أعجب لحال الإنسان فالرجل مثلا يبغض صاحبه لأنه يخالفه جنسه.فإن عرف أنه يوافقه أبغضه لأنه يخالفه في دينه فأن وافقه فيه أبغضه لأنه ينطق بغير لغته فإن نطق بها أبغضه لأنه لا يشاركه وطنه فأن كان مشاركا له أبغضه لأنه يزاحمه في حرفته فإن ابتعد عن مزاحمته أبغضه لأنه يخالفه في رأيه فأن لم يخالفه أبغضه لأنه لا يحاكيه في لونه فإن لم يجد شيئا من هذا و لا ذاك أبغضه لأنه يشبهه كأن قضاء على الإنسان أن يبغض كل صورة غير الصورة التي التي يراها كل يوم في المرآة
أعجب لحال الإنسان يريد كل شيء جميل له فتراه يلهث وراء موارد العيش غير آبه بحال حتى أخيه من أمه وأبيه فعنده المادة فوق كل اعتبار فلو اقتضت الحاجة أن يبيع أخيه أو يخونه أو يقتله من أجل مصلحته لفعل.
و لكن يوجد أناس مازالت شمعة الإيمان تملأ قلوبهم ضياءا و نورا فتراهم يحبون لإخوانه ما يحبون لأنفسهم و أكثر لأنه ببساطة استطاعوا أن يفكوا اللغز الذي عجز الكثير من الناس عن إيجاد المفتاح الذي يوصلهم إلى السعادة..إنه الإخاء
هذا الكنز المفقود الذي لا يشترى بالمال و لا بالجاه..بل هو ليس للبيع أصلا بل هو صفة مكتسبة يكتسبها كل من عرف طريقا إلى الجنة.