هل تعلم ان ماء زمزم
بئر زمزم تبعد نحو 18 متراً من موقع الحجر الأسود إلى الشرق من باب الكعبة وهي خلف مقام إبراهيم ( عليه السلام ) وإلى اليسار منها علامة واضحة على قطعة مستديرة من الرخام مكتوب عليها ( بئر زمزم ) تشير إلى تعامدها مع فتحة البئر الموجودة تحت مستوى المطاف بعمق 1.56سم .
وهذه البئر هي أقدس آبار المياه عند المسلمين ، وليس هناك شراب على وجه الأرض يفوق مكانة ماء زمزم عندهم ، وهم يعطون لهذا الماء ذي الطعم الفريد ، قدسية خاصة ، ويؤمنون بأنه مكنوز بأسرار لا قبل للعقل البشري في استيعابها ، أو تفسير تغير خواصه ومنافعه وفق حالة شاربه ورغبته .
وهو في لغة العارفين بريد الأمنيات المحققة ، ولا يخالط قلوبهم ذرة شك في أن ماء " زمزم لما شرب له " ، وبأنه كفيل بتحقيق أمنيات شاربه مهما كانت ، شرط أن يكون مؤمناً صادق الإيمان والنية ، غير مكذب لخاصيته ولا مجربا لها ، وهم يؤكدون أن الله مع المتوكلين وهو يفضح المجربين ، فشرب زمزم عندهم للخائف أمان "،وللمريض شفاء وللجائع طعام ، ولإيمانه القاطع بأسراره ، أي عجب أو استنكار فيما لو تغير حاله من محض ماء إلىشراب من سويق أو لبن أو عسل مصفى ، للمنقطعين والعاكفين في البيت العتيق , والمرويات حول هذه الغرائب كثيرة ، ناءت بحملها بطون الكتب الدينية وأسفار التاريخ والسير .
وما يزيد هذه البئر شرفاً عند المسلمين أنه حفرت بجناح جبريل ، وساقت الملائكة مياهها من أنهار الجنة غياثاً للسيدة هاجر وابنها الرضيع إسماعيل ( عليهما السلام ) وسقيا لضيوف الرحمن ، وليكون آية للناس على مر العصور والأزمان .
وكانت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين ، وهي الجهة التي تتولى مسؤولية العناية بالمسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة ، قد اكملت مؤخراً مشروع توسعة صحن الطواف المحيط بالكعبة المشرفة ليستوعب الآن نحو ثلاثة أضعاف عدد الطائفين عما كان في السابق ، وقامت بردم مدخل البئر السابق المقام إلى الجنوب الشرقي من واجهة الكعبة المشرفة ، وتسقيف سطحه المفتوح ليدمج مع صحن الطواف ، ونقل المدخل إلى خارج الحرم من جهة الصفا في المسعى باتجاه جبل أبي قبيس . ويهدف المشروع لمواجهة كثافة أعداد الحجاج والمعتمرين بعد موافقة الحكومة السعودية على فتح باب العمرة واستقبال نحو 10 ملايين معتمر طوال تسعة أشهر من السنة .
ولا يعرف كثيرون أن بئر زمزم هي بئر الماء الوحيدة التي تشرف عليه وزارة للبترول في العالم ، وهي البئر رقم (1) في سلم اهتمام ملوك آل سعود وبموجب ارادة سامية تشرف وزارة البترول والثروة المعدنية في الحكومة السعودية على بئر زمزم باعتبارها ثروة قومية ودينية للبلاد .
بأنه حل جيد من ناحية توسعة المطاف لكنه ، في المقابل يؤيد مشاهدة الناس لبئر زمزم وبأي وسيلة كانت " كانت هناك فكرة لتسقيف سطح البئر بالزجاج الشفاف ، لكن المشكلة أنه سيكون عائقاً جديداً نتيجة تجمهر الناس عليه لرؤية البئر مما سيتسبب في مضايقة الطائفين ، أمام وخلف مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، وخط بداية الطواف الجديد .