أن فعالية دوره مرتبطة بتحسين كفاية العملية التعليمية . وان نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها ورسالتها مرتبط بالكيفية التي يدير بها مدير المدرسة مدرسته، والأسلوب القيادي الذي يمارسه، والصفات القيادية الناجحة التي تتمثل في شخصيته وقدرته على توظيف إمكانياته نحو العمل البناء من اجل بناء علاقات إنسانية ايجابية مع المعلين وحفزهم على العطاء المستمر، وان اهم تحد يواجه تحديث التعليم في الوقت الحاضر هو إيجاد قيادات تربوية فعالة يتوقف عليها نجاح المدرسة .
وقد ذكر( سرجيوفاني عام 1980 ) أن القيادة هي سلوك الفرد الذي يمارسه عندما يوجه الانشطة والأعمال التي يقوم بها الآخرون من اجل تحقيق الأهداف المطلوبة . ونجاح المدير كقائد تربوي يتحدد بوجود علاقة ايجابية بين أربع مهارات :
1. المهارة الذاتية .
2. المهارة الفنية .
3. . المهارة الإنسانية.
4. المهارة الذهنية .
والقيادة ليست قدرات آو سمات فحسب بل هي علاقة بين أفراد، فهي مهنة ووظيفة تجعل الإنسان قائدا عند فهمه للآخرين وتشجيع العمل الإبداعي والإحساس بحاجاتهم، وخلق جو من الثقة معهم وتحقيق طموحاتهم وتوزيع العمل بينهم والسير بخطى ثابتة لتحقيق الأهداف المطلوبة .
وكما نطالب بان يكون لدينا معلما فعالا في عملية التدريس نطالب أيضا بوجود قائد تربوي فعال إن دور القيادة التربوية في علاقتها مع المعلم تتحدد في الأمور التالية :
1 – تقديم الدعم المستمر للمعلم، ولكن ما هي الآلية التي على القيادة التربوية أن تتبعها في عملية الدعم المستمر ؟
إن الآليات كثيرة ومنها توفير الدعم المادي والمعنوي وتوفير بيئة تعليمية مناسبة وتوفير الدورات التدريبية، وغيرها من الآليات التي يعتقد القائد التربوي انه يوفرها للمعلم .
2 - التخطيط للوصول إلى معلم يمكن أن نطلق عليه المعلم المتعاون، والمعلم المتعاون الذي تطمح القيادة التربوية في تحقيقه يتميز بالميزات التالية: أن يكون المعلم ملاحظا، مخططا، مقوما، مرشدا، مشاورا، وصديقا .
3 – الوصول مع المعلم لتحقيق الأهداف المطلوبة والمخطط لها .
أن علاقة الإدارة التربوية مع المعلم من اجل توفير الدعم والوصول إلى المعلم المتعاون وتحقيق أهداف المدرسة يفرض على القيادة التربوية أن تقوم بعملية متابعة، ويجب آن تهدف المتابعة تحقيق التعاون مع المشرفين والمعلمين بطريقة تسمح لهم وتشجعهم بان يعملوا معا لتطوير وتعزيز العملية التعليمية، كما يجب أن تؤمن طريقة فعالة من اجل وضع الخطط لمساعدة المعلمين محدودي الأداء . والقيادة التربوية مطالبة بتامين قاعدة اساسية من اجل اتخاذ قرارات منطقية حول قضايا الاحتفاظ بالمعلمين آو نقلهم أو فصلهم . وعليها أيضا حماية الطلاب من المعلمين غير الأكفاء وحماية المعلمين من المدراء غير التخصصين ، كما على القيادة التربوية أن تحدد سنويا مدى إسهام المعلم في تحقيق رسالة المدرسة .
وعندما تتوفر هذه القاعدة العلمية والمهارة الفنية لدى القيادة التربوية، فان العملية التعلمية التعليمية تخطو خطوات وسعة نحو الأمام من اجل تحسين جودة العملية التربوية. وقد اشر المختصون في التربية خلال العقد الماضي بان فعالية التربية مرتبطة ارتباطا وثيقا بفعالية المدرسين، من هذا المنطلق يأتي الدور الهام للقيادة التربوية في عملية أنماء فعالية المدرسين وتحديد الاستراتيجيات المثلى لذلك . وهذا ما نتحدث عنه لاحقا.