كيف تصل إلى القمة

كيف تصل إلى القمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دعما أجده واجباً علي لتطوير هذا المنتدى المبارك وجهداً أرى أن جميع المشاركين يستحقون أكثر مما نقدمه أقدم لكم هذه السلسلة المتواضعة من برنامج وكتاب كيف تصل إلى القمة والذي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع به وإليكم أولى الحلقات والمشاركات وأعدكم بتتابعها إنشاء الله تعالى



إطار الإدراك ( إعرف قدراتك وإمكاناتك قبل أن تتحرك خطوة واحدة )


في يوم من الأيام تقابلت مع أحد الأصدقاء القدامى أرمز له بإسم صابر وجدته في حالة مزرية من ضيق ذات اليد وكثرة العيال فحاولت أن أعينه ببعض الأفكار التي ستحسن من حياته إن شاء الله ولكنه كان يرفض أي اقتراح وأية فكرة فسألته متعجباً لماذا هذا الرفض القاطع ؟ قال أنا إنسان فاشل لا حظ لي هذه في الحياة إلا أنني أنجب العيال وأعيش عالة على المجتمع حتى ينتهي بي المطاف إلى حفرتي المرتقبة . فقلت له دعني أسالك سؤال . هل أتاك خبر من السماء مفاده ماقلت ؟ قال لا واستغفر الله ولكني جربت ولا فائدة ولم اترك باب إلا طرقته فلا تعيدني إلى دوامة الهلاك وقد نجوت من السجون بأعجوبة فقلت له ماذا فعلت اشرح لي ؟ قال لقد جربت ودخلت في كثير من المشاريع والشراكات ففشلت وقص علي قصص تشيب منها مفارق الولدان من مغامرات جريئة وشراكات ساذجة . عندها عرفت السبب ثم سألته وأنا اعرف الإجابة . هل كان لك خبرة في مشاريعك قال لا ولكني كغيري حاولت كما حاولوا فنجحوا وفشلت وربحوا وخسرت وتمكنوا مما أرادوا ولم أصل إلى شيء مما حلمت فقلت له إن غيرك لم يغامروا مثلك لأنهم عرفوا ما يريدون وعملوا في حدود قدراتهم المادية والمعرفية وكان لهم من يوجههم وأنت لم تحدد وجهتك ولم تعرف هدفك بالضبط وعملت في مجال اكبر من إمكاناتك ألمعرفية والمادية ولم يكن لك من يعينك وينصحك والأسوأ من ذلك كنت سريع في إتخاذ قراراتك تثق في كل من ابتسم لك حتى كان أأمن الشركاء من أعاد لك رأس مالك بدون أرباح أما أسواهم من لم يبقي لك إلا الدين المترتب على مشروعك لكي تسدده وفر برأس المال والأرباح . لا تلوم القدر فالله لم يخلق أحد بدون رزق ولا تلوم إلا نفسك ولكن استفد مما حدث لك إبدء في عمل تعرفه تماما وفي حدود قدرتك وإمكاناتك ولا بأس إذا أردت أن تشارك أحد على أن يكون للصداقة حقوقها وللعمل حقه أما إن تترك الحبل على الغارب فستستيقظ ذات يوم وقد هرب الجمل بما حمل وعندها أما تلقي بنفسك في مغامرة لا خبرة لك بها ولا مقدرة فلا تلوم إلا نفسك إذا وجدت نفسك خلف أبواب مؤصدة لا حول لك بها ولا قوة
اعلم بأنك تستطيع أن تصل إلى ماتريد وتحقق أهدافك إذا عملت بهذه الطريقة وسلكت هذه المسيرة واستخدمت عقلك وذكائك فستحصل على بغيتك فأنت ذكي ولك عقل راجح فاستغله وأحسن استعماله واستشر أهل الخبرة والاختصاص واعدك بالنصر والتوفيق بإذن الله


أخي الكريم أختي الكريمة :


قبل أن نبدأ في موضوعنا ونسترسل في الشرح سأعطيك مفتاح هام جداً فاحرص على امتلاكه فقد تكون في قيد ومعوق يجب أن تتخلص منه بأية وسيلة وإليك هذا المفتاح ( إطار الإدراك ) كما عرفناها
هي عبارات تطلقها على نفسك معتقدا أنها تعني قدراتك وإمكاناتك فتحد من طاقتك وترهقك أو تشحذ من همتك وتقويك
فما معنا ذلك أيضا ! البعض يتحدث عن نفسه بأسلوب سلبي جداً ويحطم معنوياته بعبارات اليأس والإحباط والفشل وهو في الواقع إنسان عادي مثله مثل غيره من الناس قد ينجح وقد يفشل وبالتأكيد انه نجح في بعض أمور حياته وبالتأكيد انه فشل كغيره في أمور أخرى غير انه يرى الفشل ويركز عليه و يعظم صورته في نفسه فتؤثر هذه الصورة في مشاعره ومعنوياته
فان كان ذكي لبيب مثلك أيها القارئ الكريم فإنه سيركز على النجاحات و لو كانت صغيرة ويعظمها ويكبرها في مخيلته ويرددها ويفتخر بها بينه وبين ذاته في حوار داخلي هادئ و جميل وكأنه ينسج خيوط المحبة بينه وبين نفسه التي بين جنبيه و يذكر ذلك النجاح لمن يحب ويعتز به فتزداد صورته الداخلية إشراقاً و حبه لنفسه وثقته بها قوة فيصبح هذا الرجل أو هذه المرأة إنسان إيجابي وإذا أراد أن يسير نحو ما يريد فكَْر بموضوعية وحكمة وعرف ما يريد بالضبط ثم عرف ما يجب أن يفعله تجاه ما يريد لأنه يؤمن بقدرته على تحقيقه فسار نحو الحل ووصل إلى ما يريد وهذا هو الإنسان الناجح فهذا الذي يقول ليس هناك فشل ولكن تجارب تقود إلى نجاح

أما الشخص الآخر الذي لا أعتقد أنه بيننا وإن وجد فقد أهديناه هذا المفتاح من صناعة الناجحين والذي يحمل علامة الجودة العالمية للتفوق والنجاح من خبراء النفس البشرية وحكمائها ومجربيها فنقول له إن أطلقت على نفسك عبارات سلبية فلن ترى صورتك ولن تعترف بها وصورتك الذاتية لن تعترف بك فهي تبحث بطبيعتها عن النجاح وأنت تعيقها وتكبلها فلن تراها ولن تثق بها وسيصبح بينك وبينها جفاء أخي الحبيب عندما تشرق صورتك وتتصادق مع نفسك ستعرف ما تريد بالضبط وستعرف ما يجب أن تفعله لكي تصل إليه وستجد الإيمان والثقة بقدرتك على أن تحقق ما تصبو إليه ستسير لا محالة نحو الحل والهدف المنشود فاحرص على هذا المفتاح واحذر من أن تضع صورتك في زاوية مظلمة وأنت لديك إمكانات وقدرات لا حدود لها ، لديك عقل لم تستخدم منه سوا مالا يصل إلى 4% فقط فأنت كائن متمكن قوي قادر بإذن الله لأنك نفخة من روح الله فلا تستهدين بها وكرمك الله على سائر المخلوقات بالعقل والتدبر فلا تحد منه فتنزل إلى مستوى البهائم التي تأكل وتشرب وتفر من الأخطار بفضل حاسة الشم التي لديها أما أنت فأنت المكلف و المسئول شئت أم أبيت فكن على قدر المسؤولية

على قدر أهل العزم تأتي العزائم **** وتأتي على قدر الكرام المكارم ( المتنبي)

وأنت تمتلك عينين ولسان وشفتين و قد هداك ربك النجدين فأيهما تختار ؟

لاتكن كالماء الراكد فإنه يصيبه العفن ولا تتردد ولا تسمح لغيرك بأن يسيّر حياتك
قُد نفسك بنفسك واصنع أهدافك و اتخذ قراراتك أنت فأنت وحدك من ستصنع شخصيتك




فهل اتفقنا على ذلك ؟ أنا متأكد بأنك توافقني على هذا ومتأكد أيضاً أنك عندما تكمل قراءة مهارات تحقيق الهدف ستعرف انه بإمكانك أن تحقق ما تريد بإذن الله

إذاً تذكر بأن مفتاح الباب الأول هو

( تحدث عن نفسك بايجابية وتذكر بأن العبارات التي تطلقها وتعني نفسك وشخصيتك يجب أن تكون ايجابية وقوية )

فكيف سينجح أي مشروع دون تمرحل وتنقل مناسب ومنسجم و متكامل وإلا فستجد أنك تنتقل من مرحلة إلى أخرى ثم تعود لتكمل ما تركت فلا تستطيع إكماله وتضيع الأمور عليك وتصاب بالإحباط والملل
[size=150]على المربي أن ينظر مدى فهم طلابه للمادة مرحلة بعد مرحلة وإلا فلا ينتقل إلى ما بعدها إلا إذا تأكد من أن الطالب قد فهم ما سبق وعلى الإداري أن ينظم إدارته ويجدول مهامه وان يتأكد بأنه قد أكمل مرحلته الحالية قبل أن ينتقل إلى التي بعدها وعلى الداعية أن يتمرحل مع المدعوين فليراعي قيمهم ومستواهم الثقافي و معتقداتهم فلا يحدثهم بمالا يعلمون أو يكلفهم مالا يطيقون قال عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه : حَدِّثوا الناسَ بما يَعرِفونَ، أَتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ اللّهُ ورسولُه؟
كنت مرة استمع لخطبة جمعة وتحدّث الخطيب عن وصف الجنة وذكر مما ذكر أن الرمانة بها كالناقة العشراء وبعد أن خرجنا من المسجد قال أحد الحاضرين مازحاً مصدقاً ومستغرب بل واعتقد انه مشكك في كلام الخطيب ويتوقع أن الخطيب استقى الحديث من الأحاديث الموضوعة ونحوها كما يسمع أن هناك أحاديث موضوعة
فقال مازحاً سنأكل رمانة مثل الناقة فقلت له إن الإنسان في الجنة يصبح طوله ستون ذراع أي تصبح الرمانة بيده كحال رمانتنا هذه بأيدينا فقال ولكن الشيخ لم يذكر ذلك وصدق فالشيخ لم يذكر ذلك فعدت للشيخ لا حقاً ونبهته لذلك فقال قد ذكرتها في الجمعة الماضية في الجزء الأول ولكنني سأعود واذكّر بها في الجزء القادم إن شاء الله . هذا أمر بسيط فكيف بالمعتقدات التي قد ترسخت في عقول البشر
ولنا بحث مفصل في ذلك كل جزء وكل نشاط كيف يمكن أن تتمر حل فيه و تجدوله
إذا خلاصة القول اعرف المراحل التي يجب أن تمر بها فان لم تعرفها فستتيه في الطريق ولن تصل أبدا اعرف الخريطة جيدا ودرجات تنقلك حتى تصل إلى مبتغاك
في إحدى الدول العربية قال لي أحد أصدقائي بان أربعة من معارفه قرروا أن يمتلك كل واحد منهم سيارة أجرة وكان هذا الأمر صعب بل مستحيل بالنسبة لهم من الناحية المادية غير إنهم لم يعدوا ذلك مستحيل وكانت ثقتهم بالله ثم بأنفسهم بأنهم قادرون على تحقيق هدفهم المنشود فأداروا عقولهم وعصفوا بأفكارهم فخرجت أفكار عديدة لا حدود لها وبرقت أقوى الأفكار فكانت كالتالي اجتمع الأربعة ودفعوا مبلغ مقدم لسيارة واحدة بالتقسيط وعملوا جميعا بجد وفي السنة الثانية جمعوا فائض من الأقساط ودفعوه مقدم لسيارة ثانية وفي السنة الثالثة استطاعوا أن يدفعوا مقدم لسيارتين إضافية بالتقسيط فأصبح لديهم أربع سيارات أي لكل واحد منهم سيارة مستقلة فتقاسموا السيارات وتراضوا على فوارق الأسعار بالنسبة للقديم والجديد واستقل كل منهم بسيارة ونجح الجميع ( لقد حددوا الهدف و عرفوا الطريق و الخطوات والمراحل وساروا جميعا بالتزام وجد فوصلوا جميعا إلى ما أرادوا )

وأمر هام جدا وهو أن تراعي التدرج حتى في تخيل مراحل هدفك واستمتع باجتياز مراحله حتى تصل إلى قمته هذا يعطيك معايشة مستقبلية لمراحل الهدف وسنأتي عليها في باب المعايشة المستقبلية

ضع معيار وموجه لك في طريق هدفك :
أتعرف لو أنك وضعت بوصلة وسرت في طريق ما , مألذي سيحدث للبوصلة إذا انحرفت عن مسارك ؟ ستلاحظ أن المؤشر قد تحرك يمنة أو يسرة وعندها ستعود إلى خطك الذي رسمت . وهكذا في طريق النجاح وتحقيق الأهداف وأثناء جدولة الخطوات السابقة التي ذكرناها في البند السادس . فأثناء السير لا تنتقل من مرحلة إلى أخرى إلا وقد أتممت المرحلة الأولى ثم انظر إلى المدة الزمنية التي حددتها هل كانت كافية أم أنك احتجت إلى المزيد منها ثم انظر إلى نفسك هل أنت تسير وفق خطتك التي رسمت ونحو هدفك أم أنك انحرفت وانشغلت بأمور فرعية قادتك إلى طرق بعيدة عن خط سيرك وابسط مثال هل رأيت الإعلاميين عندما يديرون حوارا تهم الساخنة والمشاهدون يتداخلون معهم في الحديث وهذا يتحدث والآخر ينتقد فيخرجون عن المسار الحقيقي فيعيدهم الإعلامي اللبق إلى المسار الأصلي ولا يترك الموضوع يتشعب أو يضيع صلبه
وهنا أعطيك لعبة للتسلية والفائدة جميلة ورائعة إذا جلست في مجلس أخوي أو عائلي جميل دع الجميع يتحدث وراقبهم وارصد نقاط تحول الحديث وبعد فترة اسألهم وقل لهم كيف وصلنا إلى هذا الموضوع الذي نحن فيه الآن ؟ لنعد جميعا ونتذكر ما الذي ربطنا بهذا الموضوع ستجدهم من أول وهلة يندهشون ثم سيبدأون في البحث متراجعين من آخر حوار إلى ماقبله فإذا وجدتموه ابحث عن الموضوع السابق الذي تحولتم منه ثم الذي قبله ثم الذي قبله وهكذا حتى تصل إلى أول حوار كنتم فيه جربها ستجدها ممتعة ومسلية ومفيدة أيضا
آخي الكريم لو أن قائد طائرة انحرف عن مساره قليلا فلن يصل إلى وجهته أبدا ولو أن باحث انحرف عن موضوع بحثه فسيتحدث عن أمور لا علاقة له بها وسيذهب إلى مواضيع يتشتت ذهنه فيها أو كان في مختبره قد لا يصل إلى ما يريد أن يعرفه ويذهب جهده ووقته أدراج الرياح والمعيار للمحافظة على وجهتك اسأل هذا السؤال باستمرار ماذا أريد ومالذي حققته حتى الآن ؟
أخي الكريم أختي الكريمة إن ما يسمى بالتغذية الراجعة المستمرة , هي أن تتابع الإجابة عن هذا السؤال ترى انجازاتك باستمرار هل أنت في نفس الاتجاه أم انحرفت عنه . واستعن بمن يعطيك الإجابة والملاحظات باستمرار ( استشر وخذ ملاحظات الآخرين وانطباعاتهم , هذه المهمة كبيرة جدا فهي وظيفة يقوم بها الكوتش أو المدرب الإشرافي ) فاصنعها لنفسك أنت بكثرة الاستشارات

أحد أبناء العلماء الكبار سأل والده كيف استطعت أن تصل لهذه المرتبة العلمية الكبيرة .. فأجابه والده , منذ صغر سني وأنا أتطلع أن أكون في مرتبة أبن سينا , واجتهدت أن أصل لهذه المرحلة , ولكني لم أصلها ووصلت لهذه المرتبة العلمية الكبيرة , وهكذا أنت يابني إذا أردت التوفيق في دراستك مثلاً وتأخذ الامتياز فأجتهد على أن تكون نسبتك مثلاً 100% حينها بالتأكيد لن تكون أقل من 90% , فكلما حققت هدفاً كبيراً للوصول إليه فإنك إما تصله أو تصل بعضه .. (من طلب شيئاً ناله أو بعضه) ..

هناك فئة من الناس همهم إشباع غرائزهم الدنيوية من المأكل والمشرب والجنس والسكن واللباس وهذه هي حدود هممهم , ومدى تفكيرهم اليومي في غرائزهم , وهم أشبه بالحيوانات

فلو ظننت انك هزمت , لصرت مهزوماً ..

ولو فكرت إنك جبان ولا تجرؤ على فعل الشيء فلن تستطيع أبداً فعله ..

ولو فكرت أنك تريد أن تربح وجبنت عن المغامرة فسيكون عليك قيد يصعب كسره ..

ولو فكرت أنك ستخسر فقد خسرت فعلاً ..

لأنه عبر العالم بأكمله ستجد أن النجاح يبدأ بالإرادة ، والسر كله هو ماذا في ذهنك ..


لو أنك اعتقدت أنك ستفقد السباق ، فقد فقدته

..

فلابد أن يكون فكرك في العلى ، حتى تصعد إليه ..

وعليك أن تفكر ايجابياً في نفسك أولاً قبلما يمكنك أن تربح الجائزة ..

فكر أفكارا عظيمة ، وستعظم أفعالك ..

فكر بعظم نفس وسيتخطاك الزمن ..

فكر انك تستطيع و ستقدر ..



الحياة معركة لا يربحها دائما الأقوى أو الأسرع ..

ولكن آجلا أم عاجلا سيربحها الشخص الذي فكر أنه يستطيع ..

وبعد هذا كله .. أجبني هل تستطيع أن تصل الي القمة ..؟
[b]

مهارات تحقيق الهدف


 1- حدد هدفك بدقة ( مقاس كما + كيفاً + زماناً + مكاناً )
 2- جمع المعلومات + الخبرة و الاستشارة
 3- أوجد نموذج ناجح لهدفك
 4- القناعة التامة بالهدف
 5- الإمكانات
 6- جدولة الخطوات والتدرج
 7- قانون باريتو
 8- تحديد وتنقية الهدف من المكاسب الثانوية
 9- توزيع المهام
 10- وضع الطرق والوسائل البديلة
 11- ضع معيار وموجه
 12- دراسة العواقب والآثار
 13- دراسة الهدف على المستويات المنطقية الستة
 14- تخيل الهدف وقد تحقق (المعايشة المستقبلية) ( كثف المحفز )
 15- وقبل كل شيء مشروعية الهدف



وسنأتي عليها بالتفصيل اللطيف و الشامل


1- تحديد الهدف وجعله مقاس كما وكيفا ,زمانا ومكانا
ما نعنيه هو أن تحدد هدفك ماذا تريد بالضبط إن كان درجة علمية حددها بالضبط لاتقل الدكتوراة فحسب بل قل ألدكتوراه مع مرتبة ألشرف الأولى في الموضوع الفلاني وسأستغرق مدة كذا عام إنشاء الله
دائماً تطلَّع إلى العلو في أي هدف وحدده بالضبط فإن قلت مثلاً أريد التجارة ففي أي مجال وكم من المال تريد تحقيقه ؟ أو تظن أنه يكفيك لتصبح تاجراً وكم هي المدة الزمنية التي رسمت لنفسك حتى تصبح تاجرا فلا تترك الأمور مفتوحة دون تحديد فكلما حددت الهدف بدقةٍ كانت فرصة إصابته أكبر تذكر أن صديقنا صابر صاحب القصة لم يحدد وجهته بالضبط فتعددت اتجاهاته ولم يصل إلى مايريد , مارأيك لو أنه حدد وجهته بالضبط هل سيصيبه ما أصابه ؟

2- جمع المعلومات + الخبرة والاستشارة
أخي الكريم قبل أن تبدأ في أي عمل تتوجه به لتحقيق أي هدف في حياتك لا بد لك من أن تستكمل جمع جميع المعلومات عنه من جميع الجهات وإلا فستواجهك صعوبات عديدة لن تستطيع السيطرة عليها لأنها بالنسب لك ستعتبر مفاجآت أثناء سيرك نحو هدفك وستربك مسيرتك بل وقد تمنعك من الاستمرار وقد تخسر مرحلة قطعتها بجميع ما فيها من خسائر ما دية ومعنوية ووقتية
دعني أقص عليك قصة قصيرة وحقيقة جرت لأناس أعرفهم
اتفق ثلاثة أصدقاء على إنشاء مصنع معين ورصدوا له ميزانية محددة وبعد فترة وأثناء البناء لم تكفهم تلك المبالغ المرصودة فأضافوا عليها وأضافوا ثانية وثالثة حتى فقد احدهم كل ما يملك ومع ذلك لم يكتمل المشروع وهو صاحب الفكرة أما صديقه الآخر فقد دخل بناء على مشورته وثقة به أما الثالث فقد كان يستدين لقمة عيشة على أمل أن يكتمل المشروع وينقله من حضيض الفقر إلى مراتب الغنى ومازال المشروع يريد المزيد وقد دنوا من إكماله غير أن الأول صاحب الفكرة انتهى ما لديه من مال والآخر لم يعد يثق في انه إذا دفع المزيد سينجح المشروع و الثالث كان يلهث ليل نهار ليعمل المستحيل . وتوقف العمل و خسر الجميع وفقد الاثنان اللذان دعما بالمال كل ما وضعاه في مشروعهم والثالث خسر وقته وجهده وزادت ديونه ثقلاً ثم خسروا أكثر من ذلك حيث خسروا صداقتهم وأخوتهم وأصبح كل منهم يتهم الآخر بأنه سبب الخسارة والنكسة وإلى الآن وهم في صراع اسأل الله أن يفرّج كربهم ويهديهم إلى سبيل الرشاد
ما الذي حصل هنا إن الجميع لم يكملوا دراسة المشروع دراسة حقيقية ففي كل مرة تظهر لهم مشكلة أو مطلب لا يمكن أن ينتقلوا إلى ما بعده إلا بإتمامه. فهي مرحلة لا بد منها
والسؤال لماذا ظهرت هذه المتطلبات فجأة ؟ الجواب الحقيقي أنها لم تخلق في وقتها بل هي في الأساس مطالب رئيسية ولكنهم لم يتعرفوا عليها سلفا ولم يحسبوا حسابها فكانت المفاجآت وحدث ما حدث لهم ولمشروعهم
هذا مثال واحد سقته لك عزيزي القارئ وأنت من واقع خبرتك في الحياة ستجد الكثير ممن وقعوا في مثيلاتها نتيجة عدم إتمام ومعرفة جميع المعلومات
كذلك الخبرة والاستشارة فمن أهم جهات جمع المعلومات أهل الخبرة بأن تستشيرهم من أفراد وجهات معنية بالدراسات والاستشارات فلا تكتفي بجهة واحدة ولا بشخص واحد بل ابحث عن من يملك الكفاءة التصورية ويحدثك وكأنه يرى الأمور وقد وقعت و استشر كذلك من يحلل و يمنطق الأشياء بعناية ودراسة وابحث عن من ينصحك وكأنه ينصح نفسه ويعيش ما يقول هؤلاء الأصناف الثلاثة نسميهم أصحاب الأنماط التمثيلية الثلاثة فالأول بصري والثاني سمعي والثالث حسي ( هذا بأقرب تشبيه لهم )
فهل عرفت ما يجب عليك أن تراعيه ؟

3- أوجد نموذج ناجح فذا لهدفك :
لا تكتفي برؤيتك الشخصية ولا ما جمعته من معلومات ولكن أوجد نموذج ناجح لشخصية متفوقة بلغت مُناها وحققته وقم بمماثلته وسر على خطاه انظر إليه كيف بنا هدفه وراقبه في طريقة سيره ونجاحاته وافعل مثله وبعد أن تحقق نجاحك انطلق وحسن من نفسك ولا تلغي شخصيتك فأنت أنت لك برامجك العقلية وصفاتك الوراثية و بيئتك الخاصة ولكنك خذ من الشخص الآخر أسلوبه في اتخاذ قراراته وتنفيذها و سيره نحو نجاحاته
للطالب أن يرى كيف أن زميله الآخر المتفوق تفوق و للمعلم أن يرشد الطالب إلى سبل النجاح وأن يضرب لهم الأمثال في الشخصيات الناجحة و لمن طمح في إدارة معينة عليه أن يرى مديراً كفء فيقلده وينمذجه ولمن أراد أن يصبح كفلان من الناس فعليه أن يتأكد بان هذه الشخصية ناجحة فعلاً ولا أقول إنه ناجح في جميع المقاييس وخالي من جميع العيوب فهذا لن يكون في بني آدم ولكن ينتقي من هذه الشخصية الدور الذي برزت فيه ونجحت مع عدم إلغاء شخصيه كما ذكرت آنفا
ولو عدنا إلى أفضل نموذج بشري خلقه الله فهو فقط الذي إن استطعت أن تنمذجه كله فقد بلغت ما تريد ألا وهو المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
فيا ليت أن البشرية تجعل سيرته نموذج تحتذيه في كل أمور حياتها
فقد كان من الصحابة رضوان الله عليهم من يتحرى حتى مواضع أقدامه صلى الله عليه وسلم فيسير عليها ما ستطاع فقد ضرب لنا مثلا في طلب العلم كيف أن الطالب يجلس أما أستاذه احترام كما في حديث جبريل عندما نزل أمام الصحابة في المسجد و اخذ يسال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والساعة إلى آخر الحديث
وكيفية اخذ المشورة في الإسلام , وكيف يحترم الصغير الكبير ويرحم الكبير الصغير ومن يسلم على من أولاً وكيف يجلس المرء مع خاصته أو مع غيرهم ويقدُر لكل شخص مكانته . كيف يعامل السيد خادمه والخادم سيده وتبقى بينهما المودة والرحمة
كيف تحكم أيها القاضي بين الناس وكيف تتعامل أيها التاجر مع المستهلك وكيف تدير أيها الوزير وزارتك وكيف تدري أيها الأب إدارتك في بيتك
راجعوا هذه السيرة وستكفيكم ما همكم وستجدون فيها أفضل وأنجح النماذج البشرية على الإطلاق لإدارة حياتكم وأوقاتكم


4- القناعة التامة بالهدف :
أخي الكريم هل أنت فعلا مقتنع بهدفك ؟ هل أنت الذي اخترته ؟ أم غيرك قد أو كلته بالاختيار عنك ؟ هل هذا هو فعلاً ما تريد وما تطمح إليه ؟ هل عرفت فوائده ومنافعه لك ودفعتك هذه الفوائد والمنافع للوصول إليه؟ هل هذه الصورة التي رسمتها لنفسك مع هذه الهدف هي فعلاً مقصدك ووجهتك ؟
تأكد من ذلك وإلا إن كان لديك شك فناقشه إما أن تزيله وإما أن تترك هذا الهدف
خذ هذا المرشح وجربه و اسأل نفسك سؤالين
الأول : ماذا سأخسر إن لم أحقق هدفي ؟ وانظر إلى الألم الذي ستشعر به
والثاني : ما هي المكاسب التي ساجنيها إذا وصلت إلى ما أريد ؟ انظر إلى مقدار المتعة التي ستشعر بها
و على قدر ما تشعر به من متعة إذا استشعرت النجاح وألم إذا استشعرت الفشل ستتحرك نحو الهدف وهذا يعني انه من المؤكد أنها قناعة تامة بالنسبة لك
أما إذا لم تشعر بأي متعة ولا بأي الم فاعلم بأنك تسير وراء وهم وهذا الهدف ليس بهدفك أنت بل ربما أملاه عليك شخص آخر قد تكون وافقته لمجرد إرضائه فقط بحسب سيطرته عليك أو قربه منك
ولن أزيد على ما قلت فمن لم يعرف ما يريد ويقتنع به حق الاقتناع فسيتركه في منتصف الطريق أو قبل ذلك وخصوصا إذا بداله ما هو أفضل منه أو أي معوق ولو كان بسيط

5- الامكانات :
البعض يرسم أهداف ممتازة وناجحة ومفيدة له وللمجتمع لكنه لا يستطيع تحقيقها من حيث الامكانات المتاحة له فقد يحتاج إلى تمويل كبير وليس لديه ما يكفيه فيقع في أزمات أو مديونية قد يعجز عن سدادها فيصبح هدفه وبال عليه والبعض قد يرسم لنفسه هدف لا يتناسب مع سنه أو قوته الجسمية مثلا كان يريد أن يصبح بطل العالم في كمال الأجسام مثلا أو في كرة القدم وقد بلغ من العمر عتيا فهذا يجب أن يرسم لنفسه هدف الصحة واللياقة وحسن المظهر و يمارس التمارين المناسبة التي تناسب سنه وجسمه
ماذا لو فكر إنسان في أن يصبح رائد فضاء وهو مجرد إنسان عادي لم يتعلم من فنون الطيران شيء أو من العلوم المطلوبة للأبحاث الفضائية أو يعاني من مرض ضغط الدم مثلا فهل سيتحقق له ذلك؟ أنا لا أُحرِّم على الإنسان أن يحلم وأن يطمح لما يريد ولكنني أطلب منه أن يكون موضوعيا منطقياً وأن يفكر فيما يستطيع تحقيقه لكي لا يصطدم بالواقع فيعود على نفسه بآثار سلبية وكل يقيس على نفسه ويعلم إمكاناته وقدراته فليجعل أهدافه ممكنة وقد سبقه احد لمثلها فهذا أيسر الطرق للنجاح
ليحذو حذو من سبقه فيصبح نموذجه الذي يقتدي به إن كان فعلا يصلح أن يكون نموذج رائع ( كما سبق وان ذكرنا في المطلب الثالث )
فلو أن صابر تحرك في حدود إمكاناته وقدراته المعرفية والمادية لوصل إلى مايريد ولكنه تحرك في مجالات لا يعرفها ولا يقدر عليها وسأذكر لكم في نهاية الكتاب بعضا من المواقف العصيبة التي مر بها وكيف أن الله سبحانه أنجاه . ولماذا حمل شعار احذر من السقوط من الدور العاشر ؟ وا