المؤرخ سليمان الموسى .. سيرة مبدع وذاكرة وطنالمؤرخ سليمان الموسى
توافق، غدا، الذكرى الثالثة لوفاة المؤرخ الأردني سليمان الموسى.
ولد الراحل في قرية الرفيد، في محافظة إربد، عام 1919، وتلقى علومه الأولى في كتّاب القرية ومدرستها، ثم التحق بمدرسة الحصن، وعمل ـ في البداية ـ في مجال التدريس، ثم ذهب إلى فلسطين، وعمل في حيفا ويافا، وفتحت أمامه أبواب الثقافة، فكتب أول مؤلفاته، «الحسين بن علي والثورة العربية»، حيث أثرت فيه شخصية الشريف الحسين الذي رفض الاعتراف بمطالب الإنجليز في الانتقاص من حقوق فلسطين العربية، فنفي وشرد بعد أن كان ملك العرب، وهذا الكتاب لم ير النور، إلا في عام 1957، في عمان.
بعد عودته من فلسطين عمل في المفرق، في شركة بترول العراق، ثم انتقل إلى العمل في إذاعة عمان، في جبل الحسين، عام 1957، ثم في دائرة المطبوعات والنشر، ليشرف على مجلة «رسالة الأردن»، التي نشر فيها العديد من المقالات عن الأردن ورجالاته.
وفي أثناء عمله، في المجلة، ألف ـ مع منيب الماضي ـ الجزء الأول من كتابه «تاريخ الأردن في القرن العشرين»، أما الجزء الثاني فكتبه، منفرداً، في عام 1997.
ثم انتقل الراحل إلى العمل، في وزارة الثقافة، حيث ترأس تحرير مجلة «أفكار»، لعام 1966، وبقي في الوزارة حتى تقاعده عام 1984، ثم عين مستشاراً ثقافياً لأمين عمان الكبرى حتى عام 1988.
وقال د. عصام سليمان الموسى أن اللجنة التي شكلت لتكريم الراحل الموسى أوصت بإعادة طباعة الأعمال الكاملة للراحل، والتي يبلغ عددها 45 كتاباً، مبيناًَ أن اللجنة التي يرأسها المؤرخ د. علي محافظة، وتضم في عضويتها ممثلين عن وزارة الثقافة، ورابطة الكتاب الأردنيين، وأمانة عمان الكبرى، ود. أمين مشاقبة.
وصدرت، حديثاً ـ بطبعات جديدة ـ خمسة كتب من ضمن سلسلة الأعمال الكاملة للموسى، وهي: «آثار الأردن»، و»عمان عاصمة الأردن»، و»يا قدس»، وكتاب «لورنس: وجهة نظر عربية»، الذي اكتسب شهرة عالمية بعدما ترجم للإنجليزية، والفرنسية، واليابانية، وكتاب «الوجه الآخر: كتاب ومؤرخون في كل واد يهيمون». وسيتم، في احتفالية كبيرة، تقديم ثمانية كتب أخرى للمرحوم؛ أربعة منها بدعم من وزارة الثقافة، وهي: «مذكرات الأمير زيد: الحرب في الأردن 1917-1918»، و»صفحات مطوية من تاريخ الأردن 1946-1952»، و»صور من البطولة»، و»ذلك المجهول» (قصص قصيرة)، و»الزوجة المثالية» (قصص مترجمة).
وعن منتدى الفكر العربي سيعاد إصدار مجلد «الحركة العربية»، الذي حقق شهرة عربية دفعت الباحث، د. بشير موسى نافع، ليعده إلى جانب كتاب جورج أنطونيوس «يقظة العرب»، وكتاب ساطع الحصري «البلاد العربية والدولة العثمانية».
وزار، حديثاً، الباحث البريطاني، د. نيل فوكنر، المهتم بتاريخ الثورة، والذي يدّرس في جامعة بريستول، مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن، حيث أكد ـ من بعد اطلاعه على ما فيها من كتب، ومؤلفات ـ أهمية ترجمة كتاب الحركة العربية، على اعتبار أن الغرب، عامة، يجهل مآثر الثورة العربية وإنجازاتها.
وكانت أمانة عمان الكبرى أطلقت على مكتبتها، في مركز الحسين الثقافي، اسم «مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن»، حيث غدت موئلاً للنشاطات الثقافية، خاصة توقيع كتب السيرة والبحوث المتصلة بالأردن، كما أطلقت الأمانة ومدينة مادبا وقرية الرفيد اسم الراحل على أحد شوارع كل منها.