لسماء لاتغلق ابوابـهــــا
السماء لاتغلق ابوابـهــــا
عندما ترى بابك مفتوحا فهذا دليل على شعورك
بالامان وانك لاتخاف احدا اما عندما تغلق بابك
فانك تبحث عن الامان وتلوذ بالاقفال مستجيرا
من الخوف الذي يبدا بداخلك كنقطة سوداء لا
تلبث ان تكبر حتى تنسج عباءة حالكة السواد
حولك ولا مهرب امامك سوى الاختباء ولايكون
الاختباء الا باغلاق جميع المخارج والمداخل
فتغلقها حولك باحكام وتسجن نفسك من دون
ان تشعر في سجن انفرادي وتعزل ذاتك عن
العالم وعن الحياة بجميع مباهجها وفتنتها .
ولو انك وعيت حقيقة الحياة لفتحت النوافذ
والابواب للشمس والهواء النقي وفتحت قبل
هذا باب قلبك للناس ولاتنس ان هذا الباب يجب
الا يغلق ابدا وتحت اي ظرف لان في اغلاقه قطع
شريان الحياة الاقوى كما عليك اذا كنت ذا نفوذ
وسطوة الا تغلق بابا للرزق يعتاش منه الناس
لانك لو فعلت ذلك فانك تزهق ارواحا من دون
ان تعلم وتجوع اطفالا لاذنب لهم ربما دون ان
تقصد فمسالة توفير النفقات من خلال صرف
العاملين من الخدمة هي اسوأ اساليب التوفير
وكما يقولون هي الامثال قطع الاعناق ولا قطع
الارزاق ولكن للاسف هناك من الناس من لا
يبالي بقطع الاعناق والارزاق معا بل يعمد الى
اغلاق ابواب الخير المشرعة واقفالها بعنف !
وكما ان للخير اهله الحاضرين عليه فللشر ايضا
اهله وهكذا هي الدنيا ولكن على الانسان الا يغفل
او ينسى انه محاسب عن كل صغيرة وكبيرة
اتاها واذا كان واعيا ذلك فانه لن يغلق ابواب الخير
ولن يسمح لنفسه بان يكون من الفئة التي لاهم
لها سوى الحاق اكبر قدر من الاذى باكبر عدد
من الناس في اقل وقت ممكن وكأن هؤلاء
وامثالهم خلقوا للاذى فقط .فما ان يصل الواحد
منهم الى وظيفة من الوظائف الملتحمة بمصالح
الناس حتى يبدأ في اغلاق كل ابواب النفع عن
الناس بل انه يتباهى بما صنع .
ولايتورع عن ايذاء احد ابدا وكلما كانت الضحية التي امامه
ضعيفة بالغ في ايذائها ويستمر على هذا النحو حتى ياتي اليوم
الذي يطلب فيه منه مغادرة المكتب وتسليم العهدة التي بين يديه
الى نائبه او الى الشخص الذي عين مكانه فيخرج بعدها وهو
يجرجر اذيال الخيبة وينغلق الباب الذي خلفه باحكام بعد ان كان
هو يغلقه من الداخل باحكام شديد !
وياتي من بعده احد شخصين امارجل يعرف كيف يبقيه مفتوحا
على مصراعيه الى اخر يوم يقعد فيه هناك واما رجل يبادر الى
تغيير الاقفال لتكون اشد احكاما من اقفال سلفة العتيد !
اتمنى ان تبقي ابوابكم مفتوحة دوما بالخير وللخير
ودمتم بكل خير