الزَّوَاجُ مُجَامَلَةٌ لِـ الأَهْلِ أَوْ بـِ الإِجْبَارِ ,!

الزَّوَاجُ مُجَامَلَةٌ لِـ الأَهْلِ أَوْ بـِ الإِجْبَارِ ,!

سَلاَمٌـ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمـْ


قَضِيَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ ِمَوْجُودَةٌ مُنْذُ الأَزَلْ ولاَزَالَتْ جُذُورُهَا تَمْتَدُّ طُولاً
إِلَىْ أَنْ وَصَلَتْ بِنَا إِلَىْ زَمَنِنَا هَذَا ولَنْ تَتَوَقَّفْ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ عَزَّ جَلاَلُهُ
قَضِيَّةٌ تَتَحَكَّمُـ فِيْ مَصِيرِ الكَثِيرِينَ مَابَيْنَ السَّعَادَةِ والشَّقَاءْ
قَضِيَّةٌ قَدْ يُتَاحُ لَهُمـْ مُنَاقَشَتِهَا وقَدْ يُؤْخَذُ بِـ آرَائِهِمْـ بِهَا
قَضِيَّةٌ قَدْ تَهْدِمُـ بُيُوتًا أُنْشِئَتْ عَلَىْ خَطَأْ

أَلاَ وهِيَ الزَّوَاجُ مُجَامَلَةٌ لِـ الأَهْلِ ولـِ إِرْضَائِهِمـْ
أَوْ قُبُولُ الزَّوَاجِ بـِ الإِجْبَارِ والإِكْرَاهِ



رُغْمَـ قُدْرَتِهِمْـ عَلَىْ قَوْلِ لاَ يَقْبَلُ الكَثِيرُ مِنَ الشَّبَابِ
بـِ إِخْتِيَارَاتِ أَهْلِهِمْـ لَهُمـْ مُجَامَلَةً لَهُمْـ أَوْ رُغْمًا عَنْهُمـْ
تِلْكَ العَادَاتِ المُنْبَثِقَةْ مُنْذُ القِدَمْـ لاَتَزَالُ تُسَيْطِرُ عَلَىْ عُقُولِ بَعْضِ أَصْنَافِ البَشَرْ
يُحَدَّدُونَ حَيَاةَ فَلَذَاتِ أَكْبَادِهِمـْ حَسْبَ أَهْوَائِهِمـْ
مُتَجَاهِلِينْ تَمَامًا وِجْهَةُ نَظَرِ أَبْنَائِهِمـْ
وأَنَّهُمْـ لَهُمْـ كُلْ الضِّمْنِيَّةِ لـِ تَقْرِيرِ مَصِيرِهِمـْ
وهُنَاكَ فِئَةٌ مَغْلُوبٌ عَلَىْ أَمْرِهَا لاَيَمْلِكُونَ سِوَىْ كَلِمَةِ نَعَمـْ
إِرْضَاءًا لِـ أَهْلِهِمـْ لـِ ضُعْفِ شَخْصِيَّاتِهِمـْ
ولاَنَخْتَلِفُ أَنَّ إِرْضَاءَ الوَالِدَيْنِ مُهِمٌّـ وقَدْ نَصَّتْ عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ الإِسْلاَمِيَّةُ
لَكِنْ هَلْ مِنَ المَنْطِقِيَّةِ والعَدَالَةِ إِرْغَامُـ الأَبْنَاءِ عَلَىْ الزَّوَاجِ مِنْ مَنْ إِخْتَارُوهُمْـ لَهُمْـ ؟!
وهَلْ قُوَّةُ الشَّخْصِيَّةِ مَطْلُوبَةٌ لـِ مَنْ لاَيَسْتَطِيعُونَ الرَّفْضَ مُجَامَلَةً لـِ أَهْلِهِمْـ ؟!



مَوْضُوعٌ لَفَتَ نَظَرِيْ وإِنْتِبَاهِيْ أَرَدْتُ طَرْحَهُ عَلَيْكُمـْ
لـِ أَخْذِ آرَائِكُمْـ بِـ مَكَامِنِهِ

عظم الخطوبات ومنذ القدم كانت تتم من الطفولة .. بأن مثلا يتفق الأب مع أخيه بأن ابنه لابنة أخيه .. وهكذا.. فـ يكبر الشاب .. ليجد نفسهـ مخطوباً لابنة عمهـ .. التي قد لا يشعر تجاهها سوا بأنها مثل (أخته) .. ولا يتفهم الأب رفض ابنهـ فهو لا يريد (أن يرجع بكلمته) أمام الناس.. ويضطر الابن للقبول تحت تهديد عبارة (إذا بدك اموت وانا راضي عنك تزوج بنت عمك) .. والابن بياكل هوا وبيتزوجها وبتبدأ المشاكل غالباً قبل انقضاء شهر على الزواج ..
للأسف بعض الآباء يرون أن من حقهم اتخاذ كافة القرارات في حياة أبناءهم في اختيار التخصص الدراسي واختيار اصدقائهم احيانا وحتى الزواج .. بل يرون ان ذلك واجباً مفروضاً عليهم..
وبعضهم يفعل ذلك من أجل أن يقال عنه : أحسن تربية ابناءه ..
والبعض الآخر .. يرى في الزواج (صفقة مربحة) فـ يخطب لابنه ابنة رجل الاعمال الفلاني لـ بناء علاقات تجارية عن طريق الزواج !!!!!
وقليلاً منه يرى أن ابنه (غير مؤهل) لاتخاذ قرار اختيار شريكة الحياة لهـ .. فيختارها أهلهـ وما عليهـ سوى القبول ..
أما عن إجبار الفتيات .. فـ حدث ولا حرج ..
(ابن العم أولى في بنت عمه)
(الزوج رحمة ولو كان فحمة)
(ضل راجل ولا ضل حيطة)
وغيرها من الأمثال والأقوال التي تعطي حافزا للأهل لتزويج بناتهم رغماً عنهن ..

ارضاء الوالدين لا يكون على حساب النفس وظلمها مدى العمرالعادات والتقاليد هي المسبب الاول في استمرار تلك الظاهرة الغريبة في مجتمعناالا وهي ارغام كلا العروسين ببعضديننا الحنيف اعطى حرية الرأي ..بذلك من خلال النظرة الشرعيةوابتعد تماما عن اسلوب الجبر والارغام...بداافع البر بالوالدين

النسبة لطرحك أقول أن المجاملة والدين إذا اجتمعتا معا، فالأولى هو ترجيح جانب الدين ، فالزواج يقوم على شروط وأركان، ومن أركان عقد الزواج الذي يسمى في القرآن بالميثاق الغليظ ) الإيجاب والقبول ، فالإيجاب هو الكلام الذي يصدر أولا من أحد العاقدين يعبر فيه عن استعداده لاتمام ذلك العقد، بينما القبول الكلام الذي يصدر من الطرف الآخر دالا على رضاه، ولا يغيب عن أذهاننا ما روي عن عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " جَاءَتْ فَتَاةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ ، لِيَرْفَعَ خَسِيسَتَهُ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَمْرَ إِلَيْهَا ، قَالَتْ : فَإِنِّي أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي ، أَرَدْتُ أَنْ تَعْلَمَ النِّسَاءُ ، أَنْ لَيْسَ إِلَى الآبَاءِ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ " فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الفتاة أن تجامل بل جعل أمر زواجها بيدها، ولم يدخل الرسول موضوع البر بالوالدين كما هو واضح ، علما بأن هنالك شبابا قد يقعون في نفس الإشكال ، ولكن كان تركيزي على الفتاة لأنها الحلقة الأضعف، إذن حل الكثير من المشاكل في الدنيا هو بالفهم الصحيح للدين ، الذي دعانا رسولنا الكريم إلى التمسك به ممثلا في الكتاب والسنة،

طرح قيم يمس الواقع ويا للأسف!!!

ضية تكاد تكون واردة في معظم الأسر العربية
لا أقلل من شأن رأي الأهل ونضج أفكارهم وبعد نظـرهم
وأدرك تماماً أنه مهما بلغ العمر بنا يبقوا الأهل أدرى بمصلحة أبنائهم وأعلم بها منهم
لكن ان قست الموضوع على نفسي صدقاً سأجد صعوبة بالغة في تقبل آخر لا أكن له أي مشاعر
من الصعب جداً أن أتعايش مع شريك عمري بناء على مشاعر أهلي تجاهه ورؤيتهم له بعين الكمال !

نأتي إلى رفض الشاب وارغامه على الزواج بمن وقع عليها الاختيار من قبل أهله
فأي علاقة تلك التي نقطة بدايتها كانت عدم تقبلها كشريكة وزوجة وأم لأبناء المستقبل
وأي حسرة ستسكن قلبها تلك التي لاذنب لها سوى أنها قبلت به دون أي علم برفضه لها مسبقاً !

علاقة غير عادلة تماماً كان أساسها قضبان وحبس لابد أن يأتيها يوم و تتحرر !!
هي مظلومة معه .. وهو مظلوم بها ..
لا ننكر أنه من الوارد أن تلاقي تلك العلاقات نجاح
لكن مهما كبرت وتوطدت العلاقة سيظل الرفض الأول قابع في ذاكرة كلانا ..