معاونة الآباء تجعل التعليم أكثر جدوى :-
إن التعليم ليأخذ معنى جديداً ومظهراً خلابا إذا ما وجدت علاقات ودية بين الآباء والمعلمين، ويمكن للآباء المساهمة في نواحي النشاط المدرسي للفصل عندما يحاطون علما به ويعرفون أهميته، وغالباً ما تأخذ هذه المساهمة صورة المباشرة. ويمكن للآباء أكثر من غيرهم العمل على خلق اتجاه في المجتمع مؤيد للتعليم الجيد، ومن بين العوامل التي تساعد على تحسين التعليم ورفع درجة كفايته القيام بتوضيح واع لبرنامج المدرسة وما تحاول أن تفعله لتحقيقه، حتى يكونوا الآباء في موقف المساندة للمدرسة ودرعا للنقد من الآخرين عليها. ( ستات و لانجدون، 1962 )
وليطمئن المعلمون إلى أن الغالبية العظمى من الآباء يسرهم العمل مع معلم طفلهم، في سبيل التأكد من أن تكون الحياة المدرسية على أحسن وضع مستطاع، وعلى هذا الافتراض يمكن أن يمضي معلم الفصل في بناء علاقاته مع الآباء في ثقة وطمأنينة. ( ستات و لانجدون، 1962 )
إن الآباء معلمون أيضا كما معلم المدرسة معلم في المدرسة. وأحسن تعليم يمكن أن يتم إذا تساند النوعان من التعليم في توافق وانسجام. وغالبا ما يطلب المعلمون من الآباء أن يتركوا \" التعليم المدرسي \" للمدرسة، حتى لا يختلط الأمر على الطفل بين الطرق المختلفة لتعليم القراءة أو الحساب. ومثل هذا الطلب يعني انه يمكن أن ينحصر التعلم داخل حدود المدرسة، ولكن التعلم لا يمكن تحقيقه أو قطعه بمثل هذه السهولة. ومعلمو الفصول محتاجون لعديد من الوسائل لكي يظل الآباء محاطين علما بمجريات الأمور؛ فالاجتماعات الجماعية مفيدة. ( ستات و لانجدون، 1962 )
فغالبا ما تكون هناك كتب يسر الآباء أن يعيروها أو يهدوها للمدرسة، وقد تكون هناك مجموعات من النقود أو الأصداف، أو الأحجار. والأب الذي يعزف على إحدى الآلات الموسيقية قد يسره أن يعزف للأطفال مرة، بل مرات. أو ألام الماهرة في الخدمة، قد تكون على استعداد للمعاونة. ويحسن المعلم صنعا إذا ما عرف هوايات الآباء ومهاراتهم، وأشعرهم بتقديره لمساعدتهم. فانه يكون هناك تعاون ممتاز لهذا المجتمع. ( ستات و لانجدون، 1962 )
وهناك اقتراحات واعتراضات غالبا ما يود الآباء التقدم بها، ولكنهم يشكون فيما إذا كانت ستقابل بترحاب. وهذا ما يجب على المعلم تشجيع الآباء عليه، تشجيعهم على الاقتراحات. ( ستات و لانجدون، 1962 )
وهناك العديد والكم الوافر من الدراسات والأبحاث التي تشير وتؤكد على أهمية دور الأسرة في التعاون مع المدرسة.
• في عساف ( 1995 ) عن موضوع مجالس أولياء الأمور، فالحديث عنها يعني إقامته علاقة ثلاثية من الأسرة والمدرسة والطالب حيث لا يمكن للمدرسة أن تقوم بدورها على أكمل وجه إلا بتعاونها مع البيئة المحلية فهي مسئولة عن خلق جو مدرسي جيد للطلبة ومنسجم مع متطلبات الأهل فالطالب هنا يكون متكاملا له حاجاته الاجتماعية والنفسية وأولياء الأمور طرف هام من أطراف العملية التربوية. ( صلاح الدين، 2000 )
• وكتب حمدان ( 1995 ) عن أهمية الاجتماع بأولياء الأمور والتشاور معهم كإحدى الواجبات العامة للمعلم في التربية الحديثة وذلك لاغناء الطلبة بوسائل حل مشكلاتهم وهذا يتفق مع ما أورده مصطفى وآخرون ( 1997 )، حيث يمكن استخدام المجتمع كمعمل حي للتربية ويمكنهم استخدام المدارس كمركز لنشاط المجتمع حيث هناك الكثير من النشاطات المفيدة في المجتمع تلغى لعدم توفر المكان المناسب لها، والمدارس تكون موجودة ومناسبة لذلك. ( صلاح الدين، 2000 )
إن عدم ربط احتياجات المجتمع بالمدرسة، من خلال البرنامج الدراسي والمناهج التي يحتاجها المجتمع المحلي يؤدي إلى التسرب من المدارس، لان الطلاب يحتاجون شيئا يشعرهم بحاجتهم لهذا المنهج وليس ثقلا عليهم.
أسباب عزوف بعض أولياء الأمور عن زيارة المدرسة : -
الواقع أنه عندما نطرح ظاهرة عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس لا نعنى بالطبع جميع أولياء الأمور الطلاب فهناك شريحة كبيرة من أولياء الأمور متواصلين ومتعاونين مع المدارس وعلاقتهم وثيقة معها وبخاصة الفئة المثقفة والواعية من أبناء المجتمع . إلا أننا نسعى في هذا المجال إلى تحقيق أعلى نسبة من التعاون والتواصل لأولياء الأمور مع المدارس .. وقد أتضح من خلال المتابعة الميدانية والدراسات والبحوث التي أجـريت في هذا الشأن أن أسباب عزوف أولياء الأمور عن زيارة المدارس يتلخص في الآتي :-
قلة الوعي لدى بعض أولياء الأمور بأهمية التعاون والتواصل مع المدرسة : -
في الواقع أن بعض أولياء الأمور لا يدرك أهمية التعاون و التواصل ويترك كل شيء للمدرسة ويظنون أن ذلك يكفي ولا يقومون بأدنى متابعة في البيت وربما يرجع سبب ذلك في كثير من الأحيان إلى قلة المستوى التعليمي والثقافي لديهم .
ظروف الارتباطات العملية لدى البعض منهم : -
البعض من أولياء الأمور يعملون خارج مناطق الدولة وعليه فإن ظروفهم العملية لا تمكنهم من زيارة المدرسة ولا تمكنهم من القيام بواجبات المتابعة والعناية لأبنائهم الطلبة .
التخوف من دفع الأموال والتبرعات للمدارس : -
يظن بعض أولياء الأمور أنهم عندما يزورون المدرسة سيطلب منهم دفع مبالغ وتبرعات للمدرسة ولا يدركون أي جوانب أخرى إيجابية لزيارة المدرسة.
قلة اهتمام بعض أولياء الأمور بتعليم وتربية أبنائهم : -
لا يهتم بعض أولياء الأمور بمستقبل أبنائهم وعليه لا يبدون أي اهتمام بشئون تربيتهم أو متابعة تعليمهم سواءً في البيت أو المدرسة وتجدهم يعطون الأولوية لأعمال أخرى غير الاهتمام بتربية وتوجيه الأبناء.
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )
الأضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : -
إن النتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة تعود بأثر سلبي على الطالب والبيت والمدرسة والمجتمع ، فالطالب لا يدرك مصلحته وبالتالي لابد من متابعته وتوجيهه من قبل البيت ولكن في الواقع دور بعض أولياء الأمور سلبي حيث يتركون كل شيء على المدرسة .
(
http://www.moe.gov. ورقة قدمتها دائرة التعليم بمنطقة الباطنة شمال التعليمية )
فبعد كل العرض السابق نجد أن هناك ترابطات قوية بين البيت والمدرسة يجب أن تًطور وتَأخذ مجراها الصحيح والودي للتعاون بالنهوض للوصول بآباء وأمهات المستقبل إلى حياة تربوية سليمة، وهذا ما يدعو إلى إيجاد علاقة وثيقة بين المنزل والمدرسة من خلال التعاون المنتج فلا توجد طريقة أهم من الاجتماعات بين المدرسين والآباء في مؤتمرات تؤدي إلى تبادل الخبرات والمعلومات والتعرف على الغير مع الشعور بحرية الرأي وفي إبداء المقترحات والاستماع إلى مقترحات الغير. ( جرانيت، 1958 )
الوسائل والأساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة : -
نظراً لأهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص نافع لنفسه ولأسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك لابد من البحث عن الأساليب المناسبة التي تجعل من ولي الأمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة .
فمن أهم الوسائل لإزالة الحواجز بين الآباء والمدرسين تكوين جماعة من الطائفتين لدراسة التربية الحديثة ومناقشة موضوع الطفولة والنمو. فعن طريق هذه الدراسة والمناقشة يتعلمون كيف يفكرون ويعملون مع بعضهم وعندما يدرسون مبادئ إرشاد الطفل وتوجيهه تفهم كل طائفة قيمة الدور الذي تقوم به الطائفة الأخرى. وقد ثبتت فائدة جماعة الدراسة والمناقشة كوسيلة لتثقيف الآباء؛ ففيها يتعلم بعضهم من بعض ويكتسبون معرفة وفهما للطفل والطفولة. ( جرانيت، 1958 )
وتنظيم جماعة من الآباء والمدرسين على أن يكونوا جميعا من ذوي الاهتمام بأمور التربية أمر له أثره الكبير فيما يقوم بين المدرسة والبيت من علاقات. ويختلف نشاط اتحاد الآباء والمدرسين باختلاف حاجات الأطفال. وأحيانا يأخذ هذا الاتحاد على تشريعات لكي يقوم بخدمات محسوسة لمساعدة التربية والتعليم والإشراف على تحسين وسائل العمل للأطفال ومساعدة الوحدات الصحية لتأدية مهمتها. ( جرانيت، 1958 )
وجماعة الآباء والمدرسين تكون دائما متيقظة لاكتشاف أي انحراف داخل المدرسة أو خارجها ويعمل الاتحاد بمساعدة المدرسة لتلافي أسباب ذلك. ويقوم أيضا اتحاد الآباء والمدرسين بتكريس جهودهم للنهوض بالمنزل والمدرسة والمجتمع وتضع برامجها وفقا لحاجاتها والمشكلات التي تواجهها في مناطقها. وهذا لا يعتبر تدخلا من اتحاد الآباء والمدرسين في الإدارة المدرسية ولكنه يشد أزرها ويطالبها بتطبيق النظم التربوية التي تساعدها على تحقيق أهدافها. ( جرانيت، 1958 )
ونجد أحيانا أفراداً متحمسين ذوي اهتمام حقيقي بالمدارس العامة يريدون أن يقوموا بدور ايجابي في أعمالها. وإذا لم ينضم مثل هؤلاء إلى مجموعات تمتاز بقيادة حكيمة ورشيدة قد تذهب تجاربهم وخبراتهم سدى وان لم تضر أحيانا لعدم التخطيط مع الآخرين. ( جرانيت، 1958 )
علاوة عن ما ذكر سابقا أن لاتحاد الآباء والمدرسين دورا في وضع وتطوير المناهج، لا ننكر أن له دورا آخر عندما نتكلم عن وسائل التحسن والتقدم في ميدان التربية والتعليم عندما يساعدون في تنفيذ مشروعات كبيرة تحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة، فيقومون بتجميع هذه الميزانية لتنفيذ المشروع المطلوب، إيماناً منهم انه سيعود بالفائدة على أبنائهم ومجتمعهم. ( جرانيت، 1958 )
وإذا أشركنا الآباء بوضع القوانين التي تساعد على نمو الأطفال نموا سليما وتنشئتهم تنشئة صالحة، نجدهم متحمسين لتنفيذ هذه الشروط لوعي منهم أنها لمصلحة أبنائهم، مما يجعلهم يبذلون الجهد مع المدرسين لتنفيذها واستمرارها. ( جرانيت، 1958 )
وورد عن شحادة ( 1995 )، انه من هنا جاءت أهمية فكرة تشكيل مجالس أولياء الأمور لتصبح حلقة وصل بين المجتمع والأسرة والفرد، ولخلق حالة من التكامل الواعي بين أطراف العملية التعليمية، وذلك للمساعدة في النهوض الاجتماعي، فمجالس الآباء تضيف للمدرسة قوة تربوية وتكاملا في الفعل التربوي مع دور المدرسة وتكون كذلك الحلقة الواصلة بين البيت والمدرسة والمجتمع وكذلك المرشد التربوي يمكنه الاستعانة بمجالس أولياء الأمور لتوضيح وتوثيق الصلة بين أهالي الطلبة والمرشد التربوي لاستكمال التوعية الاجتماعية حول التعليم. ( صلاح الدين، 2000 )
لقد كانت بداية تنظيم اللقاءات بين أولياء الأمور والمعلمين إلى القرن التاسع عشر، عندما تم تأسيس الهيئة القومية لأولياء الأمور والمعلمين ليتدارسوا في الأمور المشتركة التي تهمهم، وعرف هذا المجلس باسم ( المجلس الوطني للأمهات ) وركز على المطـالبة بتعليم ألام بوصفها المعلمـة الأولى للطفل، والمعلمـين ثم انتشرت الفكرة في العالم. ( صلاح الدين، 2000 )
وفي الأردن دخلت فكرة مجالس أولياء الأمور عام ( 1970 ) حيث تشكلت بعض المجالس، وبدأت بحل المشكلات الآنية التي غلب عليها الطابع الاجتماعي ( الدويك وآخرون، 1998 )
وفي فلسطين كانت الفكرة قائمة قبل تسلم السلطة الوطنية لمهام التربية والتعليم ولكنها لم تكن مفعلة كما هو الحال بعد تسلم السلطة عام ( 1994 ). ( صلاح الدين، 2000 )
وهناك اختلاف بين أولياء الأمور وبين مجالس الأمور، حيث أن أولياء الأمور هم \" جميع الأمهات والآباء لجميع الطلبة في المدرسة \" بينما مجالس أولياء الأمور هم \" المجموعة الفعالة التي تمثل أولياء الأمور، وقد عرف الدويك وآخرون ( 1998 )، مجالس أولياء الأمور : \" عبارة عن هيئات مكونة من بعض المعلمين والآباء الذين يتم اختيارهم بالانتخاب في اجتماع يدعو إليه مدير المدرسة \". ( الدويك وآخرون،