يأتي يوم الخامس والعشرين من ايار من كل عام مناسبة مجيدة على الأردن وهو يوم الاستقلال، تلك المناسبة التي حقق خلالها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين اعز الله ملكه إنجازات سياسية وإعلامية واقتصادية وثقافية تعتز بها الاسرة الأردنية لكونها شملت مختلف المحافظات والمواطنين، لا سيما أن هذه المناسبة تعتبر تجديداً للثورة العربية الكبرى وواقع وطموح شعبنا الأردني الذي محض جلالته كل الحب والتقدير، لدرجة أن هذا الحدث أصبح أصدق مثال لأعظم تضحية قدمها المغفور له باذن الله تعالى جلالة المغفور له الملك المؤسس جلالة الملك عبدالله الاول طيب الله ثراه في سبيل استقلال شعبه وأصدق تعبير على إخلاص شعب لقائده، فضلا عن كونه إحدى المحطات الخالدة في تاريخ الاردن.
وإن عظمة هذه الذكرى تستوجب وقفة تأمل في تاريخ الاردن الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن المقدسات، وتشكل من جهة أخرى، برهانا على إجماع كل الاردنيين وتعبئتهم للتغلب على الصعاب وتجاوز المحن.
والمتتبع لتاريخ الاردن، يلاحظ انه رغم المخططات والمناورات التي نفذتها القوى الاستعمارية مستعملة قوة الحديد والنار في محاولة تقطيع وحدة الاردن وتمزيقها بهدف الهيمنة وطمس الهوية، استطاع الاردن أن يقف وقفة رجل واحد في وجه الاستعمار الأجنبي معلنا التحدي بقيادة المغفور له الملك المؤسس.
ومنذ تولي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني راية الاستقلال وهو الصادق الأمين، فمنذ تولّيه سلطاته الدستورية، وضع الأردن على أبواب حقبة جديدة من التقدّم والإنجاز الديمقراطي، وأدخل مفاهيم جديدة لطبيعة الحكم، ومزج في رؤيته بين الموقف السياسي من المبادئ والانفتاح على العالم والحضور العالمي في المنتديات العالمية للسياسة والاقتصاد دون تهيب أو تردّد، وانتقل بالأردن إلى مرحلة تتميّز بإدخال تكنولوجيا المعلومات، وفتح أبواب الاستثمار، وجلب الانتباه العالمي للأردن. وقد تميّز الأردن في العهد الجديد بإسهامات كثيرة في بناء السلام وتحقيق الإصلاح الديموقراطي ودعم الشعب الفلسطيني والرفع من مكانة المرأة والشباب.
ووضع في سلّم أولوياته، مسألة تطوير المؤسسة العسكرية وتعزيز قدراتها، عدداً وتدريباً، عتاداً وسلاحاً.
كذلك يحقق الأردن حضورا مميزا على مستوى العالم وفي كل المجالات يخاطب جلالته العالم ويحمل هم الأردن والهم العربي وقبل هذا وذاك قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين ويجوب بها الدنيا موصلا صوت الحق الى كل أذن واعية لا يكل ابدا الى ان تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس على أرض فلسطين.
وفي المجال الأنساني يهب الأردن الى تقديم العون والمساعده ودن انتظار الشكر فالمستشفيات الأردنية الميدانيه منتشره في غزة والضفة وقبلها في العراق وقبلها في افغانستان، وقواتنا المسلحه ترفع العلم الأردني في أكثر من مكان ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
ولا ننسى كذلك باني الاردن الحديث المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي صعد بالاردن الحبيب الى ذرى المجد وخدم امته ووطنه بكل اخلاص وتفان وكان له الفضل الكبير فيما وصل اليه الاردن من تطور في كافة المجالات.
وكذلك صانع الدستور الذي نباهي به الدنيا المغفور له جلالة الملك طلال طيب الله ثراه.
فلنرفع الرأس عاليا بأردننا ونشد من عزم ابنائه ونترحم على شهدائه ولا نصغي ابدا الى مثبطي العزائم والمحبطين والموتورين الذين يحاولون تقزيم كل جهد اردني. فأردننا حقق الكثير وما زال يطمح بأن يحقق الأكثر بهمة ابنائه وبعزمهم، ولن يخذل الأردنيون أردنهم ابدا، فلن ندعي الكمال لأن الكمال لله وحده.
إننا نُفاخر الدنيا بأسرها بذكرى الاستقلال غرةَ أعيادنا، هنيئاً لنا يا وطني بك، وهنيئاً لك بأبنائك أصحاب الهامات العالية التي ما انحنت إلا لبارئها.
وكل عام وسيد الوطن وحامي حماه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأسرة الهاشمية وشعبنا الطيب والأمة العربية بألف ألف خير.