بــــــسم الله الرحمن الرحيم
طبريا ارتفعت راياتك فوق الحمى ……وكبرنا فيك مثلما العشب نما
ثمرا عدنا وكنت البلسما
تخليدا لمعركة خاضتها جيوش العرب من اجل كرامة الأمة وعزة الوطن، فصانت بها شرفها وكبرياءها رغم كيد المتخاذلين والمنحرفين ،" طبريا" أطلقت التسمية ليزدهي بها صرح عظيم من صروح العلم التي ما فتى الهاشميون يشيدونها في بلدنا الحبيب " طبريا " عملاقة باسمها الذي تمدد فوق مساحات الوطن بل تجاوز خطوط الجغرافيا وفواصل التاريخ طبريا صارت منجما حيا للآمال الواعدة و ستبقى نبعا للخصوبة والنماء للوطن في ظل القيادة الهاشمية الراعية لمسيرة العلم والتعليم .
في تاريخ الأردن حكايات وحكايات ،زغرد لها التاريخ وعزفت على أوتارها أمجاد البطولة , حكايات يتغنى بها الإنسان العربي ليزهو بها أحفاد شهداء مؤتة ، اليرموك، حطين و طبريا، تلك الحروف تربطنا روحا" وجسدا" مع الأرض والإنسان تحبذ لنا الوحدة في الهدف والعدو والمصير . نستجتها حبات البرتقال في سهول أريحا غناها خرير نهر الأردن بعذوبته , أية وحدة تلك التي صنعتها أيدي عظيمة وتقلدتها قلائد غار و فخر و عز , تلك التي تردد صداها في أرجاء الوطن:::: أية وحدة أفضل من تلك التي صنعتها ارادة النصر و تحدي الغاصب .
وسجل التاريخ أنه على أرض فلسطين استطاع العرب المسلمون في طبريا أن يحسموا لصالحهم جولة من جولات الصراع ضد حضارتهم وتقدمهم واستقلال بلادهم وهي الجولة التي هزموا فيها قوة الصليبيين
الزمان منذ ثمانية قرون وعلى وجه التحديد في 24 من ربيع الآخر عام 583هـ في الرابع من يوليو 1187،وعلى ارض فلسطين عَبَرَ صلاح الدين بجيشه نهر الأردن جنوبي طبريا، وبات ليلته تلك عند "الأقحوانة" ، ثمّ سار إلى "تلّ كفر سبت" في الجانب الجنوبي الغربي من طبريا. وحاول الاشتباك مع الفرنجة، فرفضوا القتال وانكفأوا راجعين. فاستولى على طبريا في 2 تمّوز / يوليو قاطعًا على العدو طريقه إلى الماء.
تحرك جيش الفرنجة نحو طبريا ، واستبشر صلاح الدين خيرا ، وأمر رجاله بالاستيلاء على عيون الماء.وصل الفرنجة إلى السهل الواقع بين لوبيا وحِطّين، و قد أضناهم التعب، وأرهقهم العطش، فشنّ صلاح الدين عليهم حملة كاسحة هربوا على اثرها إلى تلال حطّين، فطوّقتها القوات العربيّة بنطاق من الحديد ، وفي فجر يوم الجمعة ، وقعت معركة حطّين، و التحم الجيشان على مسافة ميلَيْن من حطين، فتضعضعت صفوف الفرنجة منذ الصدمة الأولى، وأهلكت سهام العرب مئات الفرسان الصليبيّين، وعمّت الفوضى، وكثر القتال. ثمّ هجم صلاح الدين مواجهًا الأعداء بالسيوف والرماح، فقتل منهم عددًا كبيرًا، وأسر عددًا أكبر، فألقى الألوف منهم سلاحهم مستسلمين.
كان النصر في حطّين نصرًا تاريخيًّا حاسمًا، فقد قرّرت نتيجة هذه المعركة مصير الممالك الصليبيّة، إذ قضت عليها القضاء التامّ، وبدأت معالم المستقبل تبرز بشكل جديد، وبدأت آمال العرب تنتعش...
وفي تلك المعركة عرف الغزاة أنّ لديار الشام من يحميها ويطردهم منها، حتى ولو ثبّتوا أقدامهم فيها لفترة من الزمان. ذلك أنّ هذه البلاد لا تخضع إلاّ لأصحابها على الدوام
لم تكن معركة حطين ،المعركة الأولى بين المسلمين والصليبيين -ولا الأخيرة- ولكنها كانت معركة فاصلة تبادل الطرفان بعدها الأدوار، فتحول المسلمون من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم، وغدا زمام المبادرة بأيديهم، وكان من نتائجها استعادتهم لبيت المقدس، وانهيار القلاع والحصون الصليبية، وأخيراً رحيل الصليبيين عن بلاد الشام ، وانتهاء حقبة الحروب الصليبية .
.,وطبريا اليوم تعود بذكرى المعركة لتمجد السيف الاخر " القلم " تأسست عام 1953 لتصبح
واحة العلم وبستان الندى وشعاع النور يجتاز المدى
فيك حل العزم والمجد ابتداء وعلى بابك شرعنا اليدا
كلما ناديتك أخضر الصدى فلتدومي صوتنا في اربد