إدمان نفسي:
أي الإدمان على حركات معينة و وضعيات معينة يتخذها الشخص أثناء التدخين
(مثلاً: حركات اليدين، شرب القهوة المرافق للتدخين، طريقة التكلم، الإحساس
بالثقة ... إلخ)
يعد النيكوتين من أشد المواد إحداثاً للإدمان، إذ أن 80 % من اللذين يتوقفون عن التدخين، يعودون إليه يوماً ما.
أما
أعراض السحب (الحاجة الملحة للتدخين) فتظهر بعد بضع ساعات من الانقطاع،
مما يفسر حاجة المدخنين للسيكارة الصباحية أكثر من أي شيء آخر.
و
يقوم الطبيب المشرف على برنامج التوقف عن التدخين، عادة، بطرح مجموعة من
الأسئلة على المريض (استجواب مبرمج من قبل جمعيات الإدمان)، مما يساعده على
تحديد نسبة الإدمان الكيميائي و النفسي لدى المريض، و بالتالي تحديد
تفاصيل البرنامج الواجب اتباعه.
التوقف عن التدخين:
تشير الدراسات إلى أن خطر الوفيات
بالأمراض الناتجة عن التدخين، يتراجع بمرور السنوات بعد التوقف عن التدخين.
و ينخفض هذا الخطر بنسبة 50 % لدى الأشخاص الذين يتوقفون قبل عمر 50 سنة.
غير
أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، فكما ذكرنا سابقاً، تعد مادة
النيكوتين من أقوى المواد تسبباً للإدمان. بالتالي، فإن المريض يحتاج
غالباً إلى مساعدة طبيب متخصص، يقوم بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، و
تحديد نوع و نسبة الإدمان، و وضع البرنامج الملائم لكل مريض.
يحتوي برنامج التوقف عن التدخين على مجموعة من الخطوط العامة و الأساسية التي يجب إتباعها، و هي:
على المريض أن يتخذ قرار التوقف بشكل كلي و جذري
يتم تحديد تاريخ معين للتوقف عن التدخين، حيث يكون التوقف كاملاً و مفاجئاً، و ليس بشكل تدريجي
يقوم الطبيب بإعطاء أدوية خاصة تساعد المريض على التوقف، هذه
الأدوية هي من مجموعة مضادات الإكتئاب التي تؤثر على مستقبلات السيروتونين
في الدماغ، و بالتالي تساعد على التقليل من أعراض متلازمة السحب. أهم هذه
الأدوية هو Bupropion (Zyban)، الذي يعطى بجرعة 150 مغ يومياً في الأيام
الثلاث الأولى، ثم 300 مغ يومياً بعد ذلك. يتم البدء بالعلاج قبل التوقف عن
التدخين بأسبوعين، و يستمر العلاج لمدة 3 أشهر على الأقل.
يقوم الطبيب بإعطاء معوضات النيكوتين (أي نيكوتين عن طريق أخرى
غير التدخين) بجرعات متناقصة تدريجياً، و ذلك لتخفيف أعراض السحب. توجد هذه
المعوضات بأشكال مختلفة، منها اللصاقات الجلدية (و هي أفضلها)، و العلكة، و
البخاخ الأنفي... مع ملاحظة أن الإكثار منها يمكن أن يخلق إدماناً عليها،
لذلك يجب استعمالها بشكل صحيح و متناقص.
الدعم النفسي: الهدف منه مساعدة المريض في التخلص من الإدمان
النفسي، و يكون بطرق مختلفة، منها المشاركة في حلقات المرضى المنقطعين عن
التدخين، أو الممارسات الدينية و الروحية، أو طلب مساعدة الطبيب النفسي، أو
استعمال طرق الطب البديل التقليدي.
ممارسة الرياضة: و هي أمر أساسي للتخفيف من تأثير السحب، لأن
الرياضة تساعد على تقوة الجهاز العصبي المبهمي، الذي يعاكس تأثيرات
الأدرينالين (الذي يزيد النيكوتين من إفرازه). الرياضة المثلى هي التي
يحبها المريض، لكن يجب أن تكون ممارستها منتظمة و دون انقطاع.
هنا،
لا بد لنا أن نكرر أن التوقف عن التدخين ليس بالأمر السهل، لكنه ليس
مستحيلاً، و هو قرار لا بد من إتخاذه نظراً للتأثيرات السلبية الصحية و
الاجتماعية و النفسية الناتجة عن هذه العادة السيئة.