ما الذي ضيّع هيبة المعــلــــم في مدارسنا ؟
احدى طالبات التاسع تعتدي على معلمتها وتحاول القائها من نافذة الطابق الثاني.
مدير إحدى المدارس الثانوية يتلقى صفعة من طالب في الصف العاشر.
أحدى المعلمات تقول: في كثير من الأحيان- اثناء الدرس - يرن هاتف أحداهن وترد على المكالمة دون اعتبار لوجودي واخرى تؤكد: ان هناك من تقوم باللعب في محدثًة ضجة وضوضاء وضحك.
معلمة في إحدى المدارس أبدت ملاحظتها حول لباس إحدى الطالبات غير اللائق لتجيبها ام الطالبة أن الأمر لا يعنيها وعليها الا تتدخل في ابنتها وألقت على مسامعها كلامًا جارحًا محذرة إياها من التدخل بشؤون ابنتها.
واخرى تقوم بتشطيب سيارة مديرة المدرسة وكسر زجاجها كونها اصدرت بحقها انذارا.
وبعد كل هذا يطلع علينا شوقي بقوله:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
اطلق أمير الشعراء أحمد شوقي قبل سنين شعار معترفا بفضل المعلم في بناء الصرح العلمي ومكانته الراقية في المجتمع ودوره في تقدم الامة وازدهارها من خلال رسالته السامية ولم يكن يومها سابقا للاسلام الذي عزز وكرم من مكانته، يشهد على ذلك العديد من الآيات والأحاديث النبوية . يقول تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات } وقال ايضا :{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } ويقول رسول الله : ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم )
لكن في خضم الاحداث والواقع المعاش بات يتردد في الاوساط الاجتماعية عبارات حول تدني درجة هيبة المعلمين امام طلابهم ذكورا كانوا ام اناثا فهناك من يرى ان المعلم في السنوات الماضية كان يمتلك خاصية امام طلابه لا يمتلكها معلمو الوقت الحاضر ، فإذا كان الأمر كذلك فمن وراء سقوط هيبة المعلم ؟ وأين اختفى وقع وتأثير قصيدة شوقي ( قم للمعلم .. ) من نفوس طلابنا بل ومن مجتمعنا ؟ عدم وجود رؤية تربوية وتعليمية في المدارس ، وأكثر هذه الرؤى وللأسف موجودة في ملفات الادارة لا يطلع عليها أحد ، فلا يوجد تخطيط واضح بين المعلم والطلاب أو بين المعلمين انفسهم او بين المعلمين والأهل ، كذلك لا يوجد رؤية تربوية وتعليمية توضح سياسية وبرامج المدرسة ، حقوق وواجبات الطالب ، حقوق وواجبات المعلم ، دستور للمدرسة وغيرها ، بمعنى هناك مسافات بين هذه الأجسام الأمر الذي قد يولد شكوكا بين الأهل والمعلمين او بين الاهل والمدرسة وهذا بدوره يولد النظرة السلبية تجاه المدرسة ومن ثم يقلل من مكانة المدرسة ومكانة المعلمين .
البعد الشخصي : بعض المعلمين من يستغلون الطلاب ويستخدمونهم لشراء حاجياتهم أو خدمتهم في أمور شخصيه وهذا باعتقادي يقلل من قيمة المعلم ، كذلك بعض المعلمين من يدخلون الصفوف دون تحضير مسبق فيبدأ بدروسه ويلاحظ الطلاب انه غير مستعد للدرس فيأتي بموضوع من هنا وموضوع من هناك لانهاء حصته فيشتت اذهان الطلاب ولا يأتي بفائدة تذكر بل يجعل من الطلاب لا يعيرون للحصة اهتماما وكذلك الأمر بالنسبة للمعلم .
البعد الاقتصادي : فالرواتب المنخفضة للمعلمين مقارنة مع غيرهم من أصحاب المهن لها تأثير سلبي على مكانة المعلم ، فالمعلم الذي يفكر ويخطط ليوم تعليمي طويل ويتعب في التدريس لا يأخذ ما يستحقه من الراتب واليوم نحن نعيش تحت سلطان المادة وغالبا ما يقيس الناس الأمور بمقاييس المادة وحسب هذه المقاييس فإن الشيء غالي الثمن يكون عالي القيمة.
البعد الاجتماعي : هناك نظرة عند الكثيرين بأن مهنة التعليم لا يمارسها الا من كانت علاماته متدنية ومستواه التعليمي منخفضا بحيث ان علاماته لم تؤهله لتعلم موضوع مثل المحاماة أو الهندسة أو الطب فلم يكن له خيار الا أن يصبح معلما وهذا الأمر أيضا له علاقة بتدني مكانة المعلم، اضافة الى ان بعض المعلمين غير المؤهلين تم تعيينهم ( بالواسطة ).
: القوانين التي سنتها الدولة والتي قيدت المعلم ، وخفضت من صلاحياته ، حتى الطالب في الابتدائية يعلم بهذه القوانين التي تمنع معاقبته ومن ناحية أخرى
الاستهتار بمهنة المعلم بسبب النظرة المادية للفرد حيث أن معاش المعلم منخفض بالنسبة للوظائف الحكومية الاخرى .. وهناك سبب مهم أود أن أذكره ان عقوق الوالدين وعدم احترام الكبير كثر بشكل عام ، حتى انه طال المعلم فالابن الذي يتطاول على والديه ما المانع لديه ان يتطاول على معلمه ناهيك عن ظاهرة العنف المنتشرة في المجتمع ، والتي أثرت بشكل مباشر على هيبة المعلم
وسائل الاعلام التي تقدم العديد من الافلام والمسلسلات والتي تعرض المعلم بصورة مبتذلة غير محترمة وبذلك تقدم صورة سلبية عن المعلم
انعدام دور الأهل في التوجيه وتحولهم من الدور الايجابي الى الدور السلبي حيث ان الأهالي في الماضي كانوا يحترمون المعلم كثيرا ويعلمون أبناءهم أهمية احترام المعلم بينما اليوم يشارك الأهل ابناءهم بالهجوم والوقوف على أي زلة تصدر من المعلم والسبب هو كثرة الدلال الزائد للأبناء
لقد كان للمعلم امتيازات ومكانة اجتماعية وتربوية كبيرة ما قبل الثمانينات لكن هذه المكانة اهتزت وتغيرت ما اسباب هذا التغيير ؟
- مما لا شك فيه أن مكانة المعلم الاجتماعية والتربوية قد اهتزت وتغيرت في أيامنا فلم يعد المعلم الملك في صفه ولا ذاك المحترم في مجتمعه ففي زماننا حدث تغيير للأسوأ في مكانة المعلم ، ويعود ذلك للأسباب الآتية :
أولا : أن العالم في تقدم وتطور دائمين والمعلم باق مكانه لا يواكب تكنولوجيا التعلم فنجده يعلم على طريقة هربارت القديمة .
ثانيا : عدم استعانة المعلم بوسائل التدريس الحديثة من أجل تحبيب الطلاب في الموضوع وتفهيمهم اياه فنجد أن الطالب يتعلم عن طريق الحاسوب أضعافا مضاعفة عن ذلك الذي يتلقاه من أستاذه .
ثالثا : اتساع رقعة الثقافة لتشمل أوساطا واسعة في المجتمع دعا الكثيرين للتطاول على المعلم والنظر اليه نظرة مغايرة
.رابعا : سهولة التزود بالمعلومات التعليمية والتربوية والثقافية المختلفة عن طريق الحاسوب عبر شبكة الانترنت بعد ان كان المعلم هو المصدر الوحيد لاستقاء المعلومة .
خامسا : راتب المعلم المتدني الأمر الذي يحتم عليه البحث عن مهنة اضافية
سادسا : ان القوانين التي جاءت لصالح الطالب لا لصالح المعلم الأمر الذي يجعل الطالب يتطاول على أستاذه والى أبعد الحدود.
سابعا : ان المعلم نفسه هو أحد الأسباب التي أدت الى سقوط هيبته عند التلاميذ وخاصة اذا لم يكن يمتلك الاسلوب في التدريس ولم يكن متمكنا من مادته التي يدرسها .
اضافة الى نوعية المعلمين الذكور الذين يجالسون طلابهم في المقاهي او يدخنون معهم او يلعبون معهم او ينزلقون الى مستويات متدنية في الحديث معهم .
فماذا نتوقع من الطالب حينها وكيف سيصبح وضع التعليم في مدارسنا وسط هذه المشاهد؟
- إن وضع التعليم في مدارسنا تعس للغاية فنحن أمة اقرأ لا نقرأ واذا قرأنا لا نفهم وإن فهمنا لا نطبق نحن الذين نؤمن أن العلم والدين توأمان لا ينفصل الواحد منهما عن الآخر فلماذا تخلينا عن العلم ونسبنا أنفسنا للدين ؟
- ان المناهج التدريسية لأبنائنا مشبعة بالأخطاء والمغالطات وهي بحاجة ماسة الى مراجعات دقيقة.
.
* اقتراحات لتحسين الآداء التعليمي في مدارسنا واسترجاع هيبة ومكانة المعلم المرموقة ؟
إننا بأمس الحاجة الى ذاك المعلم الناجح الذي أحب مهنته واختارها بكامل ارادته انطلاقا من ايمانه، انها مهنة مقدسة سبقه اليها الأنبياء والمرسلون.
المعلم الناجح الذي يعرف كيف يدير صفه ويضبطه .
- المعلم الناجح الذي يعرف كيف يتعامل مع المنهاج.
- المعلم الناجح الذي يعرف كيف يخطط لدرسه
- المعلم الناجح الذي يعرف كيف يجهز ويستعمل الوسائل التعليمية. - المعلم الناجح هو الذي يعرف كيف ينفذ درسه .
- المعلم الناجح هو الذي يعرف كيف يتعامل مع طلابه .
فاذا اراد المعلم ان يستعيد قيمته وكرامته ومكانته الاجتماعية
عليه ان يغير دوره من ناقل للمعرفة الى منتج لها .
• يجب العمل على رفع راتبه الشهري كمحفز معنوي حتى يقوم بواجبه على أتم وجه .
• تقليص عدد سنوات العمل في سلك التربية والتعليم الى 15 سنة .
• أن يضع مجتمعنا وظيفة التربية والتعليم على سلم اولوياته .
• مكافحة آفة التعيينات غير الشرعية .
الهيبة ماذا تعني؟
هيبة المعلم امام طلابه وأهميتها : الهيبة كما عرفها ( جيمس بارنر وهارولد كانون ) في كتابهما هيبة المعلم امام طلابه وأهميتها هي: أن يكون للمعلم تأثير ونفوذ مشروع على الطلاب وهي تختلف عن السلطة لاحتوائها على عنصر أخلاقي فهي لا تتضمن القسر وهي تكتسب وتتراكم. والهيبة تتطلب مراعاة قدر من الرسمية في العلاقة بين المعلم والطالب. - ومن الاهمية بمكان ادراك الفارق بين منزلة المعلم ومنزلة الطالب فلا يجب اسقاط جميع الحواجز بينهما وعلى المعلم ان لا يقيم علاقة شخصية مع الطالب او ينحاز لأحد الطلاب. المعلم بين أحمد شوقي وابراهيم طوقان كلنا قد سمع وقرأ بل حفظ عن ظهر قلب تلك الأبيات الشعرية التي صاغها أمير الشعراء أحمد شوقي بشأن المعلم حيث كان مضمون وأسلوب شوقي معززا لثقة المعلم بنفسه ومهنته وضرورة احترامه وتبجيله لأنه منشىء صرح العلم وهو أساس المعرفة والحضارة ، نذكر بعضا من أبياتها :
قم للمعلـم وفه التبجــيلا كاد المعــلم ان يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشىء أنفسا وعقولا
سبحانك الـــلهم خير مـعلم علمت بالقلم القـرون الاولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته وهديته النـور المبين سبيلا
وعندما انتشرت القصيدة وأصبحت بمثابة سلام وطني للمعلم إنبرى لمعارضتها ابراهيم طوقان في قصيدته (الشاعر والمعلم)
شوقي ) يقول :
وما درى بمصيبتي قـــــــــــــــــم للمـــعلم وفه التبجيلا
اقعـــد فديتك هل يكــون مبـجلا من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد ( يفلقني ) الأمــير بقــوله كاد المعلـــم ان يكــون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ســــاعة لقضى الحيـــاة شقاوة وخمولا
لا تعجبوا ان صحت يوما صـيحة ووقعت ما بيـن البنوك قتيـــــــلا
يا مـــن يريد الانتـحار وجدته ان المــــــعلم لا يعيــش طويلا
كيف كانوا يحترمون علماءهم ومعلميهم
* هم زيد بن ثابت رضي الله عنه بركوب دابته فوقف عبد الله بن عباس رضي الله عنه بين يديه وقفة العبد بين يدي مولاه وأمسك له ركابه وأخذ بزمام دابته فقال له زيد: دع عنك يا ابن عم رسول الله. فقال ابن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا.
* قال ابن المبارك: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته.
• وكان الإمام الشافعي رحمه الله يقول: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحًا رقيقًا هيبة لئلا يسمع وقعها،وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليّ هيبة له.
• .رســــــــــالة إلى الطــــــــــــــلاب
ما يحصل في مدارسنا من عدم احترام وعنف ضد المعلمين ليس من صفات طالب العلم. فطالب العلم من يحترم معلميه ويقدرهم ويجلهم لأن رسالة التعليم من أقدس الرسائل وأعظمها.
• يجب احترامهم وتقديرهم وفي ذلك يقول رسول الله : ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو شيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط.
• التواضع لهم، وقد قال الشافعي في ذلك:
أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها
• وقال الغزالي: (لا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع...).
• التأدب أثناء النظر للمعلم والحديث معه وتجنب كل ما يخل بالوقار وينافي الأدب والحياء، وقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه في حق العالم على المتعلم:
(من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية وأن تجلس أمامه ولا تشيرعنده بيديك. ولا تغمز بعينيك غيره...وعليك أن توقره لله تعالى ولا تسارر أحدًا في مجلسه ... ولا تشبع من طول صحبته فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء). * وقد قال بعضهم:
• إن المعلـــــــم والطبــــــيب كلاهما لا ينصــحان إذا هــما لم يكــــــرما
فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه واصـــــبر لجهلك إن جفوت معلمًا
• التأدب أثناء النظر للمعلم والحديث معه فيقبل عليه باصغاء تام ناظرًا إليه وغير ناظر إلى يمينه أو شماله أو فوقه أو أمامه لغير حاجة، قال شعبة: كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ما يحيا.
• الصبر على التعليم والصبر على بعض الطباع الحادة التي قد تكون في شخصية المعلم . وقد قال بعض السلف: من لم يصبر على التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة.
معوقات تواجه المعلم
هناك معوقات عديدة ومتشابكة تواجه المعلم وساهمت في تدني مكانته وغياب هيبته امام الطلاب والمجتمع :
المعوق الأول : أن الذي يتوجه الى سلك التربية والتعليم في الغالب ليس الطلاب الأكفاء ذوي المستويات الدراسية العالية فهؤلاء غالبا ما يتوجهون الى الجامعات للحصول على ألقاب أكاديمية في مهن أخرى كالهندسة أو المحاماة وغيرها .
المعوق الثاني : ان اعداد المعلم لا يكون على المستوى المطلوب ، والسؤال المطروح هل الكليات تحرص على اعداد معلم قادر على الابداع والانتاج وتوسيع آفاق الطلاب ؟ أم معلم يسير وفق آلية واحدة ونمط لا يحيد عنه بحيث يكرر ويعيد بنفس الاسلوب ونفس الطريقة فالمعلم غالبا ما يكون غير قادر على الابداع والتجديد ولا يعطي للطالب مساحة واسعة لتطوير مداركه وتنمية تفكيره .
المعوق الثالث : وهو من المعوقات الداخلية والذي يكمن في بنية المجتمع وتركيبته فمجتمعنا العربي تربطه علاقات عائلية عشائرية ، وكذلك هو مركب من مركبات معقدة لا تزال تأخذ حيزا في البعد الاجتماعي اي هناك اتكاء على العشيرة .. وهذا بالطبع له تأثير على الاختيار سواء اذا كان الأمر يتعلق بمدير مدرسة او المعلمين ان يتم اختيار الأفضل لهذه المهن ولكن وفي كثير من الأحيان لا يتم اختيار الأفضل فالاختيارات غالبا ما تكون على خلفية متأثرة بالقرابة العائلية وليست حسب الخلفيه المهنية والكفاءة وهذا بحد ذاته يثقل على الجهاز التعليمي.
المعوق الرابع : تدني رواتب المعلمين وعليه فان مكانته وموقعه الاجتماعي تدنى .
المعوق السادس : وهو التحديات الموجودة اليوم والتي لها التأثير القوي على تربية الأبناء مثل الانترنت الفضائيات العولمة فلم يعد المعلم هو المصدر الوحيد للمعلومة بل أصبح بامكان الطالب ان يستقي معلوماته من هذه المصادر ومن مصادر أخرى أي ان مصادر المعرفة تنوعت والمعلم اذا لم يكن قادرا ان يكون جذابا للطلاب مبدعا مبتكرا قريبا منهم فبامكان الطالب الاستغناء عنه وهذا الأمر موجود بشكل عام في العالم وبشكل خاص عند المعلم الذي يجب أن يأخذ بالحسبان تطورات العصر ليرتقي باسلوبه التعليمي بما يتلاءم مع روح العصر ومستجداته والمعلم هنا يقع بين المطرقة والسندان اي ما بين المجتمع المحافظ بتقاليده وعاداته وبين الانفتاحية التي يأخذها الطالب من مصادر أخرى فعدم قدرة المعلم على مواجهة الأمور برؤية ثاقبة ومنظار واسع يضعف مكانته وهيبته.
المعوق السابع : عدم وجود تمايز بين المعلم المعطاء المجد وبين المعلم المقصر ، فرواتب المعلمين على مختلف جدهم واجتهادهم وعطائهم واحدة ، فلا يوجد سلم رواتب ومكافآت بناء على عطاء المعلم وكفاءته فالمعلم المعطاء والمعلم المقصر يأخذ نفس الراتب ويرفع كل منهما في الوقت ذاته وهذا يضعف من شأن التربية والتعليم.
المعوق الثامن : كثرة المناهج وتغييرها بشكل متواصل ومستمر ، عائق يواجه المعلم وهذه القضية بحاجة الى برمجة المناهج بشكل علمي.
المعوق التاسع : هذا المعيق يتعلق بتركيبة المجتمع فكما ذكرت فإن هذه التركيبة معقدة نوعا ما ،ونجد في كثير من الحالات ان المصلحة الخاصة طغت على المصلحة العامة فعلى الصعيد الشخصي مثلا قد نجد طبيبا ناجحا او محاميا ناجحا او مهندسا ناجحا ولكن على الصعيد العام سواء في مؤسسة او بلدية او مركز جماهيري او مدرسة وغيرها قد نجدها تعاني من الفساد او المحسوبيات او الواسطة مما افقد المعلم امتيازاته ومكانته الاجتماعية وكل هذا طبعا على حساب مستقبل ابنائنا .