حاجات الطالب
تستند هذه الاستراتيجية التي وضعتها هُكسميير Hoxmeier 1987 إلى نموذج ماسلوMaslow 1993 للحاجات الإنسانية.
لقد حدّد ماسلو خمس حاجات ورتّبها في هرم تمثّل المستويات الدنيا منه الحاجات الأساسية. وتأتي في المستوى الأدنى الحاجات الجسمية الأساسية المتمثلة في الطعام والماء والنوم والمأوى. ويرتبط المستوى الثاني بالحاجات المتعلّقة بالأمن. وتأتي الحاجة إلى الانتماء في المستوى الثالث. ويحتلّ الحب وتقدير الذات المستوى الرابع من حاجات الإنسان، ويشير المستوى الأعلى إلى تحقيق الذات. تطغى حاجات الإنسان بعضها على بعض، بمعنى أنّ الحاجات الأقوى في أسفل الهرم يجب أن تلبّى قبل تحقيق الحاجات الأضعف. وقد تبرز الحاجات أو تخمد في أوقات مختلفة.
ينبغي ألّا تُستعمل الحاجات الجسمية الأساسية محفزات، لكن يمكن ذلك فيما يتعلّق بحاجات الأمن وتقدير الذات وتحقيق الذات، بهدف تحقيق تجاوب التعلّم مع حاجات الطالب هذه. وفيما يلي توضيح لكيفية تحقيق ذلك:
· الحاجة إلى الأمن: وتشمل القدرة على إشباع الحاجات الجسمية الأساسيّة، والأمان، والأمن المالي، والأمن الوظيفي والكفاءة التكنولوجية. ويمكن التوصّل إلى تحقيق تجاوب التعلم مع حاجات الطالب للأمن بطريقتين هما:
1. استخدام الخوف:
يُعدّ الخوف معيقًا لبلوغ الغاية، لذا يُراعى تجنب استخدام الخوف لتحفيز الطلاب؛ لأنّه يقوّض حاجاتهم إلى الأمن، ونتائجه غامضة. وبدل ذلك يراعى تحديد الطرائق التي تُشعر الطالب بعدم الأمان، والعمل على تعزيز إحساسه بالأمن عن طريق أفعال واقعيّة مناسبة. فمثلًا عندما لا يشعر طالب بالأمان تجاه عمله نتيجة ضعف ذاكرته، درّبه على استراتيجيات تذكّر لتحسِّن من أدائه المهمة، بدلًا من أن تقول له: "سوف ترسب هذا العام إن لم تدرس جيدًا".
2. التأكيد على الإيجابيات: يحتاج الطلاب إلى الشعور بالأمن حيال قدراتهم وأدائهم، لذا كلِّفهم بواجبات تتواءم مع قدراتهم العقلية. ينجز الطلاب ما عليهم بدافعية عالية إذا شعروا بأنّ لديهم الفرصة لإتمامه بنجاح.
· الحاجة إلى تقدير الذات: وتتضمن الرغبة في أن تكون مقدّرًا لكونك إنسانًا أو عضوًا في جماعة.إذ يتطلع الإنسان بطبعه إلى الإقرار بمهاراته وقدراته والإعجاب بها. ويمكن التوصّل إلى تحقيق تجاوب التعليم مع حاجات الطالب لتقدير الذات بثلاث طرائق هي: الثناء والبناء والتذكير بالنجاحات والأهداف.
- الثناء: يمكن للمعلمين تحفيز طلابهم بالثناء على إنجازاتهم مهما صغرت، مع مراعاة تفادي الثناء الزائف. استخدم تعليقات مثل "كنت رائعًا في استخدامك الأمثلة لتوضيح النقاط الرئيسة في ورقتك" بدل قولك: "ورقتك جيدة"، إذ إن الطلاب يستوعبون جيّدًا مثل هذه التعليقات العامة.
- البناء: بإمكان المعلمين تزويد الطلاب بالبنية اللازمة للنجاح. قدِّم أوّلًا تعليمات بسيطةً وواضحةً لإنجاز المهمة، ثمّ جزّئ الواجبات إلى مهام أصغر ليسهل التعامل معها. بعد ذلك ضع خطةً لإنجاز كلّ مهمة صغيرة.
- ذكّر الطلاب بالنجاحات والأهداف: قد يساعد تذكير الطلاب بالنجاحات الماضية والأهداف المستقبلية على زيادة الدافعية. بإمكان المعلمين والطلاب على حدّ سواء أن يتواصلوا مع النجاحات الأكاديمية والاجتماعية من خلال صحيفة دوريّة يسجّلون فيها طبيعة النجاحات وتاريخها. استخدم صحيفةً أو ملصقًا لتدوين الأهداف قصيرة المدى وبعيدة المدى، وعد إليها دائمًا من أجل إحداث التأثير الدافع. حاول أن تربط المهمة بهدف أو أكثر، وبيّن كيف أنّ إنجازها بعدئذٍ سيؤدي إلى تحقيق هدف ما.
· الحاجة إلى تحقيق الذات: قد تتولد الدوافع لدى المرء من حاجته إلى تحقيق ذاته، أو من حاجته إلى التعبير الإبداعي وبلوغه إمكانات أحد ما. وهناك طريقتان لتحقيق تجاوب التعلم مع حاجة الطالب إلى تحقيق ذاته هما:
تكوين التوقّع المسبق: حفّز الطلاب على التعلّم من خلال تكوين التوقّعات. لا تختلف هذه الاستراتيجية عن استراتيجية شركات الأفلام المتمثّلة بعرض لقطات من الفيلم لتحفيز الناس على مشاهدته. بإمكان المعلم في غرفة الصف أن يعرض موضوعًا ما، وأن يشجع الطلاب على السؤال عمّا سيحدث بعد ذلك، أو أن يقدّم شرحًا مسبقًا. أوجد عامل الإثارة لتحفيز تعلّم طلابك. بإمكان الطلاب أن يتعلّموا كيفيّة توقَع ما سيعطى لاحقًا في محاضرة ما بالاستفادة من المحاضرات السابقة أو الدروس والقراءات المنصوصة.
البناء الإبداعي: أوجد وسائل مبتكرةً لتقديم المفاهيم المهمة، ومن ذلك إعادة تمثيل حدث تاريخي مهم. امنح الطلاب الفرصة لتطبيق معارفهم بطرائق مبدعة. مكّنهم من أداء دور المعلم أو الدليل السياحي، واعرض المعلومات الجديدة من خلال المزيد من الطرائق المبتكرة.