تكنلوجيا التعليم ومصادر التعلم فيها
أضحى تقدم الأمم والمجتمعات مرهون بما تمتلكه من معرفة متطورة وتقانة متقدمة، وثروةبشرية متعلمة، قادرة على الإبداع والإنتاج والمنافسة العالمية وتحقيق أفضل معدلاتالتنمية البشرية الراقية والاستثمار الإيجابي لثرواتها الطبيعية.
يعتبر التعليم احد الأسباب المساهمة في الحفاظ على تراث وحضارة الأمة وبأنهاستثمار للدولة يسهم في زيادة الوعي بين أفراد المجتمع ورفع مستواهم الثقافيوالاقتصادي .ان مصادر المعرفة والعلم المتوفرة للطلاب في عصرنا هذا، أصبحت متنوعة ووفيرة،ويمكن الوصول إليها بطرق سهلة وجذابة، دون الاعتماد على المعلم للحصول عليها. لذالم يعد دور المعلم الهام، مقتصراً على توصيل المعلومات فقط؛ بل يتعدى ذلك بكثير. إذأنه صار مسئولاً عن بناء شخصية الطالب الباحث والمفكر والناقد والمستقل؛ الذييستطيع الوصول إلى المعلومات وتوسيع آفاقه ذاتياً.
ماذا نعني بالتكنولوجيا Technology؟
عربت كلمة تكنولوجيا بـ (تقنيات) من الكلمة اليونانية Techne وتعني فنًاأو مهارة، والكلمة اللاتينية Texere وتعني تركيبًا أو نسجًا والكلمة Loges وتعنيعلمًا أو دراسة، وبذلك فإن كلمة تقنيات تعني علم المهارات أو الفنون، أي دراسةالمهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة. ويقرر (هاينك Heinich، 1984) بأن أساستكنولوجيا التربية ليست نظريات التعلم كما هو الاعتقاد عند بعض التربويين، وبأنهناك تعريفين يمكن الاستفادة منهما في تعريف تكنولوجيا التربية هما:
•
تعريف (جلبرت Galbraith، 1976)
التكنولوجيا هي التطبيق النظامي للمعرفة العملية، أومعرفة منظمة من أجل أغراض عملية.
•تعريف (دونالد بيل Donald Bell، 1973)
التكنولوجيا هي التنظيم الفعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية ذات كفاءةعالية وتوجيه القوى الكامنة في البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها في الربحالمادي.
ماذا نعني بتكنولوجيا التعليم؟
تعريفتكنولوجيا التعليم IT education
تكنولوجيا التعليم هي عملية متكاملة تقوم على تطبيق هيكل من العلوم والمعرفة عنالتعلم الإنساني واستخدام مصادر تعلم بشرية وغير بشرية تؤكد نشاط المتعلم وفرديتهبمنهجية أسلوب المنظومات لتحقيق الأهداف التعليمية والتوصل لتعلم أكثر فعالية.
تعريف اليونسكو
تكنولوجيا التعليم هي منحنى نظامي لتصميم العملية التعليميةوتنفيذها وتقويمها كلها تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليموالاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًامن الفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل وأكثر فعالية).
تعريف لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكية
تتعدى تكنولوجيا التعليم نطاق أية وسيلة أو أداة. ومن هنا يمكن تعريفتكنولوجيا التعليم بأنها:
"
منحنى نظامي لتصميم العملية التعليمية، وتنفيذهاوتقويمها ككل، تبعًا لأهداف محددة نابعة من نتاج الأبحاث في مجال التعليم والاتصالالبشري، مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدًا منالفعالية (أو الوصول إلى تعلم أفضل، وأكثر فعالية)".
بهذا المعنى الدلالي لمصطلح "التكنولوجيا " يرى جابر عبد الحميد (1979) بأنمصطلح "وسائل تكنولوجيا التعليم" يكتسب بعدا دلاليا شموليا أبعد مما يظنه البعضبأنه لايزيد في معناه عن استعمال الطرق والأساليب التعليمية الحديثة أو استخدامالآلات التعليمية المتطورة أو الاجهزة التعليمية الراقية المستخدمة في العمليةالتربوية.
إن "وسائل تكنولوجيا التعليم" في حقيقتها أوسع من هذا بكثير فهي تشمل في دلالتهاالمعنوية قطعة الطباشير والسبورة حتى أرقى معامل اللغات وأطور الاجهزة التعليميةودوائر التلفزة المغلقة والحاسبات الالكترونية والاقمار الصناعية – الموادالتعليمية داخلها- والاستراتيجيات التعليمية الموضوعة لكيفية تطبيقها وضمن أي نمطمن الانماط التعليمية أيضا فهل تستخدم في تعليم جماهيري أو جماعي أو في مجموعاتمصغرة أو زوجية أو فردية وفي أي نمط بيئي تستخدم هذه الوسائل التكنولوجية.
مما تقدم يمكن القول بأن استعمال الطريقة الحديثة في العملية التعليمية ووفق أسسمدروسة مبنية على ابحاث علمية رصينة أكدتها التجربة هو ما يتعارف عليه بمصطلح "تكنولوجيا التعليم" والذي يعني جميع الطرق والأدوات والمواد والاجهزة والتنظيماتالمستعملة في نظام تعليمي معين تحقيقا لأهداف تربوية خاصة يتمّ تحديدها مسبقا لأجلتطوير ذلك البرنامج التربوي وتفعيله .
إذن "تكنلوجيا التعليم" بالمعنى الآلي كما يوصّفه لنا ابراهيم عصمت (1979) عمليةلا تقتصر دلالتها على مجرد استخدام الالات والاجهزة الحديثة ولكنها تعني أساسامنهجية في التفكير لوضع منظومة تعليمية (SystemApproach) أي اتباع منهج واسلوبوطريقة في العمل تسير وفق خطوات منظمة ومستعملة كافة الإمكانيات التي تقدمهاالتكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم الحديثة مثل المواد البشرية والمواردالتعليمية والمخصصات المالية والوقت اللازم ومستوى المتعلمين بما يحقق أهدافالمنظومة .
والمنظومة التعليمية يعرفها لنا ابراهيم عصمت (1979) بانها مجموعة من العناصرالمتداخلة والمترابطة والمتكاملة مع بعضها بحيث يؤثر كل منها في الآخر من أجل أداءوظائف وأنشطة تكون محصلتها النهائية تحقيق النتائج المراد تحقيقها من خلال هذهالمنظومة وبناءا عليه فإن المنظومة على رأي ابراهيم عصمت تتكون من خمسة عناصرأساسية يمكننا تلخيصها كما يلي :
أولا: المداخلات (In-put )
وتشمل كافةالعناصر التي تدخل بالمنظومة من أجل تحقيق أهداف محددة وتعتبر هذه الأهداف منمدخلات المنظومة ومن العوامل التي تؤثر في حركتها .
ثانيا: العمليات (Processes)
وتشمل كافةالأساليب والتفاعلات والعلاقات التي تحدث بين المكونات التي دخلت المنظومة أي -المدخلات- بحيث تؤدي في النهاية إلى تحقيق النتائج المطلوب تحقيقها.
ثالثا: المخرجات (Out-put)
وتشمل سلسلةالانجازات والنتائج النهائية التي تم التوصل إليها من خلال المنظومة وفي الوقت نفسهفإن هذه النتائج يستدل بها كمعيار لقياس وتقويم مستوى الانجاز ومقداره فالتغيراتالمتوقع حدوثها في معرفة سلوك المتعلم هي مخرجات المنظومة .
رابعا: التغذية الرجعية (Feed back)
تعني كافة المعلومات والبيانات الناتجة من أنشطة عنصرين أو أكثر فيالنظام وبالرجوع إليها يمكن اجراء التعديلات والتوافقات في المنظومة وهذا العنصر منعناصر المنظومة يمثل المعلومات التي نحصل عليها من نتيجة وصف المخرجات وتحليلها فيضوء معايير خاصة تحددها الاهداف المقررة للمنظومة كما أنها تعطي المؤشرات عن مدىتحقيق الاهداف وإنجازها وتبين حجم السلبيات والإيجابيات في أي جزء من أجزاءالمنظومة .خامسا: البيئة (Environment)
تعنيالعوامل البيئية المحيطة بالمنظومة من ضوء وحرارة وتوصيل كهربائي ومقاعد وأبنيةمدرسية وظروف اجتماعية وظروف المتعلمين المادية .
وفي ضوء ما تقدم يمكن الاستنتاج بان التكنولوجيا طريقة نظامية تسير وفق المعارفالمنظمة، وتستخدم جميع الامكانات المتاحة أمادية كانت أم غير مادية، بأسلوب فعاللإنجاز العمل المرغوب فيه، إلى درجة عالية من الإتقان أو الكفاية وبذلك فانللتكنولوجيا ثلاثة معان:-
1.
التكنولوجيا كعمليات (Processes ) : وتعني التطبيقالنظامي للمعرفة العلمية.
2.
التكنولوجيا كنواتج ( Products ) : وتعني الأدوات،والأجهزة والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلمية.
3.
التكنولوجيا كعمليةونواتج معا : وتستعمل بهذا المعنى عندما يشير النص إلى العمليات ونواتجها معا، مثلتقنيات الحاسوب.
وعرف فؤاد زكريا التكنولوجيا بأنها "الأدوات والوسائل التي تستخدم لأغراض عمليةتطبيقية، والتي يستعين بها الإنسان في عمله لإكمال قواه وقدراته، وتلبية تلكالحاجات التي تظهر في إطار ظروفه الاجتماعية ومرحلته التاريخية ويتضح من هذاالتعريف ما يلي:
1. إن التكنولوجيا ليست نظرية بقدر ما هي عملية تطبيقية تهتم بالأجهزةوالأدوات.
2.إن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه.
3.إنالتكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي.
4.إن التكنولوجيا وسيلة لسد حاجاتالمجتمع.
تكنولوجيا التربية Educatioal Technology
منابرز مظاهر التجديد التربوي
ظهر هذا المصطلح نتيجة الثورة العلمية والتكنولوجية التي بدأت عام 1920م عندماأطلق العالم فين (Finn) هذا الاسم عليه.
ويعني هذا المصطلح تخطيط وإعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية منمختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل ميعها وبشكل منسجم مع العناصرالبشرية لتحقيق أهداف التعليم.
من كتاب: تكنولوجيا التعلم وحوسبة التعليم - دار غيداء، الأردن – عمان/ 2007.
للاستاذ : مصطفى نمر دعمس