بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن النفس البشرية تشتاق وتتطلع إلى معرفة ما يحدث لها في مستقبلها من تغيرات وأحوال. ولما كان أمر الغيب وما يكون في أيامه ولياليه مما استأثر الله - تعالى - بعلمه وحجبه عن خلقه، قال - تعالى -: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [الأنعام:59]. وقال - تعالى -: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [هود:123]. وقد انساق بعض الناس إلى التطلع إلى معرفة الغيب عن طريق: السحرة والكهان، والعرافين، والرمالين، والمنجمين، وقراءة الفنجان، ومتابعة الأبراج وغيرها، فضلُّوا وأَضلّوا بما أقدموا عليه من أمر محرم، قال: { من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - } [رواه أبو داود]. وقال: { من أتى عرافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - } [رواه أحمد والبيهقي]. وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي عن النبي صلى الله عله وسلم قال: { من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدّقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً }.
هذا مع أن هؤلاء السحرة والكهان لا يعلمون الغيب بنص كتاب الله - عز وجل - ولكنهم يزينون للناس الباطل.