"" الاهتمام الملكي بالشباب
المحامي عادل محمد الشناق
من اقوال المعزز: "وحيث أن الشباب الأردني يشكلون قطاعا واسعا من قطاعات المجتمع الأردني ..فإننا نتطلع دوما لتعزيز مشاركتهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . ومن هذا المنطلق فان حرصنا يتركز على أهمية الاستثمار في تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم بهدف إعداد جيل من الشباب المؤهل والقادر على تلبية
يمثل الشباب في الأردن كما هو الشأن في بقية بلدان العالم ثروة بشرية ذات أهمية أساسية في المسار التنموي وعاملاً ضرورياً في تغيير المجتمعات.
فقد عملت الحكومة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على استثمار الكثير من مواردها للنهوض بأوضاع الشباب من الجنسين ومن مختلف الفئات في جميع المجالات، فتعددت الإجراءات المتخذة من أجل أندماج أفضل الشباب في مسارات التنمية الوطنية والمساهمة فيها ، أيماناً راسخاً بأهمية مشاركة الشباب والتو اصل معهم وتنمية قدراتهم ورعايتهم وترسيخ جذور الثقة لديهم.
وقد أكد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في كتاب التكليف السامي لحكومة السيد سمير الرفاعي على دعم الشباب الأردني وإطلاق طاقاتهم وإمكانياتهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة وإشراكهم في مختلف قضايا مجتمعهم حتى يكون الشباب على قدر حجم المسئولية التي تقع على عاتقهم وحتى يتمكنوا من مواكبة متطلبات العصر ومن الإسهام في بناء وطنهم بكفاءة واقتدار وحتى يكون لهم الدور الفاعل والمشاركة الجدية في شؤون الوطن كونهم القادرون على أحداث نقلة نوعية في مستقبل الوطن وتحقيق الغد المشرق لأجياله.
وقد حرص جلالة الملك دوماً على جعل الشباب في قمة الأولويات وأن الالتزام بتوفير مستقبل أفضل لهم هو الدافع الرئيسي للتركيز على التعليم والنمو الذي يستند إلى توفير الفرص والاقتصاد المستدام.
فقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة أن الشباب هم الشريحة التي يجب الاعتناء بها وتوجيهها مع أهمية أن يكون الشباب متسلحاً بالعلم والمعرفة والوعي والإدراك باعتبارهم فرسان التغيير كما أطلق عليهم جلالته ،وان دعم الشباب هو من ثوابت نهجه السياسي وقناعته بأهمية دور الشباب في بناء وطنهم ومستقبلهم.
وعندما وجه جلالته رسالة إلى شباب الأردن في اليوم العالمي للشباب أكد فيها أن شباب الأردن هم غد الوطن وأفاقة الرحبة وجدد فيها اليقين والأمل بهم باعتبارهم الفرسان الحاملين لرسالة الأردن،فقد خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني الشباب بوجه خاص ومباشر قائلاً أنتم الفرسان الحاملون لرسالة الأردن والساعون إلى تقدمه وازدهاره أنتم يا شبابنا الأردني تواجهون مسئوليات وتحديات من نوع خاص فأنتم ابتداء القطاع الأوسع في المجتمع وأنتم ثانياً من سيعيش ومن سيجني عوائد العملية التنموية التي يمر بها الأردن اليوم والتي نأمل ونعمل أن تكون مخرجاتها ايجابية بعون الله تعالى فأننا من خلفكم ننصركم لأن نصرنا بكم .
قدم جلالته االعديد من المبادرات التي تخدم تطلعات الشباب من هذه المبادرات مبادرة المجلس الأعلى للشباب الذي يعنى برسم سياسة لرعاية الناشئين والموهوبين وتعميق انتماء الشباب للوطن والولاء للقيادة الهاشمية واحترام الدستور والقوانين والأنظمة واستثمار طاقات الشباب بما يكفل مشاركتهم الفعالة في عملية التنمية البشرية المستدامة، بالإضافة لمبادرة الصندوق الوطني لدعم الحركة الشبابية والرياضية والذي من خلاله يتم تفريغ طاقات الشباب ودعمها.
وأنطلاقاً من دعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية فقد أطلق جلالته في السادس من كانون الاول2001 صندوقاً للتنمية يعمل كمؤسسة غير حكومية يسمى صندوق الملك عبدالله للتنمية يسعى لتحقيق التنمية في كافة محافظات ومناطق المملكة ،ويسهم في دعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية من خلال برامج و مبادرات ذات طابع تنموي غير ربحي يهدف إلى دعم برامج التأهيل والتدريب وتشجيع الإبداع والتميز لدى قطاع الشباب، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع استثمارية ربحية تهدف إلى الإسهام في تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة .
وكان جلالته قد أمر القائمين على صندوق الملك عبدالله للتنمية بإطلاق نافذة تمويلية لدعم البحوث التطبيقية ،وقد سبق ذلك أنشاء نافذة تمويلية لدعم الإبداع والتميز، ونافذة تمويلية أخرى لدعم مشاريع التخرج لطلبة البكالوريوس ونافذة تمويلية لتقديم منح دراسية للطلبة المتفوقين من غير المقتدرين مالياً، بالإضافة إلى برنامج تسجيل براءة الاختراع للطلبة دولياً.
وقد أوعز جلالته في 5 تشرين الأول 2006 بتأسيس هيئة شباب كلنا الأردن كذراع شبابية لصندوق الملك عبدالله للتنمية لكي يكون للشباب الأردني الدور الفعال والمشاركة الجدية في شؤون الوطن تعمل هذه الهيئة تحت مظلة مجلس التواصل لهيئة كلنا الأردن لتكون هيئة شبابية تعمل على متابعة تنفيذ برامج العمل الذي يوافق عليه الشباب الأردني ،بحيث توفر هذه الهيئة المنبر المؤسسي للتواصل ليتفاعل من خلاله شباب الجامعات وشباب الوطن من جميع مواقعهم مع السياسات والبرامج الموجهة لهم في مختلف المجالات،فقد أصبح لفرسان هيئة شباب كلنا الأردن حضورهم اللافت في مختلف محافظات المملكة خصوصاً بعد مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بإنشاء مقر للهيئة في كل محافظة فبأت الشباب شريكاً رئيسياً في تنمية مجتمعاتهم يحصلون على التدريب وبناء القدرات قادرين على المشاركة في صناعة القرار كخطوة أولى نحو التغيير الإيجابي في المجتمع .
وتأكيداً على دعم الشباب وضرورة تمكينهم ليساهموا في بناء الوطن فقد أعلن جلالته في ختام فعاليات المؤتمر السنوي الأول لهيئة شباب كلنا الأردن عن أنشاء صندوق لتمويل المنح الدراسية لطلبة الجامعات كهدية تعكس الاهتمام الملكي بالشباب لتجاوز جميع المعيقات وهو ما يعكس بالمقابل مدى التعويل على الشباب في صناعة مستقبل الأردن ،وما هي هذه المكارم إلا استمرار لمكارم جلالته في دعم الشباب الجامعي ودعم مسيرتهم الدراسية التي تمثل لهم مفتاح المستقبل .
فقد حرص جلالة الملك عبد الله بن الحسين على مشاركة الشباب في ملتقياتهم ومنتدياتهم ومناقشتهم والاستماع إليهم مباشرة وتبادل وجهات النظر معهم في شتى الميادين في كل المحافظات، وعلى حرص جلالته إلى إشراكه الشباب في عدد من زياراته إلى الخارج وفي عدد من جولاته الميدانية المحلية وذلك في أطار أعداد القيادات الشابة ولتمكينهم وتفعيل دورهم وليكونوا على إطلاع بألاحداث والمتغيرات من حولنا.
فقد كان لجلالة الملك عبدالله دوراً هاماً في دعم وتمكين الشباب من خلال جهده المتواصل وبكافة الطرق لتشجيع الشباب للمشاركة في اتخاذ القرار ،فلنكن على قدر المسئولية التي أحاطنا بها جلالته وعند حسن ظنه ولنكن كما أرادنا فرساناً للتغيير.
فكل الشكر والتقدير والولاء إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم لما قدمه من دعم لشباب الأردن في ظل الصعوبات المحيطة وإني في هذا المقام امتثل لقوله:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس" رواه الإمام أحمد.
سائلين الله عز وجل أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ذخراً وسنداً لهذا الوطن العزيز ، وأن يحفظ هذا الوطن قلعة حصينة ضد كل خائن ،وأن يحفظ كل أردني غيور على كرامة ورفعة واستقلال هذا الوطن العزيز.