تـــدربوا عـلـى سرعة البديهة
ينقسم التدرب على سرعة البديهة إلى قسمين رئيسيين: نظري وعملي، فيما يأتي بيان ذلك.
أولاً: التدرب النظري
إن تدرب سرعة البديهة نظرياً يتطلب توافر أمرين جوهريين هما: الرغبة الجادة، والتعلم عن طريق القراءة الواعية.
1- توفير الرغبة الجادة: إن رغبة حقيقية لدى الفرد في تعلم سرعة البديهة هي الأساس النظري الأول في هذا البنيان والرغبة كي تصبح خطوة أولى يتعين أن يعقبها التصميم والإدارة والبدء في الخطوات التنفيذية.
2- التعلم عن طريق القراءة: التعلم وظيفة من وظائف الذكاء، وكلما كان الفرد ذكياً كانت قدراته للتعلم أوسع وأعمق وأسرع، فالاستعداد العقلي: استعداد وراثي ، بيد أن هذا الاستعداد يمكن تعميقه لدى الفرد وتنميته تنمية ملحوظة عن طريق الخبرات الجديدة والتجارب الاجتماعية التي تتمخض عن نتائج موضوعية أو ذاتية. فالفرد يتعلم في كل يوم معلومات جديدة، وهذا التعلم يوسع من قدراته العقلية ويعمق من تصوراته الفلسفية وينمي من تأملاته الفكرية ويثري من اتجاهاته الاجتماعية. ولا شك أن التوعية في التعلم هي ألف باء التعلم والتثقيف الذاتيين، غير أنها غير كافية إذا لم تقترن بالتصميم على تنفيذ المشاريع الذاتية التي تنوي تحقيقها، فالرغبة القوية هي التي تدفع المرء لبذل جهد حقيقي – عقلي أو عضلي أو معاً – لغرض ترجمة الأماني النظرية إلى وقائع علمية فيبذل بعدئذ الفرد الراغب، نشاطاً عقلياً للإفادة من الخبرات المحيطة به اجتماعياً.
إن التعليم يعني أولاً اللجوء إلى القراءة المتأنية الواعية، فيقرأ المتدرب أمهات الكتب الفكرية والعلمية والأدبية التي تشكل تراث الإنسانية وعالم الثقافة العالمية المعاصرة أو يقرأ بتعمق ما يتفق مع تخصصه العلمي والفني.
مراحل التعلم
الأولى: الانتقاء
إن المعرفة التي يصطفيها الفرد تلائم ميوله النفسية والعقلية، وكل فرد يختار ما يجد نفسه حراً فيه، فبعض طلبة الكليات العلمية المتخصصة يجد سعادة في قراءة الروايات التاريخية أو الاجتماعية أو الغرامية أو البوليسية.
الثانية: الادخار
يخزن الفرد المعلومات التي قرأها وتصبح لدية انطباعات عن خبراته وقدراته السابقة، وما ينوي من قراءات جديدة لإثراء الخزين العلمي والمعرفي لديه.
الثالثة: الترابط
الترابط بين هذا التراكم المعرفي أو العلمي الذي يخزنه في ذهنه والعمل على اكتشاف التفصيتترك هذه الانطباعات أثراً بالاهتمام المشترك وبضرورة لات المتعلقة بخصائص الأشياء وطبيعة المواقف وردود الفعل والفرق بين الأشياء وتحديد المواقف المباشرة وغير المباشرة.
3- الاستفادة من الحوارات الجادة : إن التمعن في الحوارات يكشف لدينا أن هناك ثلاثة أنواع من الحوارات هي:
الأول: الحوار العادي الذي لا جديد فيه ولا فائدة منه، كمن يسأل طفلاً في رواية عن عدد أيام الأسبوع أو من هو الإسكندر المقدوني مثلاً.
والثاني: الحوار الذي يعبر عن وجهة نظر خاصة، فهناك من يرى أن المرأة كائن رومانسي، أو كائن قلق نفسياً، ومن يراها أنها لا تحفظ الأسرار أو لا تصون العهود أو لا تفي بالوعود، وهي أفكار تجسد وجهة نظر فكرية خاصة بقائلها أو متبنيها أو المدافع عنها.
والثالث: الحوارات الذكية المفيدة لملكية البديهة مما تفضي للإسراع في إطلاقها وتنميتها تنمية شاملة.
...