اشتهر الأمير بسمارك بالحزم في تقصي الحقائق وتمحيص المسلمات كان بسمارك في ضيافة الامبرطور الروسي عندما خرج منفردا للتريض في الصباح المبكر عبر المروج الخضراء الواسعة وفي مكان ناء وسط بقعة خضراء متسعة وجد بسمارك جندي حراسة بملابسه الملونة وخوذته اللامعة يقف وكأنه يحرس شيئا ما.
أخذ الفضول الأمير ودفعه للتلطف مع الحارس مستفسرا عن سبب وقوفه في تلك البقعة المنعزلة .غيرأنه فوجيءبقول الحارس :أنا لااعلم شيئا سوى أنها التعليمات ازداد فضول بسمارك وتوصل إلى استدعاء صف الضابط ولم يزد ذلك كثيرا عن جواب الجندي الجواب أنا المسئول عن تنفيذ التعليمات :ولم يستغرق الأمر كثيرا بالأمير الضيف حتى استعرض ضباط ثلاثة مستويات رئاسية أعلى ليحصل دائما على نفس الجواب أنها تعليمات الرؤساء
حمل الأمير بسمارك تساؤلاته إلى الامبرطور الذي استدعى وزير الداخلية ليكشف أن الأمر موروث من الوزير السابق ثم الأسبق .أحس الامبرطور بالتحدي وعرض مكافئة سخية لمن يدلي بمعلومات تفيد في التوصل إلى الحقيقة وأخيرا جاء الفرج طلبت إحدى المربيات العجائز في القصر مقابلة الامبرطور للإدلاء بمعلومات هامة أمر الامبرطور بإدخالها على الفور ووسط لكنتها المتكسرة وصوتها الهادئ الضعيف ظهرت حقيقة العجيبة والتي ضحك من اجلها الامبرطور وضيفه الأمير كثيرا
قالت العجوز :يامولاي لقد كانت جدتك الملكة عروسا في شهر العسل عندما خرجت تتنزه في ذات المكان فوجدت زهره برية صغيرة نبتت قبل أوانها فاستبشرت خيرا بذلك وطلبت من جدك المحافظة عليها حتى لاتطأها الأقدام .....
لقد أمر الملك الأسبق بتخصيص حراسة للزهرة البرية وماتت الزهرة ومات الملك ومات وراءه ملك أخر
واستمر النظام الأعمى يقوم بنفس العمل أحقاباً طويلة لان احد ا لم يفترض في نفسه أن يسأل عن جدوى ما يقوم به مكتفيا فقط بتنفيذ التعليمات .
ترى كم من التعليمات لانحتاجها اليوم في أعمالنا ونحتاج إلى تعليمات تواكب عصرنا؟