تَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ
الحمد لله أن هدانا الله لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
كثير من الناس كتب حول هذه الآية الكريمة مستدلا بها على حركة الأرض ولكن بعد القراءة المقارنة بين الآيات وربطها مع بعضها ما وجدت إلا أن حدث مرور الجبال كالسحاب لا يقع إلا في اليوم الآخر وما ينقص ذلك من قدر القرآن ولكن ينقص من قدر عقولنا التي ما اوتيت من العلم إلا قليلا
بادئا كنت أبحث عما يسمى " بالإعجاز العلمي " في هذه الآية وكنت حقيقة بحاجة لأن تكون كذلك لأثبت من خلالها حركة الأرض ولكن قدر الله وما شاء فعل ( هذا لا يعني أن الأرض ثابتة لا تتحرك ولكن هناك أدلة يمكن الاستدلال بها خير من الاستدلال بهذه الآية )
الباب الذي دخلت فيه وفتح باب الشك والريبة فيما توصل إليه إخوان لنا إجتهدوا بأن هذه الآية دلالة على حركة الأرض هو عملية حسابية بسيطة كانت غير متطابقة 100% فقد قمت بمقارنة سرعة دوران الأرض حول نفسها وسرعتها حول الشمس وسرعة السحاب فوجدت فارقا كبيرا لا يتفق والعقل بل وجدت بعض الملاحدة يطعنون بصحة القرآن من هذا الباب فأسأل الله أن يغفر لإخواننا الذين اجتهدوا في هذ المجال
يقول الله تعالى
*{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ{87} وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ{88} مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ{89} وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{90}النمل
جميع هذه الأحداث لحظة النفخة الثانية لحظة الإحياء والبعث من القبور
*{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً{17} يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً{18} وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً{19} وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً{20}النبأ
فلو قمنا بترتيب الاحداث وفق الآيات
1- يوم النفخ الثاني في الصور لا يعلمه إلا الله وحده عز وجل
2- البعث والنشور ( لم ترد نصا ولكن تفهم ضمنا )
3- فزع من في السماوت ومن في الأرض – إلا من شاء الله – لهول ذلك اليوم فهو يوم الفزع الاكبر
4- وكل من في السماوات ومن في الأرض من فزع منهم ومن لم يفزع يأتي الرحمن صاغرا ذليلا يفعل فقط ما يؤمر به
5- ومن شدة هول ذلك اليوم ترى هذه الجبال تمر مر السحاب فرسوها أوتادا أو مرورها كالسحاب هي من صنع الله فكما أوجدها في الدنيا لغاية وهدف وصنعته غاية في الكمال والإتقان ستكون في الآخرة لغاية وهدف وصنعته غاية في الكمال والإتقان فالله عز وجل أدرى بما صنع ويعلم كنهه وخفاياه .
6- خبير بما تفعلون : الله يعلم سرائر النفس ويعلم كل ما يؤثر فيها ويظهرعليها على شكل أفعال وغالب أفعال العباد يوم القيامة هي ردود أفعال لأمور سوف تحدث قدرها ودبرها وصنعها الله وحده فليس لأحد في ذلك اليوم الأمر لا من قبل ولا من بعد لا من صغير ولا من كبير فالأمر كله في ذلك اليوم لله وحده عز وجل فأراد الله عز وجل أن يظهر عظمته وسلطانه وكبرياءه على جميع خلقه فذلك اليوم لله وحده عز وجل
*{يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }غافر16
فملك ذلك اليوم لله الواحد القهار . ولكن كيف سيقرالخلائق بملكية ذلك اليوم لله الواحد القهار إلا إذا أراهم عظمته وسلطانه وجلال صنعه وقدره في ذلك اليوم بتغير النواميس والقوانين التي سلكوا بها في دنياهم واعتادوا عليها كتسيير الجبال كالسحاب
*{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً }الكهف47
*{وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً }الطور10
فلا القوانين هي نفس القوانين ولا دنياهم بقيت ولا ما اعتادوا عليه بقي على نفس الحال فيصيبهم الفزع بما كذبوا أمر رسلهم وبما كانوا يخوضوا ويلعبوا في دنياهم وآثروه على أخراهم وبما رأوا من الأمور الجلل العظام التي تقشعر لها الأبدان
{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً{11} إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً{12} وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً{13} يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً{14}المزمل
فعندها سيقر جميع الخلق بملكية ذلك اليوم لله الواحد القهار فالله عز وجل خبير بأفعال العباد التي سيصبغها الفزع بعدما يأمر الجبال أن تمر مر السحاب فوق الرؤوس
7- بعد تغيير الحال وتغيير مااعتاد عليه العباد في الدنيا ينقسم كل من بُلِّغَ باتباع أمر الله إلى فريقين
أ- فريق يجازى بالخير الكثير والجنة ويأمن من الفزع الأكبر
{لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }الأنبياء103
ب- فريق كبّت وجوهم في النار - والعياذ بالله - ويصبهم فزع ذلك اليوم وهو أحد أشكال العقاب في الآخرة
{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }سبأ51
مقارنة جمالية في القرآن
يقول الله تعالى
{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ{88} – النمل
ويقول الله تعالى
{وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ }المعارج9
المعجم الوسيط - (2 / 178)
( العهن ) الصوف المصبوغ ألوانا
فما وجه الشبه بين هذه الآية وتلك
أقول وبالله التوفيق
لو تأملت في يوم غائم تلك السحب لرأيتها كأنها جبال تتحرك في الهواء وهذ السحب ذات ألوان مختلفة منها الأبيض والأحمر والأسود كصوف مصبوغ بألوان شتى وهي نفس ألوان الجبال التي ستمر مر السحاب يوم الفزع الاكبرفوق رؤوس العباد
وقد وصف الله عز وجل ألوان الجبال في الدنيا فقال
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ }فاطر27
وعجبت عندما إقترن الحديث في الآية السابقة بين
1- نزول الماء من السماء "السحب"
2- وألوان الجبال
فهو يربط بين نوعين من الجبال جبال السحب الملأى بالماء وجبال التراب والصخور ومع إختلاف تركيبهما إلا أنهما تتفقا في ألوانهما
المصدر
http://tazkra.ahlamontada.com/montada-f36/topic-t923.htm#1599