عندما كنت صغيرا ً
كنت أرى الكبار .. وما يفعلون
كنت أراقبهم جيدا ً ... أحفظ كلامهم وأفعالهم
أقلدهم ... لا أدري هل هو صائب أم خاطئ ما يفعلون
رأيتهم يكرهون ... وأنا بدوري كــــرهت ...
دخل قلبي الصغير ... تحرك هنا وهناك ..... أثقل قلبي
لم أعد أتحمله ولم أستفد منه ..... أزحته بعيدا ًعنــي .
رأيتهم يتكبرون ....
تكبــــــرت ..
تعاليت ...
ذهبت بعيدا ً الى هنــــــاك ...
لكن ... لم أستصغ نفسي ... قبل البشــــر
محوت الكبـــــر .... وعلمت أنه لا يعلو شخص الا بتواضعه .
أعـــدت النظر الى الكبـــار ...
فأذا هم قــد أبتـــــدوا في الخيانه ....
خضت بأمر الخيانه ...
سابقتهم عليها ..... وهم بدورهم أتقنـــوها
تألم قلبي الصغير فجاءه ...
قلبته هنا وهناك ... بحثت دواءه ... لكني لم أعلم داءه
وعندما قالت لي الأيام .... أنها الخيانه
سارعت وسكبتها من قلبــي
وجدتهم بعد أمد على الكذب ...
الذي أذاقني مرارة أوراق القنب ...
أنطلق لساني بـــه ... وعشت حلاوته الزائفه
وبعد مرارة الكذب ... أتوني بمرارة الحقد
وتوالى علي بعده .... نكران الجميل
وبعده .... كـــذا .... وكــــذا .... وكـــــذا .
وفي ذات صباح ... أشتد ألم قلبي ... وزادت نبضاته
وأصبحت أقبض عليه بيدي بقــــــوه ...
تسكعت من الألـــــم هنا وهنـــــــــــاك ...
أشـــــتد بي الألــــــــــــــــم ...
أصبحت أســــــابق الــــــــريح وأنا جـــــــريح
أدافع المـــــوج رغم أنني لم أكن داخل البحـــــــر
ابتعدت عن أهلي وأحبابي ... لمجرد خوفي أن أنقل لهم عدوى قلبي
غابت الشمس ...
لكن لم يغب الألـــــــم عن قلبــــــي
صارعت ساعات الليل ... من غير أنيـــس ولا خليل
صبــــرت على لدغــات عقارب الساعه لي ...
لعلي أحظى بنور الصبـــاح ....
أريد أن أرى من حولي
من يبحث عنــــــي ... من أشتـــاق الي
أظمـــاني شــــــوقي ....
شربت المـــاء باأكفــي
لأنني لم أجــــــد أناء ...
وأخيــــرا ً ... تنفست الصعـــــداء
عندما .. سمعت عصافيـــــر الصباح قد بدأت تغـــرد
أستندت على حائط كان بالقرب مني ..
وقفت .... تأرجحت ..... وقعـــــت
استندت مجددا ً... انسكبــــت دموعـــي
ليس لأحساسي بضعفي ..... ولكن حزن ً على قلبـــــــي ...
تدافعت أنفاسي للمضي قدما ً .... سرت... تتسابق خطاي ببطئ
نظرت الى الشمس ... كأنني أرى نورها للوهلة الأولى
أستنشقت الهواء بقوه ...
لكني لم أصل بتلك القوه الى خلو قلبي مما حملني به الكبــار
تحركت ونظرت أمامي ... فأذ بي أرى شخص يقف بجوار شجره عظيمه
وقد أتكئ عليها ....
أقتربت منـــه ....
تـــــــراجعــــــت ...
أنه من هؤلاء الأشخاص الكبار ...
خفق قلبي أكثر وأكثر
وقفت ..... فكرت أنه أملي الأخيــــــــر
لعلي أجده طيب القلب .... ولعلي أيضا ً أجد معه ورقه وقلم
أكتب .. لشخص عزيزا ً على قلبي .... رسالتي الأخيـــــره
أقتربت منه أكثر ...
أنتبه لوجودي .... استــــدار
رأيته وقد أبتسم .... عرفت أنه الشخص الذي كنت سأكتب له رسالتي
أقترب مني .... أمسك بيدي .... أسندني على كتفه لكي أستطيع الســــير
وضعني بظل الشجـــره .... تلاطمت أنفاسي
استـــدار لكي يذهب مجددا ً ....
استــــدار مودعا ً...
تنهـــدت ....
ناديته بقوة الصـــوت الذي أملك
نظر الي ... وقال
صدقني لا أستطيع المكوث هنا ... فراقنا رغم عني
يكفي أنني أراك على قيد الحياه .... بالرغم أن قلوبنا ليست كذلك
تنهدت .. وتنهد هو ..... انسكبت دموعــــــه
أشرت اليه أن يقترب .... جففتها بيدي
أمرته أن لا يعود للدموع مرة أخرى
زاد في سكب دموعه ... تألم قلبي بقوه أكثر
رجوته أن يكف ... جففت له دمــوعه مرة أخرى
توقف عن البكاء .. لكن بقيت ملامح وجهه حزينه
ابتسمت ..لأذهب حزنه ... استغرقت ابتسامتي وقتا ً لكي تخرج
كانت كفيله بازدياد همه ...
سردت له من قصص الحياه ... وأنها لاتعدو دنيا ونحن بها مرتحلون
وهي ليست باقيه لأحد ... وأن الدار الأخره هي القـــــرار
تنهد وبكى مجددا ً ...
أما أنا فازداد بي الألـــم
تسارعت السكـــرات ... أصبحت أرى وجهه الحزين بغير وضوح
تأكدت من أنها النهاية ..
قبضت على يديه الصغيرتين ... أملت رأسي على صدره
وقلت له ... أحبك للأبــــــــــــــد
أنتبه لنفسك .... الزمن بي وبدوني لن يتوقف
غفوة ... وكان أخر ما سمعت
هي كلمة ... أرجـــــــوك لا تذهب
غفوة .... بهدوء ..... بدفئ
أنتهى هذا القلب الصغيــــــر ...
تــــــرك معشـــــــوقه ....
تـــــركه للأيــام وحيــــــدا ً ....
مـــات قلبــــه ... وعاش بجســـــده يكابــد الحيـــــاه .