خواطر في النسبية الزمانية
اقتباس
"قد يموت شخصا بالنسبة لمشاهد في بعد معين ولكنه حي ويتحرك ويعمل بنفس وقت المشاهد الأول لمشاهد آخر له في بعد ومنظور آخر"
وذلك لأن تقدير الأحداث مرتبطة بحواس الإنسان
أ*..........................34000م...........................*ب
فإذا كانت النقطة "أ" والنقطة "ب" موضعين في بعدين مختلفين [وكان في كل نقطة منهما مراقب] فإذا قرأ رجل آخر القرآن في النقطة "أ" لمدة 100ثانية وكانت المسافة بين النقطة (أ و النقطة ب) 34000م وكانت سرعة الصوت في الهواء340 م/ث .
وبتقدير الله مات الرجل القارئ للقرآن بعد إنتهاء 100 ثانية من قراءته!!!
• نلاحظ أن المراقب في النقطة "أ" يقرر أن الرجل مات عند الثانية "100" لإن الصوت إنقطع بعد إنتهاء "100 ثانية"
• والمراقب في النقطة "ب" يقرر أن الرجل مات بعد "200 ثانية" أي أن المراقب في النقطة "ب" لا يزال يسمع القرآن من صاحبه المتوفي
وما ينطبق على الصوت ينطبق على جميع الأحداث التي تستطيع الحواس قياسها ومراقبتها
وهذا ما يفرقنا عن الله جل جلاله فجميع الأحداث لله آنية وأن الله خلق الخلق وقدّر لهم أقداراً وضرب لهم آجالاً، وعلم ما هم عاملون من قبل أن يخلقهم، فعلم ما كان وما سيكون، وما لم يكن؛ لو كان كيف يكون
فإذا أردت رؤية أي حدث أو أي شخص في " الزمن الماضي " ما عليك إلا أن تنتقل لحظيا " المدة اللازمة للسفر = صفر" إلى مكان يبعد عن الأرض مسافة ب الكيلو متر = " سرعة الضوء ب الكيلو متر / ث × الفترة الزمنية بينك وبين الحدث أو الشخص في الزمن الماضي "
فإن سوف تشاهد الأحداث " بث مباشر "
فإذا أردت أن تشاهد جميع الأحداث في كل العصور فما عليك إلا أن تختار نقاطا مرجعية مختلفة مناسبة في الفضاء البعيد
أما الله عز وجل فإنه يرى الأولين والآخرين آنيا أمامه لأنه خلق المكان و الزمان وجميع الأحداث في المكان والزمان فهو يرى الأحداث زمن آدم عليه السلام و يرى أحداث الطوفان وأحداث موت نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ويراني وأنا أكتب مقالتي ويرى لحظة موتي وكيف أشيع ويرى الدابة وطلوع الشمس من مغربها والدجال ونزول عيسى عليه السلام ونهاية العالم في نفس اللحظة الآن يرى ما مضى وما سيقع . فجميع الأحداث بالنسبة لله عز وجل منذ بدأ الخلق حتى نهايته آنية تحدث الآن فهي عوالم مختلفة الأزمان بالنسبة لنا ولكنها عالم واحد بالنسبة لله عز وجل . فنحن الآن في بعد زمني يعيش فيه آخرون في أبعاد زمنية أخرى لا يفصلنا عنهم سوى " علم الله عز وجل "
فنحن نحتاج إلى مليارات السنين لرصد جميع الأحداث في هذا الكون من أولها لآخرها بينما عند الله عز و جل مقدار زمن رصدها يساوي صفرا لأن الله هو الذي خلق الزمن ولا يجري الزمن " المخلوق " بقوانينه على من خلق وهو الله عز وجل
أسئلة خطرت على بالي
س1 : هل جميع الخلق " الأحداث " خلقوا في آن واحد ... كيف ذلك إذا كان نعم؟ فإذا كان الجواب لا فكيف يرصد الله جميع الأحداث أولها وآخرها في آن ؟
ج س1 نعم نفرض أن وجود حدث ما سينتج عنه أحداث أخرى فوجود هذه الأحداث سببها وجود الحدث الأول وكل حدث نتج عن حدث وجود الحدث الأول وكل الأحداث مخلوقة معا وموجودة في أزمان مختلفة كفيلم مقطع إلى صور مجزأة ومجموع الصور كاملة تشكل الفيلم فكل صورة تمثل حدثا تليها أحداث أخرى وكل هذه الصور موجودة بنفس اللحظة " مخلوقة معا "
س2 : هل الأحداث تولد أحداثا ؟ أو هل لو أزلنا حدثا " كآدم مثلا " يؤثر على باقي الأبعاد " كعدم وجود ذرية آدم " ؟
ج س2 نعم ...
س3 : هل هناك تداخل بين العوالم ؟
ج س3 نعم بنقاط لا حصر لها متداخلة بين بعضها فمثلا الأحداث ( أ – ب – ج – د ) (أ,ب) نقاط بداية ونهاية في العالم الأول (ج,د) نقاط بداية ونهاية في العالم الثاني
ب نقطة النهاية في العالم الأول متداخلة مع نقطة البداية في العالم الثاني ونقطة البداية أ في العالم الأول متداخلة مع نقطة النهاية ب في العالم الأول أي أن ( أ – ب – ج – د ) جميعها متداخلة فأول حدث مرتبط بآخر حدث فجميع الأحداث تؤثر بعضها على بعض وفرق الزمن بينها صفر بالنسبة لله عز وجل
وما حادثة الإسراء والمعراج إلا دليل قوي على ما سبق فإن المدة الزمنية التي استغرقها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في رحلته بالنسبة لعالمه الأرضي هي المدة الزمنية الأرضية التي استغرقت ذهابا وإيابا من مكة إلى القدس على ظهر البراق والتي لا تتجاوز لمح البصر أما المدة الزمنية من لحظة العروج من الأرض إلى سدرة المنتهى والعودة والأحداث التي دارت خلال الرحلة فهي خارج الزمن الأرضي وتساوي صفر فمقدار زمن رحلة الإسراء والمعراج أقل من لمح البصر وهي تساوي المدة الزمنية التي استغرقها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في رحلته بالنسبة لعالمه الأرضي هي المدة الزمنية الأرضية التي استغرقت ذهابا وإيابا من مكة إلى القدس على ظهر البراق.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172
{أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }الأعراف173
نلاحظ السلسلة الزمنية المتصلة في الذرية في قوله " مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ"
- {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }آل عمران34
- {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ }الأنعام133
نلاحظ أن الزمن يجري على بني آدم بشكل متسلسل على شكل فترة زمنية لا تساوي صفر وتساوي عدد السنين الأرضية من خلق آدم إلى آخر ذريته
ونلاحظ أن الزمن يساوي صفر يتوقف بالنسبة لله عز وجل في قوله " وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا "
- أي أن كل الأحداث بالنسبة لله عز وجل خلقت معا
- فالعوالم المختلفة في الأزمان المختلفة " على شكل سلسلة زمنية " بالنسبة لبني آدم هي بالنسبة لله عز وجل جميعها موجودة معا فالذرية متسلسلة زمنيا بالنسبة لبعضها بينما جميعها موجودة بنفس اللحظة أمام الله عز وجل فهو يخاطبها معا بنفس الوقت
فنتيجة القول نحن تجري علينا قوانين الزمان والمكان ونبحر فيهما بينما قوانين الزمان والمكان لا تجري على الله عز وجل لأنه هو خالقها
السلسلة الصحيحة - مختصرة - (4 / 158)
[ أخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر آدم ب ( نعمان ) يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال : { ألست بربكم قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين . أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون } ] . ( صحيح )
فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " فنثرهم بين يديه" أي بين يدي الله عز وجل فهنا إشارة إلى أن الزمن بين يدي الله لا يعمل ويتوقف وهذا ما يؤكد ما قلناه سابقا
مشكاة المصابيح - (1 / 26)
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود فقال رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال أولم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد آدم فجحدت ذريته ونسي آدم فنسيت ذريته وخطئ آدم فخطئت ذريته " ( حسن )
. رواه الترمذي
فلا يعقل أن يجري الزمن بقوانينه على الله عز وجل
والله أعلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين