من أعظم ما يستعذ منه المرء
ومن أعظم مايستعيذ المرء منه، أن يستعيذ بالله من خزي الدنيا والآخرة، قال الله _جل وعلا_ عن الخليل إبراهيم: {ولاتخزني يوم يبعثون يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم}. الله _جل وعلا_ أنزل على عباده لباس، قال: {قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا} فعيوب الجسد يسترها اللباس أيا كانت، عيوب الآخرة فضائح الآخرة لايسترها إلا التقوى، ولهذا قال الله _جل وعلا_: {ولباس التقوى ذلك خير}فمن لبس التقوى في دنياه سُتر يوم القيامة، ومن أسباب الستر يوم القيامة، ألاتفضح مسلما، ولاتفرح أبدا بأن يفضح مسلم، ولاتسعى بخطوة، ولابكلمة، ولابيدك، ولاببلتوث تنشره، ولابأي شيء في فضيحة أحد وقع في معصية، فإن باب التوبة مفتوح، لاتدري لعل الله يتوب عليه فيبقى عليك إثم نشر فضيحته، كلما استطعت أن تستر على مسلم استر، فلوجاءك في جوالك شيء لاطاقة لك به، يصور فلانا أو زيدا أو عمرا، أول عمل اسأل الله العافية ثم امسحه ولاتبالي،فإن من أعظم مايدخره المسلم عند ربه الستر على المسلمين، أيا كانت أحوالهم، ويبقى يستر غيره ولا يحاول أن يفضحهم، مع وجل في القلب، نحو ربه ،_تبارك وتعالى_؛ لإن يوم القيامة سماه الله _جل وعلا_ يوم التغابن، يغبن الناس بعضهم بعضا، على مايرون، والعاقل من استعد للقاء الله _جل وعلا_ في هذا اليوم، بصلواته، وبر والديه، وبعمله الصالح، وبالستر على المسلمين.