الفارغون أكثر ضجيجـًا ~
~
~
كل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ،
أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛
لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح،
إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة،
أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها،
وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في
مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج
فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي
أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب
محاسنها وأذهب روعتها،
وهؤلاء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام،
وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق
على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً،
فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس
ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء
الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد،
بل هو صفر على يسار الرقم،
يعيش بلا هدف،ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة،
ليس له أعمال تُنقد،
فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط،
لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس
له حسّاد، وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: