كان ذلك منذ سنوات..أين كانت أمال فتاة في مقتبل العمر تدرس في الثانوية.كانت معروفة في حيها بأخلاقها العالية و إطلالتها البهية كانت تساعد الناس و تعطف عليهم كانت قليلة الكلام كانت زهرة الحي و لا يختلف ذلك عن حياتها في الثانوية فقد كانت أمال تحمل كل ما قد تتخيل أن تجد في طالبة علم مثالية فقد استطاع هذا الملاك ان يجمع بين الأخلاق و العلم فقد كانت علامات أمال عالية و غالبا متحصل على أعلى معدل في القسم بل في المؤسسة بأكملها ..
استطاعت أمال أن تستعبد قلوب كل من رآها فقد كانت زيادة على كلماتها الحلوة و ابتسامتها المشرقة تحمل في طياتها قلبا حنونا مساعد للغير لا يحمل حقدا و لا غلا على أحد.كانت محبوبة بين معلميها فقد كانوا جميعا يشهدون لها بحسن السلوك..
كانت أمال مقبلة على شهادة البكلوريا و كما كان متوقعا تحصلت الفتاة على أعلى معدل في مؤسستها .. كانت الفرحة لا توصف في الثانوية الحي و أكيد المنزل.فقد فرح الجميع انتصار المجهودات التي بذلتها طيلة العام..
كانت أمال مقبلة على حياة جديدة..اااه كانت منذ صغرها تحلم أن تكون طبيبة و ها هو الباب قد فتح على مصرعيّه لكي تحقق حلمها و تبني حياتها و تساعد عائلها..
المشكلة الآن هي أن الجامعة بعيدة و لا تستطيع الذهاب و العودة أن أنها مرغمة على المبيت هناك..أبوها قال لها انسي الأمر محال أن أتركك تذهبين إلى الجامعة..هذا عار في تقاليدنا..ما هو الوجه الذي سأقابل به أصدقائي عائلتي و جيراني..
حاولتا أمال أن تشرح الأمر لأمها و لكن ماذا عسى الأم تفعل بعد أن قرر رب البيت..
كانت أمال أمام حتمية التوقف عن الدراسة فأبوها قد أغلق الباب عليها و منعها من مزاولة دروسها..فصديقاتها يهاتفنها و يبحثن عنها و هي تجيبهم بدمعة أسى و بتنهد يحمل في طياته الحسرة و الحزن..
انتهت قصة أمال بتقدم أحدهم لطلب يدها كان صاحب مال و جاه .. قبلت أمال رغم أنفها فكان هذا انطفاء لشمعة أرادت العيش أرادت الإبداع أرادت التغيير فتحول الحلم إلى كابوس و الفرحة إلى حزن و الأمل إلى حسرة و ندم..
أمال ليست وحدها من تعاني في هذه الدنيا فمثلها كثير من هم الآن يعانون في صمت..فإلى متى تبقى العادات و التقاليد و الأعراف تطفئ شموع الأمل و حب العيش؟؟ !