عش حياتك... لا تقف
يقابل الواحد منا مواقف عديدة في الحياة ... مواقف قد لا تكون باليسيرة فتعيد توجهات كثيرة بداخلنا ,أو تجعلنا
تحت إرادة تغير ما اعتدناه من نبل خُلق وفضيل خصال تغيراً جذري لنواكب ما نمر به ولنحمي أنفسنا أمام الآخرين
وداخلنا أمام نفوسنا المتعبة ...
لو سألنا أنفسنا بصدق وبعين بصيرة : ما الذي يجبرنا على ذلك ؟؟!
دعوني أردف الجواب لنبصر سويةً ما نحن غافلين عنه تماماً ...
( كثرة الوقوف ,,, وقبول الرضوخ )
هذا الجواب بإفصاح وكل واحد سيترجمه حسب ثقافاته ووقفاته في الحياة .
أنت ... نعم أنت ... ما الحياة إلا بحور ,,وما أنت إلا سبَّاح من هنا لهناك تغوص وتدور.
فخُيِّل إليك كبر المساحة واتساعها ,, وعمق الضفاف وغلبة مداها .
علمت ... أن إحسانك قوبل بإساءة فتوقفت !
علمت ... أن أحدهم رمى الأحجار جاهداً لتتعثر فتوقفت !
علمت ... أن هذا غرس خنجراً بداخلك لتنزف ... فتوقفت !
علمت ... أن ذاك همز ولمز وبالسخرية رماك ... فوقفت !
علمت ... أن الفقد أخذ أُناس ملكوا مساحة من داخلك وسكنوا فؤادك بصدق ونقاء فتوقفت !
علمت ... أن الدنيا كسرت أشرعة قاربك الصغير لتتيه فتوقفت !
علمت ... أنها هي لا غيرها من صوبت سهامها لتقتل قلبك بالأسى وتعيث فيك الأحزان فتوقفت !
علمت ...أن نجاحها صافح شمالك مرة ليخذل يمينك عشرات بل ألآلاف المرات فتوقفت !
بين كل المراحل والوقفات السابقة أقول :-
انهض ,,غير متناسي ما مر بك أو ما كنت فيه ,,بل عشه للحظته فقط .
عشه بكل احتواء لتودعه ذاهباً عنه,, فيذهب مثلك حيث لا رجعه .
انهض ,, كي لا ينسيك الوقوف ما أمامك , فتُحار بعقل يتخبطه اليأس وعدم الثقة بالله .
انهض ...وإن كثر سقوطك , أقم لروحك مسيرة إنجاز تتقدم خطوة بخطوة .
ولا تبقها دون حراك فتقتل بالوأد ...
انهض ... وعش حياتك فالكون معطاء والرب يعطي من يشاء ما يشاء بغير حساب ..
انهض ... فما أحزنك إلا ليفرحك وما أضاقها إلا ليُوسعها ,وما أضناك إلا ليسعدك ,وما أبلاك
إلا ليسمع صوتك , ويرى قربك له وحده لا لغيره من إنس ونعم ودنيا تريدها ....
انهض ... لتعش حياتك ولا تقف !!!!
عش حياتك ...لا تقف .... عشها بالإيمان ,, عشها بالصبر والرضى ,,بالحمد والشكر
بحسن الظن والفأل الطيب ....
عش حياتك لا تقف .... بترقب لأملها مهما بعد ,,, ولخيرها مهما كسد ...
عش حياتك لا تقف ... عشها مهما عصفت بك رياحها.
ومهما علت في وجهك أمواجها .. عشها ... مهما نثرت رمالها لتُدمِع عينيك ...
عشها لا تقف راكناً لأحد لأركانها ( فالكل يسير ,والجميع منطلق ,وأنت هناك قابع )
عش حياتك لا تقِف ...
عشها لحظة بلحظة ,,وساعة بساعة , وموقف بموقفه , كي لا يترسب بداخلك حُطامها
ولا يدعم بذاكرتك إلا كل حب وخير
عش حياتك لا تقِف .. واثق بالله متأملاً رضاه
عش حياتك لا تقِف .. متيقناً بالفرج طالباً لليسر ممسكاً بالنصر ...
يعيي بأعلى صوت ( عيشوا حياتكم أحبتي ... ولا تقفوا مهما كان .... لا تقفوا )
بقلمي في لحظة تأمل ^_^