مجالس أولياء الأمور و كيف تربط المدرسة بالمجتمع
________________________________________
* تهدف تهدف (( مجالس الأولياء )) إلى تظافر جهود البيت و المدرسة و الآباء و المدرسين في دراسة مشاكل أبنائهم الطلبة و معالجة العقبات التي تعترض حياتهم و إيجاد الحلول التربوية الصحيحة المستمدة من تجارب الآباء و خبرات المدرسين و ثقافتهم .
إن تجاوب المحيط مع المدرسة يتجلى في أوضح صورة في هذه المجالس فالآباء وحدهم لا يستطيعون معالجة مشاكل أبنائهم كلها لأن العاطفة تؤدي دورها اللاشعوري العميق في عملية التربية و بالتالي قد تنحرف بالتوجيه الأبوي الصحيح عن المعايير واجبة الإتباع التي قد تكون أحيانا ً قاسية أو تتطلب صلابة و صبرا .
كما أن المعلم الذي يعتبر دوره الرئيسي " تعليم " الطالب و تزويده بالمعرفة و المعلومات الجديدة لا يستطيع وحده أن يلم بالعوامل النفسية و البواعث و المشاكل التي تؤثر على عقلية الطالب فتؤخر سيره الثقافي ..
لهذا فاننا ان استطعنا أن نوحد جهود المعلمين و الآباء في مؤسسة تجمعهم معا ً ليتبادلوا وجهات نظرهم في مشاكل أبنائهم الطلبة فيتجاوب المعلم و الأب في دراسة كل طفل و شاب دراسة صحية تجمع بين التوجيه و التقويم و البناء على أسس مثمرة من واقع الحياة الفكرية و العاطفية و النفسية لهؤلاء الشباب نكون قد جمعنا في يد واحدة كل الخيوط التي تحرك هذا الكائن البشري اللطيف و الطالب الصغير .
لقد أدركت المجتمعات التي عانت كثيرا ً في تربية الجيل الجديد هذه الحاجة و سعت الى تأسيس منظمات تجمع الآباء و المعلمين و الآباء على صعيد واحد ، و تحملهم معا ً مسؤولية متساوية في عملية التربية الكاملة للناشئين قد أثمرت تلك التجارب ثماراً طيبة و حققت معظم أهدافها .
إن مشكلات الشباب كل الشباب قد تلتقي في نقاط معينة و قد تفترق فتنفرد مجموعة من الشباب بمشاكلها الخاصة لأسباب اجتماعية و تاريخية و فكرية عميقة تنحدر من ماض حضاري بعيد ، لهذا فان التجربة الناجحة الكاملة في بلد ما قد لا تكون ناجحة تمام النجاح في بلد آخر قد يختلف عن البلد الأول اختلافا ً كبير اً في كل شي إلا أن " الأساس العلمي الذي تقوم عليه التجربة يعمل دوما ً و أبدا ً و في كل المجتمعات المختلفة على توسيع المدارك الفكرية للمربين و يفتح آفاقا ً جديدة في تقدم الحضارة الإنسانية برمتها ، و نحن نستطيع أن نستفيد في تجارب الآخرين بأن نأخذ ما ينفعنا في ثمار تلك التجارب ، و لا يضرنا. مطلقا ً أن نتعلم ما يفكر به غيرنا و ما حققه من نجاح قد لا يكون مفيدا ً لنا برمته .
و تعد المجالس التربوية إحدى أهم آليات التفاعل و تحقيق التنسيق التربوي بين الأسرة و المدرسة كونهما طرفين مسؤولين عن تنشئة الطفل بغية الاتفاق على توحيد السياسة في معاملة الأبناء و البحث في كل السبل التي تؤدي إلى تحقيق التربية السليمة و حل المشاكل الدراسية و الاجتماعية و الصحية التي تعترضهم فالوظيفة الأساسية لهذه المجالس تكمن في تحقيق التوازن و التكامل بين المدرسة و الأسرة و بالتالي تحقيق التعاون و التكامل في العملية التربوية من أجل نمو أفضل للأطفال و أي تقصير لدى أحد الطرفين ينتج عنه بالضرورة نوع من التناقض لدى المتعلم لا يعود بالنفع المرجو منه و حدوث صراع نفسي لديه ، لأن تربية الفرد سلسلة متصلة الحلقات و داخل هذه السلسلة يأخذ كل من البيت و المدرسة و دور متميز و منزلة مهمة و للمدرسة الدور الفاعل الهام .
و ينظر للمدرسة اليوم على أنها الأداة الفاعلة التي تعمل مع الأسرة على تربية الطفل و تكيفه مع المجتمع الذي يعيش فيه ، و يتم ذلك من خلال اللقاءات و المناقشات التي تتم بين المدرسة و الأسرة و مشاركة أولياء الأمور في حل المشكلات و طبعا ً هناك تفاوت في قدراتهم و إمكانياتهم بحسب ظروف كل و لي أمر الاقتصادية و الاجتماعية و مستواه التعليمي و على الإدارة المدرسية الواعية مراعاة ذلك التفاوت و تحضير الأولياء للمشاركة الفاعلة في حل المشكلات المدرسية و إعطائهم أدوارا ً متميزة من خلال إدراج عضويتهم في اللجان التربوية المدرسية و مجالس الآباء و الأمهات و تقبل آرائهم و تنفيذها ميدانيا ً و على الإدارة تعريفهم حقوقهم في التعبير عن آرائهم في المشاكل التعليمية و أثرها في تربية أبنائهم و ذلك بتشجيع أولياء الأمور الذين مارسوا العمل في المدارس و اكتسبوا مهارات متنوعة من خلال خبراتهم الميدانية المدرسية ممن لهم اهتمامات تربوية علمية ، فمثل هذه الفئة إذا أتيحت لها فرصة المشاركة في عضوية اللجان التربوية و الأنشطة المدرسية فان ذلك يعني المشاركة الفعالة للأسرة في إبداء الرأي .
حول كل ذلك و في متابعة تنفيذه مثل المسرحيات التي يقدمها التلاميذ و التي تصور حياتنا اليومية أو الاجتماعية أو التاريخية ، كما يشارك الأهل أيضا ً في علاج السلوكيات الخاطئة حيث إن هناك جهات كثيرة حاليا ً تتدخل في تنشئة الأجيال ...
و حين تتحول ميول الطفل من الأسرة إلى جماعة الأطفال بسبب من تقارب من السن بين الأقران و بمساعدة و سائل الإعلام المختلفة فقد يكون لذلك أثرا ً سلبي يظهر في تمرد الطفل على السلطة الأبوية و شدة النقد للأهل
و الآباء ، و قد يكون لها أثرا ً ايجابي في زيادة ميله نحو نشاط الجماعة و الولاء لها و التضحية في سبيلها إن انشغال الآباء و الأمهات بالعمل و الارتباطات الجانبية يؤدي إلى وجود فجوة تربوية قد ينتج عنها سلوكيات غير صحيحة لدى المتعلمين من هنا سيترتب على ذلك الحرص على ردم هذه الفجوة من خلال التواصل المستمر و الحضور المنتظم من جانب و لي الأمر إلى المدرسة للتعرف على سلوكيات طفلة و علاج الخاطئ منها .إن حسن الاستقبال و التفاعل الايجابي مع أولياء الأمور لوضع الحلول المشتركة لمشاكل المتعلمين و دعوة الأولياء إلى الأنشطة المدرسية ليشاركوا فيها إعدادا و تنفيذا ً و تخصيص الوقت الكافي للحوار معهم و الاستماع إليهم كل ذلك يؤدي حتما ً إلى حرص و لي الأمر على الانتظام في الزيادة المدرسية للمشاركة في أنشطة المدرسة ، و حتى لا يحدث تضارب بين ما توجهه المدرسة للمتعلم و بين ما يوجهه البيت لابد من فهم متبادل بحيث يتفهم الآباء خطط المدرسة و مناهجها و ما تريده من أنشطة تدعم هذه المناهج و ما طرأ من تطورات على المعارف العلمية و على أساليب التدريس و طرق و مفاهيم التربية المعتمدة حاليا ً .
و مجالس الأولياء بيئة خصبة لإغناء التعليم ، حيث إنها توفر الفرصة المناسبة للاطلاع و التنسيق بين ما تريد المدرسة أن تحققه بغرض تحسين المستوى التعليمي لتلاميذها و ما يستدعي ذلك من مشاركات و تعاون الأهل
إن اللقاءات بين الآباء و المعلمين فعالة و مهمة لأنها تحقق الفرص المناسبة للتداول في الأمور الآتية أو بعضها :الاطلاع و من ثم المنافسة لتجديد أسباب ضعف التلميذ أو تقصيره في مادة دراسية أو أكثر .
التعرف و تقصي أسباب أي سلوك غير مرغوب به و تقوميه لتحاشيه و توجيه الطفل و تشجيعه بالحوار و المتابعة و المقابلات .
• لفت نظر الآباء و الأولياء نحو موهبة لدى ولدهم ليتم تعهد هذه المواهب و القدرات الفذة و رعايتها بكل الوسائل في البيت و المدرسة لتنمو و تتطور في اتجاه ايجابي بناء و تغدو موضع اعتزاز للطفل بإبداعاته
اطلاع المدرسة على وضع الطفل في الأسرة و ظروف أسرته من كل الجوانب و التعرف إلى سلوكه بين أفراد أسرته و في مجتمعه ، و بالتالي تقدم سلوكاته في المدرسة و نظرته للحياة المدرسية حسب الواقع النفسي الذي يعيشه في أسرته .
أضف إلى ذلك تعان المدرسة مع الأسرة في تهيئة مناخ نفسي و صحي و تعليمي مناسب حيث تتضافر جهودهما لتصب في حوض واحد .
توطيد التواصل بين المدرسة و الأولياء و اطلاع الأولياء على نشاطات المدرسة التعليمية الصفية و اللاصفية من خلال عرض الخطة التحسينية المعدة لهذا العام و الاستئناس بتصورات الإدارات التعليمية و طموح أعضاء الهيئة التدريسية و الاطلاع على حاجات المدرسة و ما يمكن أن يقدمه الآباء من مساعدات مادية أو عملية ، بخبراتهم و توثيق صلة التعارف و تعميق أواصر المودة بين الآباء و الأسرة التعليمية
للمشاركة الفعالة بين المدرسة و البيئة .
و هنا لابد من جهود مخططة تبذلها المدرسة في سبيل هذه المشاركة و في سبيل توثيق العلاقة التي تربط المدرسة بالبيئة لما يترتب على ذلك من مزايا كبيرة يعود نفعها على الفرد و المجتمع.
و على مدير المدرسة عقد الاجتماعات مع مدرسيه لوضع برنامج يستند إلى الأهداف الأساسية التي تقوم بها المدرسة لتحقيق التعاون بينها و بين البيئة و أن يكرر هذه الاجتماعات لإنماء الأهداف و تعديلها و الإضافة إليها في ضوء الواقع المتجدد حتى تصل المدرسة باستمرار على وضع يحقق لها أفضل و أدق ارتباط بالبيئة و لابد من اشتراك المعلمين في وضع هذا البرنامج حتى يتحقق تعاونهم مع مدير المدرسة في تنفيذه ، و حتى يتحقق أيضا ً نموهم المهني و تستطيع المدرسة الإفادة من عدة نقاط : في وضع سياسة وبرنامج يتحقق بهما توثيق العلاقة بين المدرسة و البيئة .
- التعليم الجيد :
لن تكون المدرسة على علاقة وثيقة بالبيئة و لن تحقق ثقة أولياء الأمور بالمدرسة ما لم يكن هنالك شعور قوي بأنها تقدم تعليما ً جيدا ً يحقق للأبناء النمو و النجاح و ليس هنالك بديل عن التعليم الجيد تقدمه المدرسة لأبنائها و مهما بذلت من جهود أخرى فلن يتحقق لها العلاقة الطيبة المرجوة إن لم يتيسر التعليم الجيد التعليم الجيد هو الشرط الأول و البضاعة الجيدة تعلن عن المدرسة ، و ستتعرض المدرسة للنقد المرير و السمعة السيئة و الاستهجان ، ما لم توفر هذا الشرط . - الروح المعنوية لدى التلاميذ:
إن التلاميذ هم أقوى عنصر يربط المدرسة بالبيئة و إن لشعور الوفاء للمدرسة وشعور الحب والثقة للمعلمين ولمدير المدرسة وشعور الرضا عن النشاطات في النواحي الفنية والرياضية والاجتماعية
والفنية .كل هذه العوامل ترتبط المدرسة بالبيئة وبأولياء الأمور فالتلاميذ سفراء المدرسة بالبيئة ,وهم المقياس الذي تقيس به المدرسة مدى نجاحها ومن مشاعرهم يستمد أساس الثقة بالمدرسة .- مدير المدرسة هو المثل الحقيقي للمدرسة في البيئة :
من حيث الروح المعنوية والعالية والشخصية والقوية و الكفاءة والمقدرة في أداء عمله وسلوكه الأخلاقي الممتاز يقول: بسمارك :إن الذي يدير مدرسة يدير مستقبل البلاد –
• المدرسون :
تعود أهميتهم في توثيق علاقة مدرستهم بالبيئة إلى إن أفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم ينعكس على التلاميذ الذين بدورهم ينقلونها إلى البيئة .
إن حب المدرس عمله و حسن معاملته لتلاميذه و فخره بمدرسته كل هذه مشاعر يمتصها التلاميذ لينقلوها إلى آبائهم و مجتمعهم و العكس صحيح فسخط المعلم و تذمره و كراهيته لعمله و سوء معاملته للتلاميذ له أثره الكبير في انحلال الرابطة المعنوية التي تربط المدرسة بالبيئة .- إشراك أولياء الأمور في تدبير شؤون المدرسة
و مساعدتها على تحقيق رسالتها فهذه المشاركة تعد تدريبا ً لأولياء الأمور على الحكم الذاتي و ممارسة الديموقراطية بطريقة عملية و تعويدهم على الاهتمام بشؤون المجتمع و توجيه مقدراته و هي عامل من عوامل توثيق الصلة بين المدرسة و البيئة .
