بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة عمان والرحمة والمهداة محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى "وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين" فقد بين الله تعالى أن هدف رسالته هو تحقيق الرحمة والخير للناس اجمعين فقد بعث الله تعالى بهذه الرسالة السمحه للناس كافة ودعا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى تبليغها بقوله تعالى " أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة بالحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ففي ظل هذه الهجمات على الدين الاسلامي والامة الاسلامية التي نعتت وتنعت هذا الدين بما هو براء منه بإنه دين ارهاب وقتل ودمار ودماء دين تخلو من الانسانية فلا بد لنا أن نقوم بواجبنا تجاه ديننا ورسالتنا السمحه ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم نعود كما امرنا رب العالمين بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة والمجادلة بالتي هي احسن رجال مخلصين في الدعوة الحقيقية الى جوهر الاسلام
الدعوة الى عبادة الله تعالى وحده وازالة ما علق به من اوهام وخرافات صرفت البعض عن جوهره وحقيقته فمن هنا لا بد من الاقتداء بسيرة سيد البشر محمد عليه السلام.
نعود وندعو من جديد ونبدأمن انفسنا من اهلنا نصحح المسير ليكون منا قادة الدعوة يدافعون عن الاسلام واهله يبشرون ولا ينفرون مقتدين بقوله عليه عن الاسلام لأبي موسى الاشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما "بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا" فمن حرص سيد الرحمة بالناس جميعا جاءت مثل هذه الكلمات التبشير بدين الرحمة وعدم التنفير منه بأي صورة كانت والتسير على العبادة رحمة منه وعدم التشديد والاتفاق على مبادىء الاسلام وعدم الاختلاف لإن في الاتفاق إقامة للعدل والرحمة بالناس وفي الاختلاف المشقة عليهم.
فهذه رحمة الرسول عليه السلام لم تكن لإهل قريش او لإهل مكة خاصة وإنما هي للناس كافة بدليل قوله تعالى "وما ارسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا".
فمن صور رحمته حرصه الشديد على هداية الناس الى الايمان فقد روي أنه بكى عليه السلام لجنازة كافرة مرت به فلما سئل عن ذلك قال نفسي تفلتت مني الى النار.
وفد كان عليه السلام تعتريه حالات من الغم والهم والحزن لتمنع قومه عن الايمان حتى جاء خطاب الرحمن الرحيم بقوله تعالى " ولعلك باخغ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا" فقوله تعالى باخع تصوير لمبالغة النبي عليه السلام وعظيم حرصه على هدايتهم حتى كاد يهلك نفسه غما وحزنا.
ورحمته عليه السلام كانت شاملة فقد شمل فيها الرجال والنساء والاطفال والشيوخ وغير المحاربين فمن وصاياه في المرأة خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي واستوصوا بالنساء خيرا.
ورحمته عليه السلام بالاطفال والحسن والحسين فقد كان اذا سمع بكاء الاطفال في الصلاة خفف وعجل رحمة بهم ودفعا للحرج عن امهاتهم.
وبالرغم من الايذاء والتعذيب والتكذيب صبر عليه السلام ودعا لقومه بالهدايه وثبت على الدعوة الى الله وقصته عليه السلام مع اهل الطائف مشهورة حينما دعاهم لتوحيد الله وترك عبادة الاصنام فما كان منهم الا الرفض والعناد وتقليدهم الاعمى للاباء الاجداد فتركهم عائدا الى مكة المكرمة فطلبوا من صبيانهم رمي الرسول الكريم بالحجارة حتى سالت الدماء على قدميه الشريفتين فجاءه جبريل وعرض عليه إن اراد ان يدعو الله عليهم فيطبق عليهم الاخشبين فما كان من الرسول عليه السلام الا ان قال بل ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعد الله وحدة ولا يشرك به شيئا وهذا حال الداعي الى الله ان يكون حرصه على تبليغ الدعوة لا قتال الناس وجلب نفس مؤمنة خير عند الله من حمر النعم لقوله عليه السلام لعلي بن ابي طالب فوالله لأن يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
ووصاياه لجيوش المسلمين محفوظة وتدل على رحمته ومدى حرصه على تبليغ الدعوة ونشر الاسلام بقوله: انطلقوا باسم الله ولا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا .... سوف تمرون بأقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له.ووصياه ليست خاصة بالمخلوقات والادميه وانما الحيونات النباتات ولا تقطعوا نخلا ....
فهذه مقتطفات من تاريخ الاسلام ومواقف مشرفة من حياة نبي الاسلام رسول الرحمة للعالمين لا كما يدعون قال تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
رسالة في رسالة عمان الى العالم
لقد اوضحت رسالة عمان لكل ذي عين بصيرة المبادىء التي يقوم عليها الاسلام مؤكدة ان هذه المبادىء تؤلف بمجموعها قواسم مشتركة بين اتباع الديانات السماوية ان اصل الديانات واحد والمسلم يؤمن بجميع بجميع الرسل ولا يفرق بين احد منهم مما يؤسس لإيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع الديانات الاخرى ومحاورتهم لإيصال الحق لهم وبيان سماحة الاسلام وعدله.
- ان رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي عنوان اخوة اسلامية ودين يستوعب النشاط الانساني كله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- لقد اوضحت ان الاسلام كرم الانسان دون النظر الى لونه او جنسه او دينه وان منهج الدعوة الى الله يقوم على الرفق واللين والتسامح والعفو ومبدأ معاملة الاخرين بالمثل ومبدأ العدالة في معاملة الاخرين. كما اكدت على مبدأ تحريم الغدر والخيانة على اعتبار ان الاعتداء على حياة انسان هو اعتداء على حق الحياة في كل انسان.
- لقد بينت هذه الرسالة ان ديننا الحنيف يقوم على التوازن والاعتدال والتوسط والتيسير كما ردت قول المتقولين واكدت لهم ان هذا الدين ما كان يوما الا حربا على نزاعات الغلو والتطرف والتشرذم.
- اوضحت الرسالة أن الاسلام دين اخلاقي الغايات والوسائل ويسعى لخير البشر، وبينت أن الاصل في علاقة المسلمين بغيرهم هو السلم لا القتال .
- لقد رات رسالة عمان ان وسائل مقاونة الظلم واقرار العدل تكون بوسائل مشروعة وحثت الامة الاسلامية على الاخذ باسباب المنعة والقوة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق.
- لقد دعت رسالة عمان مستنيرة بهدى الاسلام اولا وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ثانيا الى الانخراط والمشاركة في المجتمع الانساني المعاصر ةالاسهام في رقيه وتقدمه بهدف ابراز حقيقة الاسلام والمسلمين والتعبير بصدق عن سلامة الايمان والعقيدة المبنية على دعوة الحق سبحانه وتعالى للتالف والتقوى.
- لقد حثت الرسالة على تطوير مناهج اعداد الدعاة بهدف التأكد من ادراكهم لروح الاسلام ومنهجه في بناء الحياة الانسانية واطلاعهم على الثقافات المعاصرة ليكون تعاملهم من مجتمعاتهم عن وعي وبصيرة والافادة من ثورة الاتصالات ورد الشبهات التي يثيرها اعداء الاسلام بطريقة علمية سلمية دون ضعف او انفعال وبأسلوب جذاب.
- شددت رسالة عمان على ترسيخ البناء التربوي للفرد المسلم القائم على الثوابت المؤسسه للثقة بالذات والعاملة على تشغيل الشخصية المتكاملة ضد المفاسد ، والاهتمام بالبحث العلمي كما وتقوم على العناية المتوازنة بالجوانب الروحية والاقتصادية والاجتماعية.
- وحددت الرسالة الاجراءات الوقائية الكفيلة بتجنب الشباب المسلمين مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والتبعية .
- واخيرا اكدت الرسالة على تفعيل المسيرة الانسانية وتحقيق الاولويات من خلال علماء المسلمين فيكونون القدوة والمثل في الدين والخلق والسلوك والخطاب الراشد المستنير.
