زيارات المرأة "السرية" من دون إذن الزوج!
تسود مجتمعاتنا العربية عادةُ خروج كل من الزوج أو الزوجة من دون علم الآخر؛ يخرج الرجل إلى مواعيده وعلاقاته سراً، وتخرج الزوجة في غياب زوجها، فلا يعلم أحدهما أين يذهب الآخر، ولا ماذا يفعل.
وهذا يدل على الكذب المستمر في العلاقة الزوجية، ويزيد الشك في الحب، وكل ذلك ينعكس على الأسرة، فيتأثر الأبناء بطريقة الآباء، ويبدؤون التحايل والكذب؛ بدءاً من إجاباتهم على الهاتف "بابا غير موجود".. في حين يكون الأب جالساً على الأريكة وهو يشير إلى إبنه أو ابنته إشارةً تعني أن غير موجود. وليس إنتهاء بالهروب من المدرسة لقضاء الوقت في الشوارع والحدائق العامة وصالات السينما ومع رفاق السوء. لكن لماذا تنتشر هذه العادة؟ وكيف تحولت إلى ظاهرة؟
تقول "م/م": لا يسمح لي "زوجى" بمغادرة المنزل إلا مع أحد أولادي، أو مع إحدى أخواته، حتى لو كنت مضطرة إلى مغادرة البيت لأجل شيء ينقصني للطبخ، أو في حالة المرض، أو في العيد أو أية مناسبة أخرى، لا حيلة لي غير أن أعرف متى سيكون خارج البيت لأذهب لزيارة صديقاتي أو جاراتي، أو أذهب إلى التجول في الأسواق.. ثم أعود قبل أن يصل وأوهمه بأنني طوال غيابه موجودة في البيت، انظف وأطبخ، وأقوم بواجباتي العائلية.
وتقول "ت/ح" البالغة من العمر 45 عاماً: مجتمعنا لا يقبل الصدق، وزوجي لم يتعوده كنت أصارحه، فكان يتشاجر معي، ويحلف بالطلاق ألا أذهب إلى جارتي الفلانية، أو مناسبة خطبة إبنة أختي، أو لشراء بعض الثياب.. وذات يوم، رأتني جارتي باكية، "مضروبة كفين محترمين"، فسألتني عن آثار الضرب وورم عيني، فأخبرتها بما يحدث.. حينئذ، دلتني على الطريق الصحيح- الله يوفقها- وقالت لي: "كل النساء لا يخبرن أزواجهن- إلا نادراً- بخروجهن من البيت، إذهبي أينما تريدين ولا تخبريه، وكوني ذكية كي لا يكتشف أمرك"، فسألتها: "كيف"؟، فقالت: "زوجك موظف، وتعلمين متى يعود من عمله، وما عليك إلا استغلال الوقت بين مسؤوليات البيت والزيارة.. الخروج أهم.. اخرجي، ثم عودي قبل مجيئه، ومثّلي عليه أنكِ مرهقة من عمل البيت، وأنك منذ خروجه وحتى الآن لم تتوقفي ثانية عن الشغل".. وهكذا بدأت أفعل، وأنا أعيش الآن سعيدة وهو سعيد!
و هـ/ا (معلمة إبتدائي- 35 سنة) رأيها: "على الرغم من كل تطورات العصر فإننا مازلنا نعاني في مجتمع الذكورة، وللأسف الرجل الذي تزوجته مازال معقداً، لأنني معلمة ولأنَّه حرفيّ.. وعليّ أن أنصاع لأوامره حتى لو كانت غير منطقية، وعندما تختلف في الرأي نتعارك بالأيدي! لا يقبل إلا أن أخرج معه.. ممنوع أن أدخل لتناول القهوة مع أية جارة.. عليّ أن أزور أهلي مرة واحدة في الأسبوع ولمدة ساعة أو ساعتين! كما أنه يقبض راتبي بناء على وكالة أعطيته إياها ليزداد ثقة بي، لكنه يزداد قسوة، ولا يعطيني من راتبي أكثر من ألف ليرة سورية! بين المدرسة والبيت وأهله وأهلي ومشكلاتنا أقضي حياتي، وقد أجد أحياناً في أثناء الدوام قليلاً من الوقت لقضاء مشوار ما مع زميلة!
- حفاظاً على الأسرة
بينما أصبر الرجال على ضرورة التحرك "من وراء ظهور الزوجات" حفاظاً على الحياة الأسرية، حول ذلك أجابني أ/ك (تاجر- 55 سنة): "لا يمكن أن أطلع زوجتي على جيبي ولا على علاقاتي. هي تقدر ذلك رغماً عنها، ولا أخفيك أن لي علاقات نسائية! فكيف سأطلعها على ذهابي وسفري وتحركاتي! كما أخشى أن تعرف ما في جيوبي؛ لأنَّها لا تفكر إلا في "صرف ما في الجيب ليأتي ما في الغيب". تريد أن تتركني على الحديدة كي لا أتزوج ثانية!
أمّا ب/ل (45 سنة) فضحك قائلاً: "بصعوبة، أتملص من زوجتي لأسهر مع شلة من أصدقائي، وعلى الرغم من ذلك تطاردني بالإتصالات الهاتفية! صرت أتناسى هاتفي الجوال كي لا تزعجني. لكن حين أعود متأخراً لابد من المشاجرة والشكوك!
- خطوتان:
يقضي بعض الأزواج حياتهم عادّين الزواج سجناً أو مؤسسة عتيقة، وكل منهم يريد الانفراد بتصرفاته بعيداً عن الآخر مهما تكن النتائج.. والسبب هو عدم احترام هذه العلاقة الزوجية، من دون النظر إلى العواقب التي غالباً ما تحمل بذور التفكك الأسري، واستيطان المشكلات العائلية، وربما انتقال الأمراض لاسيما الجنسية منها، إضافةً إلى أمراض نفسية كالإكتئاب والحزن وعدم التوازن الداخلي، وللإبتعاد عن كل ذلك، لابدّ من خطوتين بسيطتين:
أولاهما إحترام الذات، وثانيهما إحترام الآخر، فلا يشعر أحد الزوجين بأنه مكبوت أو ضائع الحقوق، ولا بأنّه يعيش في بيت أشبه بسجن غوانتانامو. كما أن على الزوجين أن يكونا رحيمين ببعضهما؛ فلا يكون أحدهما على الآخر هيئة رقابة وتفتيش، أو مخفراً صغير، أو لجنة قمع وتدخل مستمر!
احترامى لك حواء