أسباب ضعف الطلبة في الرياضيات
مما لا شك فيه أن ضعف الأساسيات لدى الطلاب سوف يؤدي إلى صعوبة في فهم محتوى مواد الرياضيات التي يدرسها الطالب حاليًا مما يؤدي إلى نسب عالية في الرسوب ليس بسبب عدم فهم الطالب للمادة العلمية الجديدة المقدمة - وإن كان له دور- ولكن بسبب عدم إلمام الطالب بأسس الرياضيات. وهنا نجد أن من يقوم بتدريس مواد الرياضيات لديه ثلاث اختيارات
1) إما إعادة هذه المفاهيم للطلاب في بداية كل مقرر، وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت سوف يؤثر على محتوى المقرر الحالي
2) أو أن يستمر في شرح المقرر مع ارشادات سريعة عند ورود مفهوم أساسي غير مستوعب لدى أغلبية الطلاب. وهنا أيضًا يتم استنـزاف جزء من الوقت المخصص لمحتوى المقرر في شرح أسس يفترض أن الطالب ملم بها، كما أن الفائدة تكون محدودة.
3) أو اعتبار هذه المفاهيم أساسية ويجب على كل طالب وطالبة الإلمام بها، وبالتالي يفضل من يقدم المادة العلمية عدم الوقوف عندها. وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى وجود فجوة بين معلومات الطالب وخلفيته الرياضية وبين ما يدرسه مما يؤدي إلى عدم تقبل الطالب للمادة من جهة ومواجهة صعوبة في استذكار المادة من جهة أخرى.
يا ترى ما سبب هذا الضعف في أساسيات الرياضيات؟
لعل الأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: أن هذا العلم تراكمي، فلا يمكن لطالب مهما كان مستوى نبوغه أن يبدأ بدراسة الرياضيات من المرحلة المتوسطة مثلًا بدون أن يدرس المبادئ الأساسسية التي تدرس في الابتدائي كالجمع والطرح وجمع الكسور والأشكال الهندسية وجدول الضرب، وغيرها من المفاهيم الأساسية. وكذلك لا يستطبع الطالب فهم التكامل حتى يفهم التفاضل الذي يتطلب فهم النهايات والتي بدورها تحتاج إلى معلومات عن الدوال المثلثية وطريقة تبسيط المقادير الجبرية والتعويض في الدوال، وهكذا.
السبب الآخر، أن مادة الرياضيات بحاجة لتحليل منطقي وفهم وتركيز ومذاكرة مستمرة، وأن يقوم الطالب أو الطالبة بحل عدد كبير من المسائل بنفسه، ولكن نجد أن بعض الطلاب يهمل المادة حتى يوم الاختبار ثم يمر عليها مرورًا سريعًا ويقرأ الكتاب أو الملخص دون أن يقوم بحل أي سؤال، وهذا الأمر طبعًا لن يؤدي إلى فهم جيد للمادة. إضافة لذلك فإن استخدام الآلات الحاسبة بشكل مستمر يضعف القدرة على إجراء العمليات الحسابية ذهنيا، ويؤثر على قدرة الطالب في مادة الرياضيات.
ومن الأسباب الأخرى :
1- عدم متابعة الطالب للمدرس اثناء الشرح .
2- عدم مراجعة المادة عند العودة الى المنزل .
3- عدم متابعة الطلاب من قبل الأهل .
6- خجل الطالب من سؤال المدرس على معلومه لم يفهما .
7- عدم معرفة الطلبة بالامور الأساسية في الرياضيات فمادة الرياضيات ترتكز بالدرجه الأولى على الفهم
لعلنا نتساءل: ما هو الحل؟ الواقع أن هذه مشكلة وطنية وحلها بحاجة إلى تضافر الجهود واشتراك الجهات المعنية في تحليل ودراسة هذه المشكلة للوصول إلى حل يساهم في تحسين أداء الطلاب في المهارات الأساسية في الرياضيات. وكلنا أمل أن تسفر الجهود المبذولة ببناء جيل متميز في هذا التخصص المهم.