صمت .. أيام الصراخ
ليس دفاعاً إنما فهماً للصامتين
من الخطأ التعامل مع حالات الصمت التي يبديها البعض في مواقف من الحياة تتطلب الصراخ دفاعا عن الحق أو الكلام على الأقل على أنها حالة واحدة، فالصمت أيام توجب الصراخ والجهر بالحق على أنواع:
1- الصمت بمعنى الدونية، فأنا لا رأي لي وأنا نفسي لا أحترم نفسي، فذلك أصعب أنواع الصمت.
2- الصمت بمعنى السلبية ، فانا لا دخل لي ولا يهمني ، فهذا أحقر أنواع الصمت.
3- الصراخ يرتدي ثوب الصمت: هنا الصمت قمة في الإيجابية إذا رافقه عمل سريٌّ جاد ، وهنا يكون الصمت أبلغ من الكلام. فهو صمت حــق.
4- الصمت يرتدي ثوب الصراخ: أو الصمت المتنكر بالصراخ وهو الجهل المركب على الخوف فهو أجهل أنواع الصمت، فتراه يصرخ ويتكلم في أحاديث بعيدة عن الموضوع التي يجب أن يصرخ أو أن يتكلم من أجله
مثال: يعتدي على أهل بيته ، يصرخ على أقاربه ، يهين أصدقائه ، يناقش الثورة في مصر وهو في سورية ...
وهنا أفضل شيء أن يبعنا هذا الشخص سكوته ولو كان بالذهب.
5- الصمت جهلا بما يتوجب له الصراخ وذلك نصف العلم، وإن تم لصاحبنا العلم تراه يصرخ مع الصارخين.
6- الصمت بمعنى الاستسلام وقلة الحيلة ، اسكت أحسن لك وامشي الحيط الحيط وأحسن شي ما تقول شي. وهذا النوع يموت وهو على قيد الحياة ، ولن نفقد شيئاً إن مات جسده يعني عادي، ترحموا على أخوكم السيد عادي ابن عادي الاعتيادي. فهو أموت أنواع الصمت.
7- الصمت مع الرفض الداخلي والتكلم بيناتنا واصحك تحكي لحدا، وذلك أضعف الإيمان أي أضعف أنواع الصمت، ولكن حينما يتوجب الكلام هو صمت مرفوض وهو دون الإيمان بدرجات.
8- الصمت الانتقائي هو اختيار لحالة الصمت في أماكن والكلام في أماكن الأخرى وله نوعين:
الصمت الانتقائي حكمةً أو حيلةً : وهنا يشابه حالة الصراخ الذي يرتدي ثوب الصمت
الصمت الانتقائي خوفاً وهروبــاً : وهنا يشبه حالة الصمت بمعنى الاستسلام وقلة الحيلة
فأيُّ نوعٍ من الصامتين أنت ؟!