دور القيادة التربوية في زيادة فعالية المدرسين
يقع على عاتق القيادة لتربوية دور هام في تحديد ومعرفة المدرس الفعال، ومن اجل ذلك فان المدرس الفعال هو الذي يحقق الأهداف التي رسمها لنفسه، أو تلك التي رسمت له من قبل الغير ( المدير، المشرف، وزارة التربية ) ، من هنا يأتي دور القيادة لتربوية في الاهتمام بدراسة فعالية المدرس والارتقاء بها .
وينتج عن ذلك أن المدرس الفعال مدعو لامتلاك المعارف النظرية والتطبيقية وامتلاك القدرة على استغلال هذه المعارف لتحقيق الأهداف المرسومة. والقيادة التربوية تدرك أن امتلاك المعارف النظرية والتطبيقية تدخل في باب فعالية المدرس، وان استخدام هذه المعارف داخل غرفة الصف تدخل في باب أداء المدرس ومقدرته. كما أن القيادة لتربوية التي تهتم بفعالية المدرسين وفهمها، عليها أن تكون قادرة على مقارنة قدرة هؤلاء المدرسين بقدرتهم على تحقيق أهدافهم، وهذا هو المقصود بفعالية المدرس .
إن مفهوم فعالية المدرس يتضمن ثلاث مسلمات ، المسلمة الأولى، هي أن المدرس الفعال غالبا ما يكون واعيا بأهدافه ويعمل جاهدا لتحقيقها . وهذه الأهداف هي التي توجه مشاريعه التعليمية والسلوكية داخل غرفة الصف . ولكن هل المدرس الفعال هو الذي يعي دائما أهدافه؟ إذ يمكن للمدرس أن يعمل من اجل العمل فقط، ومعنى ذلك إن المدرس الفعال هنا هو الذي يتوق بحزم لتحقيق أهدافه. أما المسلمة الثانية فهي أن اغلب أهداف المدرس تتعلق باكتساب المعارف من قبل الطلبة. أي أن الأهداف لدى المدرسين تكون في صيغة معارف تكتسب من قبل الطلبة، وعليه فان فعالية المدرس تحدد بالنسبة لتعلم الطلبة فقط . أما المسلمة الثالثة فهي انه لا يوجد مدرس فعال على الدوام، فيجوز للمعلم أن ينجح مع الطلبة في موضوع ولا ينجح في موضوع أخر، وهذا يتحدد بناء على الأهداف التي ينوي تحقيقها، وأيضا يرتبط مستوى فعالية المدرس بمستوى الطلبة الذين يدرسهم، وعليه فالمدرس الفعال هو الذي يستطيع تطويع المعارف والخبرات في أوضاع مختلفة من اجل تحقيق الهدف، وما يميزه عن غيره هو قدرته على القيام بالعمل المطلوب لتحقيق هدفه، وليس التمسك بسلوك معين أو التعلق بتقنية أو طريقة محددة. هنا يبرز دور القيادة التربوية ي تفهم معنى فعالية المدرس والآلية التي يعمل بها لان عدم هذا الفهم يؤدي إلى فقدان فعالية المدرس معناها التربوي .
ومن السهولة نسبيا تعريف المدرس الفعال ولكن من الصعوبة تحديد العوامل المرتبطة بهذه الفعالية لان المدرس والتعليم الذي يقوم به لا يمثلان إلا عاملين من مجموعة العوامل المؤثرة في تعليم الطلبة، حيث إن إحدى البديهيات التربوية تقول بان المعارف والقدرات والقيم التي يمتلكها الطالب عند انتهاء عملية التعلم تتأثر بقوة بالمعارف والقدرات والقيم التي كان يمتلكها الطالب عد دخوله المدرسة . وهي نتاج معقد ودقيق يجمع بين العوامل الوراثية والوسط البيئي الذي ينتمي إليه الطالب، وأيضا الفوارق بين الطلبة غالبا ما تتعمق تبعا للقرارات التي يتخذها أولياء الأمور خصوصا في اختيار المدرسة التي يدرسون فيها . فعند دراسة فعالية المدرس يجب أن تؤخذ هذه العوامل بعين الاعتبار . كما أن الفعالية لا تتحدد في درجات مختلة بالأهداف التي يحاول المدرس تحقيقها وبميزات الطلبة الذين يدرسهم فحسب، بل أيضا بملامح المدرس نفسه، فالمدرسون كبقية البشر يختلفون فيما بينهم من حيث المعارف والقدرات والقيم، من هنا يبرز السؤال الذي يطرح من قبل القيادات التربوية ألا وهو : ما هي الجدوى من كل محاولة تهدف غالى الارتقاء بفعالية المدرس؟ بسبب تلك العوامل المتعلقة بكل من الطالب والمدرس. وان الإجابة على هذا السؤال يتمثل في الجوانب التالية:
أولا: عند تتبع عمل المدرسة والمعلم لفترة طويلة نكتشف انه بإمكان المدرسة والمدرس أن يؤثرا تأثيرا كبيرا، وان التأثير الأكثر وضوحا للتعليم المدرسي في مكتسبات الطلبة يتمثل في الارتفاع العالي للفروق بين تحصيل المتعلمين، من هنا تبدو أهمية الفعالية الفارقة بين المدارس والمدرسين التي تؤدي إلى فوارق مرتفع بين الطلبة .
ثانيا: في حالات كثيرة يؤثر المدرسون في بعض طلبتهم كثيرا، حيث يتذكر اغلب الناس مدرسا على الأقل لعب دورا هاما في حياتهم وبفضله أصبح يهتم بمادة دراسية أو اكسر . وعندما تتوافق أهداف المدرس مع أهداف الطلبة فان المدرسين في هذه الحالة كانوا فعالين .
ثالثا : أن امتلاك المعرفة النظرية والتطبيقية لدى المدرس لا تكفي في التأثير على استيعاب المعرفة لدى الطلبة لذلك على المدرسين أن يعرفوا متى يجب استغلال هذه المعارف لتحقيق الأهداف التي يسعون لتحقيقها وفي هذا الإطار من الممكن أن تتعارض طرائق المدرس مع الفعالية بسبب نقص المعارف