الفرق بين :أعمى البصيرة.. و كفيف البصر!!
ن الإنسان بطبيعته التي خلق عليها لا يبصر في الظلام بعينيه إلا إذا كان ينظر ببصيرته فبصيرة قلب المؤمن تشع نوراً ..
ومن المعروف أن كفيف البصر هو من فقد بصرهـ أما كفيف القلب هو من ذهبت بصيرته .. فيرى و لا يرى ما يجب أن يراهـ شحبت الرؤيا من قلبه ولم يعد يرى إلا بعينيه ، والبصيرة تعني " قوة الإدراك و الفطنة و العلم و الخبرة " لذا فإن الحكماء و العقلاء يرون ببصيرتهم وينظرون للأمور ليس بمجرد النظر بالعين بل يتطلعون لمدى أبعد من ذلك إنهم يبصرون ويثبتون على الحق لأن لدى قلوبهم نظرة ثاقبة تحميهم من الضلال ويقول المولى عز وجل" فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "
وهنيئاً لمن تبصر بقلبه قبل فوات الأوان لأن الرجوع في كثير من الأمور يكاد أن يكون مستحيلاً .. وبالتأكيد
لن يفيد ذلك الندم الناتج عن ضعف البصيرة الذي يجعلنا نرى السراب ماء .. والوهم .. حلم نسعى لتحقيقه ...!
و النظر بالعين المجردة من البصيرة يسلط الرؤية على زاوية واحدة ويجعل النظرة سطحية فلا يكون تقييم الأمور دقيقاً ولا يمكن أن توفى قدرها وغالباً ما يساء الاختيار أما البصير بالقلب يستطيع التمييز بين الأمور دون أن تختلط عليه أو تتشابك مع بعضها وبطبيعته البصيرية لا ينظر لبريق الإناء وزهوه إنما يتطلع لقيمة ما بداخله .. فهو على يقين بأن" ليس كل ما يلمع ذهب ولا كل ما يبرق فضه ". وهنا نستشف الفرق بين أعمى البصر وكفيف البصيرة فكم من كفيف تبصر و"رأى ببصيرته فاهتدى " وكم من بصير نظر وكأنه أعمى .
إننا في كل يوم بل كل لحظة نتخذ قرارات مصيرية فهل هي بصيرية ؟؟ أم أنها اتخذت بناءاً على النظر فقط ؟؟ ثمة أمور كبيره في حياتنا لا بد أن تكون مبنية على أساس البصيرة المتين بدلاً من أن تنهار وتقع من حافة البصر ... يبني الإنسان حياته و يهدمها إذا لم يدرك الفرق بين البصر و البصيرة و قد نجد هنا سبباً ..لقول " الحب أعمى " فهو يرى ولا يرى .. فنظرة الحب ضريرة و نظرة القلب بصيرة.
نسأل الله أن ينير لنا بصيرتنا .. ويرزقنا حسن النظر فيما يرضيه ..