الهاشميون
(فرسان العصر)
عبد المهدي شطناوي
إنها حكاية تدور كل عام و تطوف كل بيت في هذا الوطن ، تزفها عرائس من السماء ، و تغني لها أوراق الحور و الصفصاف ، و لقد سها النهر و البحر حين يخط على جبينها وشم الغار لتصير أغنية الجلال و ملحمة الرجال ..
إنها حكاية الملك الإنسان ، حكاية الوفاء و الحب و الفداء .. حكاية الهاشمين
الذين اقترن اسمهم بالوطن اقتران النور بالشمس ، و اقتران الخير و العطاء بالغيث و الندى ، الهاشميون الذين ارسوا دعائم هذا الوطن ، و رفعوا بيارق مجده حتى غدا يعانق السحاب . و حتى غدا الأردن وشماً جميلاً على خارطة الدنيا يصعب محوه أو تجاهله
فمنذ بدايات القرن العشرين حينما وطئت أقدام شريف مكة الحسين بن علي طيب الله ثراه أرض هذه البلاد ، و رسى حكم الملك المؤسس في هذا الوطن و ساد وتولى الملك طلال الراية و وضع الدستور ، و تسلم الملك الباني الحسين المعظم الراية بدأت رحلة البناء الحضاري لهذا الوطن فبنى الأردن الحديث أردن المؤسسات و أرسى السلام في أرض السلام لشعب السلام ، و يرحل الملك الكبير و يتسلم الراية فارس هاشمي رضع لبان الشجاعة و النخوة و الحمية و الكرامة ، من بيت هاشمي عريق ، ليكمل مسيرة الآباء و الأجداد رحلة البناء و الإنجاز ، فأرسى قواعد العلم و المعرفة و الحضارة متخذاً من فكر الحسين نهج حياة.
أخذ الراية و طار بها عاليةً خفاقةً ظلالها السيوف و صهيل الخيول و فيها ظلال الجد المؤسس و عبقرية القائد الباني ، و على دفاتر الوطن ترى ثورة فكر الملك الطموح و عمق تطلعات العالم الفذ و شجاعة الفارس المغوار و حكمة الحليم المتمرس الضارب في عمق الصحراء ، و اعتلى ذرا المجد، ليقطف من العلياء كل صعب منيع ليضيفه في لحظة ما إلى انجازات الوطن , ولم يكن عبد الله الثاني في يوم ما متطرفا أو متعصبا , بل كان وسطي المنهج , حيث اتخذ القرآن أو السنة نهج الحياة حيث تمخض عن هذا المنهج الوسطي رسالة عمان التي كانت مثالا يحتذى للعالم في إفكارها ولما احتوته من دعوة للالتزام بالخلق النبيل والصدق في العمل والالتزام الأمين في الدعوة لبناء عالم يقوم على الحب والوفاء والانتماء ومحبة النفس ومحبة الإنسانية جمعاء.
نعم هذا ما أراده عبد الله الثاني الملك الإنسان الرقيق الرفيق العطوف البشوش الكريم , الذي يحلم بمجتمع مثالي في كل شيء , فهو يمتاز بما لايمتاز به غيره من الساسة والملوك والامراء والسلاطين من تواضع جم , وعلم غزير , وحلم كثير , وعفو عظيم وحكمة بالغة وبعد نظر
فهل رأيتم ملكا أو زعيما في عصرنا هذا ؟؟؟؟؟, عصر الأنانية , عصر الظلم والهيمنة وحب الحياة والمال, هل رأيتم ملكا يطوف البلاد شرقا وغربا متفقدا أحوال أبناء شعبه ؟؟ هل رأيتم ملكا يجالس الفقراء والمستضعفين في بيوتهم وكهوفهم المظلمة ؟؟؟, هل سمعتم ملكا يستمع لنداءات مواطنيه ممن ألم بهم الفقر فيجيب نداءهم ويلبي طلباتهم ويوفر لهم دواءهم ويأمر بعلاجهم , أنا شخصيا لم اسمع ولم أرى بعد سوى الهاشميين .
الهاشميون هم الوحيدون الذين يفعلون ذلك لأنهم أبناء رسالة , لأنهم آل البيت الأطهار الذين جبلوا على حب أمتهم ودينهم وخدمة شعوبهم لان رسالتهم عنوانها الحب ومتنها الوفاء وختامها الفداء.
لقد تربى عبدا لله الثاني في مدرسة الهواشم فكان خير من حمل الرسالة وأدى الأمانة , لايعرف للراحة طريقا , همه رفعة وطنه وسعادة شعبة حتى غدا , اهزوجه على كل لسان من أبناء شعبة .
فهو لا يتوانى عن تقديم كل ما يملك في سبيل خدمة امته فكم من مرة تبرع بماله الخاص للمحتاجين والفقراء؟؟؟؟::::: وكم من طالب تعلم على نفقة جلالته:::::::::::: وكم من مرة تبرع بدمه للجرحى الذين كانو يحلمون بنقطة دم تعيد لهم الحياة لقد شاهدته كما شاهده الكثيرون مثلي وهو يتبرع بدمه ويحمل طرود الدواء لارسالها للمحتاجين من ابنا فلسطين وغزة وافغانستان والعراق والبوسنة لقد اثارت في تك المشاهد المشاعر فقلت:
اروني مليكا جاد يوما بدمه سوى عبد الله بالدم والمال تبرعا
ما تناهت اليه صرخة من شعبه باقصى الارض الا طار اليها مسرعا
حمل الدواء بحضنه وتألما ليشفي به طفلا رضيعا او شيوخا ركعا
نعم انه عبد الله الانسان الذي كان يفاجيء الفقراء في بيوتهم ليطمئن عليهم وهوالحريص كل ذرة في هذا الوطن
ادامك الله يا سيد الامة وقائدها لنظل نرفد من نبض عطائهم ونستقوي بهمة عزائمكم ونتعلم من دروس شهامتكم ومن اخلاقكم
فرعاك الله ياسيدي وحماك وسدد على طريق الخير خطاك و
وختاما اقول: ياسيدي من عهدك اعرفناك للامة وفي
وبهمة الابطال تتحلى
وراينا فيك من حكم لقمان وهيبة عمر
وكرم عثمان وسماحة عيسى النبي
فاسلم لنا يا سيدي
وكل عام يا مولاي وانتم والوطن بالف خير
عبد المهدي شطناوي