منى خالد بني ياسين مشرفة
عدد المساهمات : 1214 نقاط : 1738 تاريخ التسجيل : 27/02/2012 الموقع : معلمة العمل/الترفيه : معلمة متقاعدة
| موضوع: أمي الحنونة السبت مارس 31, 2012 12:00 am | |
| اخر الليل هنا أنا الغريب في هذة الحياة الغريبة ،أحاول أن أنسى فلا اقوى، أحاول أن أهرب من الوحدة فيرفضني الوجود ، أقرر أن أقفز من ذاكرتي الى النسيان فيداهمني ليل الحنان ، اه من ذلك الليل الاسود الذي يرجعني الى الماضي . اخر الليل هنا اطالب نفسي أن أنسى أن اعيش لحظة حيث انا ... حيث الشموع والسفر والحنان... الحنان الى امي اماااااااااااااااااااااااه......وما أحلى هذا النداء
امي .. ما اجمل هذة الكلمة.. انها تخطو على شفتاي ،تريد ان تشقه اتبدي الاحترام امي الحبيبة..... سلام من بحر مليء بالحنان الى جنة مليئة بالجمال سلام من شاطيء مليء بالاحترام الى قلب الحنان سلام لك يا امي يا ملاك منامي وسعادتي وفرحتي في وجداني ويا ملاك حياتي اماااااااااه.... تجري بي الايام لا اعرف ماذا افعل, ولدي اسئلة واسئلة ، ولكن هيهات حتى اجد احدا يجيب عنها .. هيهات
ذهبت الى نومي وامي غاضبة مني جلست على سريري والليل القارص يهاجمني ،فكنت بين النوم والصحيان . نظرت من النافذة الى ذلك البحر الذي تطل عليه صديقتي النافذة ، وما عيناي أخذت تذبلان نظرت اليه وكلي اشتياق ان اتكلم معه. ما أجمل هذة اللحظة لأعرف سر سكونه , وأنا أبادر بالكلام معه سألته من انت وما الذي تحتضنه بداخلك , أول سؤال خطر ببالي أليس لك أم ,أب أخ أخت أو صديقة تلهو تتكلم معها ؟!
ففوجئت بجوابه .... ان جوابه كان بكاء ... بكاء شديدا ,وموجاتة تمسح دمعاتة التي غمرتة , يصرخ ويقول ..... أمي الحبيبة اين انت ؟ لقد تعبت وتعبت وانا ابحث عنك . بادرت دموعي بالنزول على خدي فاحمر وبردت بردا شديدا ، توقفت عن الكلام. ذلك البحر المليء بالاسرار التي لا يعرفها احد سواه .... ينادي امااااااااااااااااااااه .
صحوت من غفلتي .. امي الحبيبة اين انتي ؟ قطرات الماء على جفوني تزحف على عيوني ، ولكني لم اشعر بها في تلك اللحظة . ولكن فجأة صرخ البحر واخذني الى منطقة أخرى , فتحيرت ماذا افعل ؟ ونظرت من حولي فأذا بالشاطيء يمسك بي ، يشدني ولا يريد ان يفلتني ،فأحسست بالرمال التي تجرني وقطرات المطر الغزيرة تسحبني لتخيفني
، ولكن ما الفائدة ؟ ياترى ما هذا الذي يحصل لي ؟ وسرعان ما جاء نور من أعلى أفقت ، لمع في عيني اصابني دوار متألمت. ما هذا ياترى ؟ ثم افقت مرة اخرى ,انها غيمة بيضاء تريد ان تنقذني تريد ان تعطيني جزءا من حنانها ,لتساعدني وفعلا ساعدتني فتخيلتها امي في ذلك الوقت . امي الحبيبة امي الحبيبة ساعديني .
فحملتني فرحت وصرخت من شدة فرحي حتى اوصلتني الى مكان اللذي كنت فيه . قطرات الندى جاءت على عيني فامسكتها وبادرت بالكلام معها فلم تسمحن لي بالكلام
, فأستغربت لماذا ما السبب ؟ بكل بساطة نزلت قطرة ماء صغيرة تدحرجت على عيني قالت لي امك الغالية الحنون أغضبتها فكيف تعيشي وتنامي ؟ وفوجئت بأن شيئا كبيرا ضمني الى سريري وغطاني وملئني حبا وحنانا وانا في غفلة من أمري ونومي
،ياترى من هذا الحضن الحنون ؟ فقبلتني أمي وقالت لي يا ضغيرتي الحبيبة ألم تعلمي ان الله سبحانه وتعالى قال في ايته الكريمة ((ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن ))
[
فأدركت منزلة الام العظيمة من خلال تجربتي هذه مع ذلك البحر الرائع الذي علمني ولو قطفات عن معنى الام العزيزة ,فهمت ونمت وأمي وربي راضيين عني ونمت تلك الليلة بعمق وسكون وراحة .
| |
|