يوميات مرشدة طلابية

يوميات مرشدة طلابية

صباح مشرق ,شمس دافئة تسللت أشعتها لتبعث الدفء في أرجاء الكون,كأنها أم حنون تضم أبناءها لتحميهم من زمهرير الحياة
استقبلت ُ يومي بقائمة أعمال تنتظر إنجازها
دخلت مكتبي بدأت أرتب أولويات عمل اليوم ,نقرات خفيفة تطرق أذني رفعت رأسي فإذا بي أمام ملامح وجه
اتفقت فيما بينها على الاختلاف ,براءة ...حزن...ألم...حيرة...خوف....حب..ألقت إلي بابتسامتها وكأنها تعقد صفقة ود بيني وبينها
لأسمح لها بالدخول وقعت على صفقتها بالموافقة وابتسمت لها وأحرفي تتسابق(تفضلي يا بنيتي) مشت إلى أن وقفت أمامي
ولم ترفع عينيها فقد ضربت أوتاد بصرها بالأرض وكأنها تريد أن تحتمي بطبقات الأرض
تفضلي بالجلوس خرجت كلمتي وكأنني أرى وراء هذا الوجه الطفولي قصة لم تكتمل فصولها بعد
جلست ومازال بصرها في عناق مع الأرض
خرج صوتها واهنا
معلمتي عندي مشكلة ,ابتسمت وقلت لها مشجعة أنا معك وكلنا لدينا مشاكل ونحتاج أن يسمعنا أحد
قالت مشكلتي مختلفة عن كل المشاكل
قلت لها أسمعك بكل جوارحي تكلمي
قالت أخشى أن تفهميني خطأ
قلت لابأس أفهميني فقد أحتاج أن تأخذي بيدي لأفهمك حتى أضع يدي بيدك ونسير سويا لنضع أقدامنا في بر الأمان
تقاطرت دمعات ولكنها لم تسقط على حجرها فقد خاصمتها وأزاحتها بعيدا حتى لا أشعر بضعفها
أعطيتها منديلا وقلت لها قد يكون دمعنا هو الطريق لتخفيف ما نعاني منه ولكن الأفضل من ذلك أي يكون عند من يوجهنا ويأخذ
بأيدينا حتى لانترك حياتنا تتعرض للصدمات بدون أن نلبس واقي يحمينا
رفعت رأسها وكأنها تريد أن تلقي بحملها فقد أنهكها ثقله
قالت :أنا أحــــــــب
ابتسمت وقلت لها كلنا نحب
قالت لايا أستاذة لم تفهميني
قلت لها ألم نتفق أن تأخذي بيدي لتفهميني
قالت أحب شاب
سكتت وعيني مازالت تبحث في تقاسيم وجهها تجول في ثنايا روحها المتلاطمة
وسؤال كبير يرتسم في داخلي
لماذا جاءت إلي لتقول لي خبرها
أليس هناك من هي أولى أن تكون مرفأ لخوفها ؟؟؟
قلت لها : هل لك ِعلاقة معه
قالت:لا
قلت::هل تحديثينه
قالت:لا
قلت هل حاول الاتصال بك؟
قالت:نعم
قلت:ماذا عملتِ؟
قالت أغلقت الخط
قلت :لماذا؟
قالت:خائفة
قلت:من ماذا؟
قالت :لاأعلم
شعرت لحظتها أنني أتمنى أن أضمها إلي حتى تهدأ أنفاسها
فقد كانت كل خلية في جسدها ترتعد وكأنها خاصمت السكون
حينها قلت لها: كيف مذاكرتك؟
رفعت رأسها بنظرة كأنها تقول أنا في ماذا وأنت في ماذا فخرجت عبارتها بكل القوة المتبقية لديها
لاأعرف أذاكر
قلت تفكرين به؟
قالت نعم
أشعر بشيء قوي بداخلي عندما تذكر حروف اسمه حتى لو لم يكن هو المقصود
قلت لها كيف صلاتك؟أتحافظين عليها
قالت نعم الحمد لله
قلت هل لك نصيب من السنن ؟
قالت لا
قلت لها :لكن لماذا أحببتيه ولم تكن لك أي علاقة به ولم تحادثينه
قالت إذا اتصل أسمع منه كلمات جميلة
قلت هل هو صادق
تسارعت حروفها تحمل حمم غضبها على تطاولي على من تحب لترميها بكل قوة في سمعي
أكيد هو صادق ,لماذا يكذب علي؟؟؟!!!!
أطرقت والألم يجول بمبضعه في قلبي,كم من فلذات قلوبنا تخدع؟ذنب من ذلك؟
قلت لها هل أخبرتِ أمك؟
شهقت حتى خلت أن روحها تكاد تطلع مع آخر شهيق (كان تذبحني) وكأن كل حرف من عبارتها يحمل الخوف كله
قلت لماذا لم تخبرينها؟
قالت لأن الحب حرااااام,عيب الحب
قلت الحب ليس حراما
وكلمة أحبك ليست عيبا
شعرت أن حدقتها تكاد تخرج من محجرها وهي لاتحير فهما ولاجوابا
قلت لها هل العنب حرام؟
ابتسمت بسخرية وكأنها تقول لي معلمتي اسمحي لي أن أقول لك إنك لم تشعري بمعاناتي وهل هذا وقت العنب
ردت بعد فترة صمت وتكاد الحرف تجر بعضها بعضا
قالت لا طبعا ليس حراما
قلت لها والخمر
هنا نفذت كل لحظة صبر
قالت معلمتي هل تعطيني درس فقه ليس لي دخلا فيه
قلت لها تحمليني قليلا سنصل أنا وأنت إلى ساحة اتفاق
ولكن أكملي معي
تحمليني ممكن؟قلت لها ذلك وعيني مركزة على نظرها وكأنني أستعطفها
قالت :طيب
قلت لها طيب قولي لي الخمر حراما أم حلالا؟
قالت :طبعا حرام
قلت لها لماذا؟ مع إن أصله عنب والعنب حلال أليس كذلك ؟
أجابت بإيماء رأسها المثقل بكل المعاني المتلاطمة
قلت :لماذا هو حرام إذن؟
رفعت كتفيها علامة لعدم معرفتها
قلت لها لأن العنب فسد وتحول إلى خمر وأضر بمن يشربه
قالت لم أفهم العلاقة بين موضوعي وبين العنب والخمر
قلت لها الحب ليس حراما
ولكنه إن فسد فهو حرام
كما هو حال العنب إن فسد وخمرّ أصبح حراما
هل فهمتِ الآن؟
نظرت إلي بعينين ملأتها كل المشاعر المتضاربة
قالت بكل البراءة التي تحملها والطهر الذي تتسربل به
معلمتي هل لي أن أطلب طلبا؟
قلت لها أسمعك
وأجهشت بكل الدمع الذي حواه قلبها الصغير وأنفاسها تتلاحق
خوفا....حزنا......فقدا....
خرجت كلماتها لم تحسن ترتيبا
حاولت أن أسمعها فقد كانت شهقاتها تضيع كثير من الحروف لأفهم ما الذي تريده
ألقت بعبارتها (هل لك أن تضميني إليك)
خارت كل قوة لدي
أصبحت دقات قلبي تكسر حاجزها لتصل إلى مسمعها
خفت أن تخونني دمعاتي
صرخ سؤال داخلي بقوة
لماذا طلبت مني ذلك؟
أي حاجة تشعر بها ولم تشبع؟
أي علاقة بينها وبين صاحبة الحضن الأحق؟
أي رابط بينها وبين من تعيش معهم؟
لن أكمل ولكنني أريد إجابة
1_ما الذي دفع تلك الطفلة البريئة لتسقط في تلك الهاوية ؟
2_لماذا لجأت إلي ؟
3_لماذا طلبت أن تلقي بنفسها بين أحضاني بينما الأحرى أن تكون بين أحضان والدتها ؟

أسئلة تطرق بعنف علها تجد إجابة لديكن!!
أنتظر منكن وبعدها سأكمل ماحدث ...