لماذا بعضنا يخشى النقد ؟!! إليك فاقرأ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,,,,,
أعلم أنه بقدر قيمتك يكون النقد الموجه إليك.
تذكر أن النقد الظالم إنما هو اعتراف ضمني بقدرتك، وأنه بقدر أهميتك وقيمتك يكون النقد الموجه إليك.
وإني لأعلم علم اليقين أن الناس لا يشغلهم التفكير في زيد أو عمرو من الناس أكثر من لحظات، فهم مشغولون بالتفكير في أنفسهم منذ يفتحون أعينهم على اليوم الجديد، حتى يأوون إلى مضاجعهم، وأن صداعاً خفيفاً يلم بهم لهو كفيل بأن يلهيهم عن خبر موتي أو موتك.
وحتى لو نالنا من الناس كذب وافتراء، وطعن يوجه إلى ظهورنا جهراً أو في الخفاء، فلا ينبغي أن يحزننا هذا.
لقد اكتشفت _ أني عجزت عن اعتقال ألسنة الناس حتى لا يطلقوها فيَّ ظلماً وعدواناً _ إلا أنه وسعني أن أفعل ما هو خير من هذا؛ أن أتجاهل لوم الناس ونقدهم.
ودعني أوضح لك ما أعني: إنني لا أطلب إليك أن تتجاهل النقد إطلاقاً، وإنما أقصد النقد الظالم المغرض.
وتتجلى فائدة هذا الشعار حين تغدو هدفاً لنقد ظالم مغرض.
فأنت _ ولا ريب _ قدير على رد الصاع صاعين للشخص الذي يتصدى للرد على انتقادك له، ولكن ماذا عساك تفعل للشخص الذي يضحك من انتقادك له؟ لقد كان( لنكولن) خليقاً بأن ينهار تحت وطأة التوتر الذي ساير الحرب الأهلية الأمريكية، لو لم يدرك أن محاولة الرد على كل نقد يصيبه سخافة وحماقة.
قال لنكولن: =لو أنني حاولت أن أقرأ _ لا أن أرد وحسب _ كل ما وجه إلي من نقد لشغل هذا كل وقتي، وعطلني عن أعمالي، إنني أبذل جهدي في أداء واجبي؛ فإذا أثمرت جهودي فلا شيء من النقد الذي وجه إلي يهمني من بعد ذلك، وإذا خاب مسعاي، فلو أقسمت الملائكة على حسن نواياي لما أجدى هذا فتيلاً، فحسبي أنني أديت واجبي وأرضيت ضميري.
وإذاً فعندما يوجه إليك النقد ظلماً وعدواناً، تذكر القاعدة:
ركز جهودك في العمل الذي تشعر من أعماقك أنه صواب، وصم أذنيك بعد ذلك عن كل ما يصيبك من لوم اللائمين.
لقد كنتُ _ فيما مضى _ أُلقي على الناس مسؤولية ما ألقاه من مشكلات، لكني وقد علمتني الحياة، وازددت تجربة فيما أخال أدركت آخر الأمر؛ أنني وحدي المسؤول عما أصابني من سوء، وفي ظني أن كثيراً من الناس يدركون ما أدركت، ولقد قال نابليون وهو في منفاه بجزيرة سانت هيلانة : = لا أحد سواي مسئول عن هزيمتي؛ لقد كنت أنا أعظم عدو لنفسي.
وأخيراً إنك لتجد الحمقى وحدهم هم الذين ينساقون وراء الغضب لأتفه ما يوجه إليهم من اللوم.
أما العقلاء فيتلهفون على إدراك ما ينطوي عليه اللوم من الحقيقة؛ ليعملوا على تلافيه، وفي هذا الصدد يقول والت ويتمان: =أتراك تعلمت دروس الحياة من أولئك الذين امتدحوك وآزروك، وحنوا عليك؟ أم تعلمتها من أولئك الذين هاجموك، وانتبذوك، وقست قلوبهم عليك؟!!
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه