محطات في مسيرة عطرة...... مسيرة ملك
م/ بدر منير العجلوني
مدير التربية والتعليم / منطقة اربد الاولى
يهل علينا يوم الثلاثين من كانون الثاني في كل عام معلنا لنا البهجة والفرح في كافة ارجاء الوطن ، في مثل هذا اليوم يحتفل الاردنيون وهم الاكثر اعتزازا وانتماء بعيد ميلاد القائد، ميلاد القائد ؛؛ هو احتفال بانجازات تحققت في عهد قائد عرفه الاردنيون منذ نعومة اظفاره ، هاشمي النسب عربي الدماء، ورث عن اجداده حب الوطن وخدمة الامة ، فهو المجدد المعزز ، ابن الباني ، حفيد المؤسس ، ملك حباه الله النباهة والجرأة وهمة شباب لا تعرف الشح او النضوب.
محطات للتأمل:
في عيدك سيدي نستذكر محطات تاريخية في تاريخ الاردن محطات مضئية يشرق بها الزمن ونتشرف بها نحن الاردنيين
المحطة الاولى ( هبة الله واعطية السماء)
يوم مولدك في الثلاثين من كانون الثاني حيث جاء صوت جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه في الرابع من شباط 1962 ليزف البشرى للاردنيين بمولدك ونستعيد الصوت وهو يقول" لقد كان من من البارى جل وعلا ومن فضله علي وهو الرحمن الرحيم ان وهبني عبدالله قبل بضعة ايام ، واذا كنت عين الوالد في نفسي، قد قرت بهبة واعطية السماء فان ما استشعره من سعادة وما احس به من هناء لا يرد الا الى ان عضوا جديدا قد ولد لاسرتي الاردنية وابنا جديدا قد جاء لامتي العربية "
واتبع كلماته العطرة " ومثلما انني نذرت نفسي منذ البداية لعزة هذه الاسرة ومجد تلك الامة كذلك فانني نذرت عبد الله لاسرته الكبيرة ووهبت حياته لامته المجيدة، ولسوف يكبر عبد الله ويترعرع في صفوفكم وبين اخوته واخواته من ابنائكم وبناتكم، وحين تشتد به العود ويقوى له الساعد سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده وسيذكر تلك البهجة العميقة التي شاءت محبتكم ووفاؤكم الا ان تفجر انهارها في كل قلب من قلوبكم وعندها سيعرف عبد الله كيف يكون كابيه الخادم المخلص لهذه الاسرة والجندي الامين في جيش العروبة والاسلام"
المحطة الثانية:" وارث مبادىء الثورة العربية الكبرى"
تقودنا هذه المحطة للعودة الى تاريخين وحدثين يفصل بينهما ست واربعون سنة ما بين اداء المغفور له جلالة الملك الحسين للقسم الدستوري سسنة 1953 حيث قال رحمه الله في الثاني من ايار من تلك السنة " اخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من اجلكم والعمل لخيركم والتضحية في سبيل اعزاز وطننا الغالي الذي له نحيا وفي سبيله نموت" رحم الله الحسين فقد كان وفيا وبارا بقسمه لخدمة الاردن والاردنيين. ونستذكر هنا اطلالة الحسين بن طلال في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1999 حين اختارك سيدي وليا للعهد حين قال" وانني لاتوسم فيك كل خير وقد تتلمذت على يدي وعرفت ان الاردن العزيز وارث لمبادىء الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وانه جزء لا يتجزأ من امته العربية، وان الشعب الاردني لا بد ان يكون كما كان على الدوام في طليعة ابناء امته في الدفاع عن قضاياها ومستقبل حياتها"
نعم لقد كنت يا ابا عبد الله صادقا فيما قلت... واصبحت يا سيدي الوارث لمبادىء الثورة العربية الساعي لخدمة وطنه ولأمته، وما توسمه الحسين من خير فيك نعيشه في اردننا اليوم في ظل قيادتك الحكيمة وهو ما اعلنت عنه يوم ادائك للقسم الدستوري في السابع من شباط سنة 1999 حين قلت" عهدا ان نمضي في بناء الاردن الحديث واحة للامن والاستقرار والحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وملاذا لاحرار الامة وشرفائها وانني نذرت نفسي لخدمتكم وعاهدتكم ان اكرس كل لحظة من حياتي من اجل خير الاردن ورفعته وازدهاره..."
وبعد فها هو الاردن يا سيدي بقيادتك يزهو بانجازات لا حصر لها في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والحريات السياسية وتفعيل دور وطاقات الشباب لخدمة مستقبل هذا الوطن ، وحرص هاشمي على تدعيم قواتنا المسلحة واجهزة امن ذاع صيتها وانضباطها وخدماتها في ارجاء المعمورة، وحيثما كانوا رفعوا اسم الاردن عاليا كما يستحق ، واهتمام ملكي بمظلة امان اجتماعية تطال جميع ابناء الوطن، وها هو الاردن مثالا يحتذي وقبله للباحثين عن الامان والحرية وملاذا لابناء العروبة ، ومن الاردن تنطلق بفضل قيادتكم رسالة المحبة والسلام.
في عيدك سيدي محطات للتامل نقف عندها بكل معاني الاجلال والاحترام والتقدير، نحيي فيها جهودك في الانجازات الاروع لوطن يكبر فيه العطاء كل عام بتوجيهاتكم السامية،
محطات ... يقف فيها شعبك الوفي ليراك سيدا وقائدا لاتقنع بعظم المسؤولية المناطة بك على الصعيد المحلي الوطني، بل يرى شعبك الوفي انك تحمل رؤى مستقبلية في طياتها الكثير الكثير في الحكمة المؤدية الى امل لوطننا العربي وامتنا الخالدة فها هي فلسطين ومعاناة شعبها لا تغيب عن بالك قولا وعملا صادقا ، وها هي جهودك تمتد فيها اليد الاردنية المعطاءة لمساعدة الجميع في لبنان ، بلاد الرافدين وها هي جهودك سيدي ومولاي تبرز الصورة النقية والحقيقية للاسلام واهله.
في يوم عيد ميلادك نرى كم هي عظيمة وراقية تلك الصلة الحميمة التي تربطك بشعب احبك واحببته وترجم هذا الحب استقرارا ونماء وازدهارا طال كل رقعة من الاردن ونعم به الاردنيون كافة، عيد ميلادك سيدي محطة تبرز فيها وطنك وشعبك الذي تحب وتعمل من اجله شعب تعلم من الهواشم ان لا يشكو معاناته بل يكابد ويصابر ويداوي الامه بايمان وصمت وحكمة، تعلم منك ان لا يغفل معاناة الاخرين حتى غدا القلب الاردني الكبير يسع همومه وهموم الاخرين ويعمل في مداواة جراح الاخرين ، فهذا قدر الهاشميين وقدر الاردنيين ان يكونوا في طليعة ابناء الامة المدافعين عن حقوقها.
عيد ميلادك احتفالا بانجازات عظيمة ومستمرة وان ننتقل بهداك من الاقوال الى الافعال ، لقد اوعزت ان يكون يوم ميلادك يوما من ايام العمل والتواصل مع شعبك في جميع المواقع جعلته يوما لاستمرار قوافل خير هاشمية لكل ارجاء الوطن ، ويوم عمل على مساحة الوطن باكمله.
في هذا اليوم يستذكر الاردنيين ان الاردن بقيادتك يعيش حالة امن وامان واستقرار ولقد تحقق ذلك بفضل قيادتك الهاشمية التي ورثت الصدق مع نفسها والصدق في مكاشفة شعبها وبفضل اجهزة امن مقتدرة متطورة رسالتها بتوجيهاتكم خدمة للوطن والمواطن وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة ، وبفضل مواطن اردني معطاء مخلص انت قدوته في العمل والاخلاص والتفاني ،وبفضل ذلك نحتفل بعيد ميلادك مدركين ان الفوز في الانجاز نصيب الذين يعلمون ويعملون بهدي القيادة الهاشمية.
سيدي لك البشرى بهذا الوطن الذي استمال بقيادتك وحرصك ومتابعتك وابداعات ابنائه قيم المحبة والسلام ليصبح علامة مضيئة في محيطه وفي النسيج البشري حيث الخير والمحبة ، ويستبشر بك هذا الوطن ومن يعيش على ترابه ويحتضن الدفء والصدق الهاشمي ان الغد القادم سيكون بعزيمتك وهمة شعبك هو الاجمل والاروع ، ولنا في هذا العيد ان نتطلع في كل الاتجاهات المكانية والزمانية لندرك ان مستقبل الايام يعد بالافضل انجازا والاجمل عطاءا والاروع بقاءا وتزداد ثقتنا بانفسنا عندما نتاكد اننا نسير في الاتجاه الصحيح بفضل قيادتك الفذة والحكيمة.
في هذا اليوم نقول لك سيدي : "كل عام وانت بالف خير ......... كل عام وانت في مقدمة ركب القادة الذين يعملون لخير شعوبهم والبشرية... كل عام وانت حادي ركب رواد يصنعون مجدا لشعوبهم ويعملون بالجهد الخير لتعزيز قيم المحبة والسلام والعدالة...
في عيدك نهتف باسمك بقلوب تفيض حبا وولاء ، وإخلاصا داعين المولى عز وجل أن يسدد خطاك ويأخذ بيدك في مواصلة قيادة مسيرة الخير والعطاء التي قادها الغر الميامين من بني هاشم الأطهار الذين حملوا راية الحرية رسالة تحمل فكر الهاشميين تألقت فيها كل معاني الحب والوفاء والإخلاص للأمة وترسخت فيها أنبل قيم الكرامة الإنسانية في نيل الحرية ذلك الفكر الهاشمي الذي نعتز بشرف الانتماء إليه والذي نسير على نهجه قولا" وعملا"
كل عام وانت يا سيدي والانقياء الشرفاء الصادقين في هذا البلد بالف خير ادام الله في عمرك وعزز ملكك ماضيا في مد جسور المحبة والسلام بين الامم والشعوب في عالم لا يحول بينه وبين الانهيار سوى بقية خير في قادة عظام وانت رائدهم ليستمر النذر الهاشمي نذر العطاء والخير