بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الهاشميين
الهاشميون هم ال عبد المطلب من احفاد اسماعيل بن ابراهيم-عليهما السلام و"عبد المطلب" هو جد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي ينتسب اليه احفاده من ابنته "فاطمة الزهراء" زوج "علي بن ابي طالب" , واليهما ينتسب شريف مكة – الحسين بن علي- من نجله "الحسن" وهو صاحب رصاصة "الثورة العربية الكبرى" التي اطلقها من شرفة المسجد الحرام في العاشر من حزيران عام الف وتسعمائة وستة عشر للميلاد, ايذانا بثورة العرب لتحريرهم من قيود التبعية للامم الاخرى, فالله سبحانه وتعالى شرف العرب بحمل رسالة الدين الاسلامي الى العالمين, فأوصلها الى الصين شرقا والاتدلس غربا ثم ضعفوا وهانوا بعد ان تخلو عن رسالتهم, فتسلطت عليهم الامم الاخرى, وغزتهم في عقر دارهم, وظلوا يراوحون بين مد وجزر, تارة يهزمون, وتارة ينتصرون, حتى انتصر الانجليز والفرنسيون في الحرب العالمية الاولى خلال الفترة من عام 1914م الى عام 1918م, وتمكنوا من السيطرة على جميع البلاد العربية التي كانت في التبعية العثمانية.
لقد حاول شريف مكة "الحسين بن علي" استغلال الظروف الدولية لمصلحة ابناء وطنه البي الكبير فوقع معاهدة مع الانجليز والفرنسيين لتحقيق الاستقلال وتحرير الامة العربية من التبعية العثمانية, وقاد احرار العرب في المشرق العربي لتحقيق هذه الغاية النبيلة التي تنسجم مع رسالته الممتدة تاريخيا, ودينيا, وعربيا, وانسانيا, الى جده الاعظم ؤرسول الله –صلى الله عليه وسلم- ولكن الانجليز والفرنسيين بعد انتصارهم في الحرب, غدروا بشريف مكة,وتنكروا لعهودهن ومواثيقهم معه, ونفوه الى قبرص, واخرجوا ابناءه من الحجاز, وقضوا على الشرعية الدينية التي كانت تتمثل في شرافة مكة طيلة مدة الحكم العثماني للبلاد العربية اتي استمرت اربعة قرون كاملة, من (1516م – 1916م) , وعندما دنا اجل شريف مكة عام 1913م احضره ابنه الامير/ الملك عبدالله المؤس الى عمان ليشرف على علاجه, وحضرته الوفاة فيها, ولكنه اوصى ان يدفن بجوار المسجد الاقصى, متمثلا في ذلك رسالة جده الاعظم في رحلة" الاسراء والمعراج" فكان ما اراد, فحمل ابناءه الرسالة من بعده واستمرت المؤامرة على الهاشميين من قبل الدولالاجنبية وبعض الدول العربية من الطامعين بالحكم, فكان اخراج الهاشميين من الحجاز, وانهاء مملكة علي النجل الاكبر لشريف مكة ونفيه الى العراق عام 1927م, وكان اغتيال الملك غازي بن فيصل الاول في العراق عام 1937م, واغتيال الملك عبدالله المؤسس في القدس وهو يؤدي صلاة الجمعة في المسجد الاقصى عام 1951م, ثم كان الانقلاب على الحكم الهاشمي الفيصلي في العراق عام 1958م ومذبحتهم التاريخية الثانية, بعد مذبحتهم الاولى في "كربلاء" في عهد "يزيد بن معاويه" وكان الانجليز والفرنسيون قد مهدوا خلال فترة الانتداب بين الحربين العالميتين الاولى والثانية, من (عام 1918م – 1945م) الى ترسيخ معاهدة(سايكس-بيكو 1916م) في تقسيم المشرق العربي الى (ثلاث عشرة دويلة), وتحقيق وعد بلفور عام 1917م, بقيام دولة لليهود في فلسطين عام 1948م, وقد اعترفت بها هيئة الامم بعد رفض العرب مشروع فرار التقسيم عام 1947م.
وانحسر الوجود الهاشمي في الدولة الاردنية التي تضم شرق الاردن والضفة الغربية التي لم يتمكن اليهود من احتلالها عام 1948م من اراضي فلسطين, وقد حاول الملك الهاشمي "الحسين بن طلال" طيلة فترة حكمه الممتدة من (1953 – 1999م) ان يجمع شمل العرب, ويوحد كلمتهم, من اجل استرداد اوطانه ومقدساتهم المغتصبة, والحفاظ على هويتهم, ولكنهم ما زالوا علىهوانهم وضعفهم وانقساماتهم, وتنافرهم, وبعد وفاة الملك الباني الحسين بن طلال عام 1999م, حمل الراية الهاشمية من بعه نجله جلالة الملك "عبدالله الثاني", والذي ما زال منذ توليه للحكم يسعى لجمع كلمة هذه الامة وتوحيد مواقفها من اجل استرداد ما اغتصب عام 1967م من ارض فلسطين وبقية الاجزاء المفقودة, او المحتلة من هذا الوطن العربي.فرسالة الهاشميي(دينية, وقومية, وتاريخية وانسانية), وهم بقيادة عميد ال البيت, يشيدون ملكهم على هذا الثغر الاردني من ثغولر الوطن-ثغر الرباط في سبيل الله= الى يوم القيامة.
حفظهم الله-وادام حكمهم, وعى مسيرتهم, انه سميع مجيب.