لماذا لا نرى إلا الأخطاء ؟
كثيرا ما ننتبه للأعمال السيئة وتعمى عيوننا عن الأعمال الحسنة التي قد تكون أكثر بكثير من السيئة وما انتبهنا..!!
فالناس يكرهون الإنسان الذي ينظر إلى عيوبهم ويترك الحسنات،بل وأحياناً ينساها.
يقول سعيد بن المسيب: ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلافيه عيب، ولكن من الناس من لاينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهبنقصه لفضله، ولاتذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم.
ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان:الواجبُعلى العاقل لزومُ السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، ومع الاشتغال بإصلاحعيوب نفسه، فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره، أراح بدنه ولم يتعب قلبه،فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه. وإن اشتغل بعيوبالناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن منأعجز الناس من عاب الناس بما فيهم، وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عابالناس عابوه".
ولو أبصر المرءعيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولاوسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْرَهِينَةٌ) (المدثر:38).وقد يكون انشغاله بعيوبالناس والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: " قد استدللت على عيوبك بكثرةذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها".